"وسط سلسلة من التوبيخ.. يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتخذ موقفًا أكثر حزمًا تجاه المملكة العربية السعودية حليفتها في الشرق الأوسط بعد إرسال رسائل عنيفة لعدة أشهر".. هكذا بدأت وكالة "بلومبرج" الأمريكية تقريرها اليوم الأحد. وقالت الوكالة: إنه "في وقت سابق من هذا الشهر، أصدر ترامب بيانين دعا فيهما السعودية إلى إنهاء حصارها فورًا على اليمن، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الجمعة الماضية، قادة السعودية إلى التفكير في العواقب المترتبة على أعمالهم". كما أظهر ترامب انحيازه إلى وزير الدفاع جيم ماتيس، الذي قام بتوبيخ السعودية جراء سلسلة من السياسات الخارجية التي انتقدت على نطاق واسع. بدورها صرحت تمارا كوفمان ويتس، مديرة مركز سياسات الشرق الأوسط في مؤسسة بروكينجز: "يبدو أن هناك تغيرًا واضحًا في نبرة واشنطن تجاه السعودية". وأوضحت الوكالة، أن هذه التصريحات الأمريكية تشير إلى وجود شعور متزايد بالانزعاج داخل وزارة الخارجية، حول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ينظر إليه تيلرسون وكثير من الدبلوماسيين الأمريكيين، على أنه صغير وعديم الخبرة. وقد نمت تحذيرات تيلرسون بشأن الإجراءات السعودية بعد أن بدأ يشعر أن الأمير محمد بن سلمان، وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، يحجبان تفاصيل خطة السلام في الشرق الأوسط التي ترى وزارة الخارجية أنها قد تكون لها آثار كارثية، بحسب الوكالة. أما جيرالد فيرشتاين، نائب مساعد وزير الخارجية السابق، قال: "لقد رأينا هذه الأمور خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث كان هناك شعور بأن السعوديين، عن غير قصد أو بسبب نقص الخبرة، قد أخطأوا في عدة أمور تضر بمصالحنا والاستقرار الإقليمي". وأضاف "فيرشتاين" "من الواضح أن هناك حاجة من التواصل بطريقة أكثر شفافية بين واشنطن والرياض حتى لا نفاجأ بأي شيء". كان قد صرح تيلرسون أول أمس، قائلاً: "فيما يتعلق بنزاع المملكة العربية السعودية وقطر، وكيفية تعاملها مع الحرب اليمنية التي يشاركون فيها، والوضع في لبنان، أعتقد أننا سوف نشجعهم على أن يكونوا أكثر اعتدالاً بشأن تلك الإجراءات، وأن يقوموا بالتفكير في عواقب هذه الأمور". يذكر أن رحلة ترامب الأولى إلى الخارج بصفته رئيسًا كانت إلى المملكة السعودية، حيث قام بتوقيع صفقات من مبيعات الأسلحة إلى المملكة بمليارات الدولارات.