أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن موسكو تؤيد حل الخلافات بين بغداد والأكراد بطرق سياسية دبلوماسية على أساس وحدة أراضي العراق، ومراعاة مصالح وحقوق الأكراد. وقال "بيسكوف": إن "روسيا تحافظ على علاقات جيدة مع بغداد، ولدينا حجم كبير نسبيًا في العلاقات الاقتصادية – التجارية مع العراق، وتتم الاتصالات على مختلف المستويات، وتعمل شركاتنا الروسية هناك". ونوه بوجود علاقات تاريخية دافئة وودية مع أكراد العراق، مشددًا على أن موسكو تعتز وتحرص على العلاقات مع الطرفين. وفي نفس السياق أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمله في اتفاق عاجل لتعايش سائر أهل العراق في دولة واحدة، معتبرًا أن الصدام يتناقض مع مصالح أبناء الشعب العراقي بأسره بمن فيهم الأكراد. وأشار إلى أن بغداد على علم بجميع الاتفاقات الاقتصادية المبرمة بين روسيا وكردستان العراق، وبأن روسيا تبحث جميع هذه الاتفاقات مع الحكومة العراقية. وفي وقت سابق كان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قد شدد على ضرورة الاستمرار في تنفيذ المشاريع الروسية في كردستان، مشيرًا إلى أن شركة "غازبروم نفط" تنفذ مشاريع في كردستان وفق تعاون قديم تم التوافق عليه من قبل جميع الأطراف، ويجب أن يستمر ذلك. ووفقًا للوزير الروسي، فقد دخلت شركة "غازبروم نفط" في صيف عام 2012 في تنفيذ مشاريع بكردستان، ووقعت اتفاقيات تقاسم الإنتاج في كتلة جارميان التي تبلغ حصة روسيا فيها 40%، وكتلتي حلبجة وشاكال بحصة 80% بينما يذهب ما تبقى لحكومة الإقليم، كما وقعت "غازبروم نفط" في فبراير 2013، اتفاقًا حول القيام بأعمال الخدمة العامة لكتلة ثالثة في الإقليم هي حلبجة، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج السنوي من النفط في كتلة شاكال نحو مليوني طن بحلول عام 2022. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد جددت دعمها الثابت لسيادة العراق وسلامته الإقليمية من جهة، وضرورة احترام تطلعات الشعب الكردي من جهة أخرى. وأوضحت "الوزارة" بأنه "فيما يتعلق بالاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان العراق، يرى الجانب الروسي أنه من الضروري تجنب كل ما من شأنه أن يشكل خطرا على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويزيد تعقيد الأمور المعقدة أصلا، في هذه المنطقة المليئة بالصراعات، لذلك نجدد دعمنا لسيادة ووحدة وسلامة العراق ودول الشرق الأوسط الأخرى". وفي الوقت نفسه شددت الوزارة على ضرورة احترام التطلعات المشروعة للشعب الكردي". وقال بيان صادر عن الخارجية الروسية: إن "موسكو تنظر باحترام إلى التطلعات الوطنية للأكراد، ونحن نعتقد أن جميع القضايا القائمة بين الحكومة العراقية وقيادة منطقة الحكم الذاتي الكردية، يمكن بل يجب أن تحل عن طريق الحوار البناء والاحترام، من أجل التوصل إلى صيغة تعايش مقبولة للطرفين".