بعد 5 سنوات من أسرهم على يد جماعة إرهابية، في جبال أفغانستان، غادرت امرأة أمريكية وزوجها الكندي، وأبناؤهما الثلاثة، الذين ولدوا جميعهم في الأسر، بعد أن تم تحريرهم. وأكد مسؤول أمني باكستاني، أن كيتلان كولمان من ولاية بنسيلفانيا الأمريكية، وزوجها الكندي جوشوا بويل وأبناءهما الثلاثة غادروا على متن طائرة من إسلام أباد. وكانت شبكة حقاني، التي تربطها علاقات بحركة طالبان، قد أسرت كولمان وبويل منذ خمس سنوات، وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن عملية تحرير العائلة جاءت سريعة دون إصابات كبيرة، حيث تعرض بويل لجرح بسيط، وفقًا لما قالته أسرته. إلا أن الحكومة الأمريكية لم تؤكد تلك التفاصيل. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في بيان نشر يوم الخميس، "لقد تم تحريرهم"، مشيدًا بالتعاون الأمريكي الباكستاني خلال العملية، الذي حافظ على أرواح الرهائن. وكان ترامب قد امتدح باكستان بسبب تزايد نواياه "في فعل المزيد من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة"، قائلًا "إن تلك الدول بدأت في احترام الولاياتالمتحدة مرة أخرى". وقال الجيش الباكستاني، إن تحرير الرهائن جاء بعد عملية "معتمدة على معلومات استخباراتية نفذتها قوات باكستانية"، بعد أن قام المختطفون بعبور الحدود من أفغانستان. وكان الزوجان قد اختطفا خلال رحلة طويلة بدأت في 2012 من روسيا، مرورًَا بكازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان، حتى أفغانستان، حيث تمت عملية الاختطاف، بعد أشهر من حمل كيتلان بطفلها الأول. وقال مسؤول عسكري أمريكي، إن فريقًا لتحرير الرهائن سافر إلى باكستان يوم الأربعاء، لإجلاء الرهائن بعد تحريرهم، حيث تم إجراء فحص طبي لهم، وتوفير طائرة للعودة إلى الولاياتالمتحدة. وأشارت "الجارديان" إلى أنه في أثناء صعود الأسرة على متن الطائرة للعودة إلى الولاياتالمتحدة، قال بويل إنه يرفض الصعود على متن الطائرة. وقال والد بويل، إن ابنه رفض الصعود على متن الطائرة بعد أن علم أنها متوجهة إلى قاعدة "باجرام" في أفغانستان، بدلا من العودة إلى البلاد. فيما قال مسؤول أمريكي، إن بويل كان يخشى من احتجازه بسبب علاقاته الأسرية، حيث كان متزوجًا من زينب خضر الكندية من أصل مصري، والأخت الكبرى لعمر خضر المعتقل السابق في جوانتانامو، وابنة الممول الرئيسي لتنظيم القاعدة أحمد سيد خضر. ونفى مسؤولون وجود أي علاقة بين عملية أسر بويل وعلاقته السابقة مع زينب خضر، حيث أكد أحد المسؤولين الأمريكيين أن ما حدث كان "مصادفة فظيعة". ومن جانبها أكدت وزارة العدل الأمريكية، أنه لا توجد هناك أية تهمة فيدرالية موجهة لبويل أو زوجته كيتلان، في الوقت الذي طلب فيه الزوجان السفر إلى كندا على متن خطوط طيران تجارية. وتصنف الحكومة الأمريكية، شبكة حقاني كجماعة إرهابية، وتطارد قادتها بالطائرات بدون طيار، وعلى العكس من داعش لا تقوم شبكة حقاني بإعدام رهائنها، إنما تبتزهم من أجل الحصول على فدية مقابل إطلاق سراحهم.