بينما تشير عقارب الساعة إلى التاسعة والنصف مساء الثلاثاء، بمنزل "جزار" تترقب أفراد الأسرة عودة الأم التى تحرص على أداء الصلوات فى جماعة داخل المسجد القريب من المنزل، انقضت ساعة بعد انتهاء صلاة العشاء، ولم تعد الأم لتبدأ رحلة البحث، مصحوبة بهلع داخل المنزل، وبعدما يئس الزوج من البحث استعان بأقاربه لمساعدته، وصولاً إلى المسجد الذي كانت تؤدي فيه الزوجة الصلاة، حيث عثر على ربة المنزل ملقاة في المكان المخصص للوضوء وبها آثار طعنات. تلقى اللواء مصطفى النمر، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من قسم شرطة باب الشرق بالعثور على جثة سيدة مُسنة تدعى الحاجة "أ.م.ع"، زوجة "جزار" داخل موضع الوضوء، بمسجد مصعب بن عمير بشارع لافيزون بمنطقة بولكلى شرق الإسكندرية. انتقلت القيادات الأمنية إلى موقع الحادث، وتحت إشراف اللواء شريف عبد الحميد مدير مباحث الإسكندرية، بدأت التحقيقات، وكشفت معاينة الجثة إصابتها بعدة طعنات فى الرأس والكف، وتم استدعاء فريق من البحث الجنائى لمعاينة الجثة ورفع البصمات وأخذ شهادة الشهود. زوج القتيلة ونجلها أكدا أن الأم اعتادت التوجه إلى المسجد لأداء الصلاة، وكانت حريصة على ذلك، وهذا اليوم سار بشكل عادي، حتى تأخرت فتوجهوا للسؤال عنها، وفوجئوا بها غارقة فى دمائها، وأكد شهود العيان بالمنطقة محل سكنها أن المجني عليها تتمتع بسمعة طيبة. من جانبها تحفظت الأجهزة الأمنية على العاملين داخل المسجد، وبائعة مناديل تجلس أمام المسجد لاستجوابهم عن تفاصيل الحادث وسر وجود المسجد مفتوحا لوقت متأخر بعد صلاة العشاء، وأكدوا في أقوالهم أنهم تركوا المسجد لشراء الطعام وعادوا إلى المسجد عقب الانتهاء من صلاة العشاء. تحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة التى أمرت بتشريح جثة المجنى عليها لبيان سبب الوفاة وسرعة إجراء تحريات المباحث.