اندلع شجار عنيف في فندق بولاية نيويوركالأمريكية، أمس الخميس، حيث قطع متظاهرون خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ففي وسط الكلمة التي كان يلقيها أردوغان صرخ أحد المحتجين "أنت إرهابي، اخرج من بلدي"، لتندلع الفوضى في القاعة الموجودة بفندق "ماريوت ماركيز" بميدان "تايمز سكوير". بينما ارتفعت أصوات الحضور يهتفون باسم "أردوغان" للتشويش على المتظاهرين. وأظهر مقطع فيديو أحد المتظاهرين وهو يرتدي تيشيرت مرسوما عليه صورة مايكل إسرائيل المواطن الأمريكي الذي قتل في غارة تركية، عندما كان يشارك وحدات حماية الشعب الكردية في مقاتلة داعش، وهو يتعرض للكمات من الحضور. قبل أن يقوم أفراد الأمن بطرد المتظاهرين من داخل القاعة، كما قام الأمن بطرد أحد مؤيدي أردوغان الذي تعدى على المتظاهرين. وقالت ميجان بوديت أحد المتظاهرين، إن هدفهم كان "جذب الانتباه لجرائم الحرب التي ترتكبها تركيا، وكذا انتهاكات حقوق الإنسان ضد المواطنين الأكراد في تركيا وسوريا". وقالت بوديت في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه "لا يجب أن يملك أردوغان القدرة على التحدث دون مقاومة هنا، ونحن قاومناه، لأن الشعب الأمريكي عليه أن يعلم أن إحدى الدول التي تدعي أنها حليفتنا، تعوق القتال ضد داعش وتهدد حياة المدنيين". وقال خليل دمير الأمريكي من أصول تركية والموظف في المنظمات الإنسانية، إنه كان يقف آخر الغرفة، حين قام ثلاثة أشخاص في تتابع سريع، شاب وشابة ورجل متوسط العمر، وكانت تحمل المرأة لافتة خضراء -علم وحدات حماية المرأة- النظير النسائي لوحدات حماية الشعب الكردية. وأضاف دمير أن الشاب طرد من القاعة، وغادرت المرأة بعد أن طُلب منها المغادرة، إلا أن الرجل المتوسط العمر سقط على الأرض بعد أن دفعه رجال الأمن. ولم يؤكد دمير إذا ما كان رجال الأمن من الحرس الشخصي لأردوغان أم من أفراد الخدمة السرية الأمريكية، أم مجرد أفراد أمن تابعين للفندق. وأشار دمير إلى أنه وجد بعدها أحد الرجلين ممددا على الأرض ومكبل اليدين، خارج القاعة التي كان يلقي فيها أردوغان خطابه بدعوة من اللجنة التوجيهية الوطنية الأمريكية التركية. وأشار سيميل أكجن رجل أعمال تركي والموجود في الولاياتالمتحدة في زيارة عمل، أن أردوغان بدا غير منزعج، وأكمل خطبته بعدها بدقيقتين. من جانبها أكدت شرطة ولاية نيويورك، أن خمسة متظاهرين تم احتجازهم لفترة قصيرة، ولم يتم حبس أحد منهم، كما لم يتم الإبلاغ عن أية إصابات. وأكد مسؤول بالشرطة رفض ذكر اسمه، أنه من الواضح أن الصراع وقع بين فئتين من المتظاهرين، ولم يتورط فيه الحرس الخاص لأردوغان، الذين لديهم تاريخ من العنف داخل الولاياتالمتحدة. ففي 2011 تورط الحرس الخاص لأردوغان في شجار داخل مقر الأممالمتحدة في نيويورك، والذي تسبب في دخول شرطي المستشفى، وفي العام الماضي، اشتبكوا بجوار عدد من رجال الشرطة مع متظاهرين خارج معهد بروكينجز في واشنطن. وفي مايو الماضي، خلال زيارة أردوغان للولايات المتحدة، هاجم أفراد من حرسه الخاص، متظاهرين سلميين، خارج مقر إقامة السفير التركي في واشنطن، ما أسفر عن نقل 9 أشخاص للمستشفى. وأظهر مقطع فيديو القتال الضاري بين أفراد الأمن والمتظاهرين، فيما أظهر مقطع آخر أردوغان وهو يشاهد القتال من سيارته المركونة على بعد عدة أمتار.