لم يكن يتوقع أهالي عزبة الشيخ بمنطقة خورشيد شرق الإسكندرية، أن يتحول يومهم الهادئ بمنطقتهم الريفية التي تبعد عن صخب المدينة، إلى بحور من الدماء، وأن تتراص جثث القتلى والمصابين بعد حادث التصادم المروع بين قطارين بجوار عزبتهم. "التحرير" انتقلت لموقع الحادث والتقت مع عدد من أهالي العزبة وشهود العيان على الحادث الذي خلف بحسب إحصائيات رسمية 44 متوفى و149 مصابًا. في البداية يقول "محمود أحمد"، "القطار اتخبط وطلع لفوق، وبعدين وقعت وجت أهالي شالت المصابين والجثث، والإسعاف وصلت بعد ساعة و نصف.. الجثث كانت بالعشرات". ويقول "مصطفى محمد"، "كان في قطر واقف هنا وسايب إشارة للقطر اللي جاي من إسكندرية في مدينة كفر الدوار، لم يراها السائق الآخر وحدثت المصادمة، ونزل السائق اللي كان موقف القطار هنا"، مؤكدًا لنا أنه كان مبلغ بترك الإشارة مغلقة في كفر الدوار. وتابع، "اضطرينا للاستعانة بسيارات إحدى المصانع لنقل الجثث فيها ونحطهم عند سور المصنع وبيقنا بنجيب ملايات من ناس ونشيل به الجثث والإسعاف كانت بتيجي تقف عاوزة تشيل حالة واحدة". وتقول السيدة أم عماد "الإسعاف تأخرت والأهالي هما اللي انقذوا المصابين"، قائلة، "كنا بنجيب ملايات ونشيل الجثث والحكومة جيت متأخر وفي التلفيزيون بيقولوا 20 واحد اللي ماتوا، إزاي اللي ماتوا أكتر من 100 واحد وعربيات النقل وعربيات العيش هي اللي شالت الجثث". أما "محمد رمضان"، أحد شهود العيان، فأوضح أنهم أثناء وجودهم أعلى أحد أسطح المبانى الواقعة على شريط السكة الحديد، فوجئوا بحادث اصطدام قطار مسرع بآخر كان واقف بمكان التخزين، مضيفا، "كان صوتًا وكأنه يوم القيامة، أو زلزال". وأضاف، "لم تمض سوى دقائق معدودة ووجدنا سيارات الإسعاف قد أتت لموقع الحادث لانتشال المتوفين والمصابين، كما ساعد الأهالي في ذلك". وفى السياق ذاته، قال "عزت سعيد"، أحد أهالي منطقة عزبة الشيخ بمنطقة أبيس، والتي هي مكان الواقعة، أنهم هرعوا من كل مكان للمساعدة في انتشال الجثث والمصابين، مشيرًا إلى أن أعداد المتوفين كانت كبيرة، قائلًا: "كنا بنجبر سيارات الإسعاف علشان تاخد المصابين بالثلاثة والأربعة بدل ما كانوا عايزين يخدوا واحد تلو الآخر".