ليس الموت أو التشرد في أنحاء العالم هو المصير الأسود الوحيد الذي يواجه اللاجئين والمهاجرين حول العالم؛ حيث يمثل خطر وقوع اللاجئات في براثن عصابات البغاء والدعارة تهديدا مستمرا لا يتوقف؛ وأعلنت الشرطة االإيطالية اليوم عن تفكيكها عصابة إجرامية، تهدف الى السيطرة على حركة تهريب المهاجرين السريين من إفريقيا إلى إيطاليا، من خلال رحلات مباشرة إلى منطقة "بولونيلا" لتبدأ بعد ذلك بإعدادهم لممارسة البغاء. وأضافت -وفقا لوكالة آكي الإيطالية- أن "من بين الضحايا فتيات نيجيريات بينهن قاصرات أيضا"؛ موضحة أنه "تم تطبيق أوامر اعتقال بحق 11 شخصا في بولونيا بشكل خاص، وكذلك في بولتسانو، كروتوني ومودينا، ضد مواطنين نيجيريين وواحد غاني"، لافتة إلى أنه "سيتم الكشف عن تفاصيل العملية خلال مؤتمر صحفي". وفي مايو قبل الماضي، كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عن إدارة عصابات المهاجرين بيوت للدعارة على الحدود اليونانية؛ موضحة أن "الشرطة اليونانية تحقق في إنشاء العصابات المهاجرين بيوت دعارة نقالة، واستغلالهم اللاجئين المعدمين ويدفعون لهم مبالغ زهيدة تصل لخمسة يورو مقابل خدمات جنسية"، لافتة إلى أن "هذه العصابات تدير مواخير في قطارات مهجورة ومستودعات مجاور للمخيمات". وأشارت إلى أن "هذه العصابات تجبر النساء على الانضمام إليها من أجل حمايتهن من الرجال"، ناقلة عن نيتيكس كانيكي - مدير جمعية طبية إغاثية - قوله إن "مخيم (إدومني) أضحى شبيهاً بأدغال كاليه الفرنسية، والناس كلما تسلل اليأس إلى قلبها، فإنها لن تتردد بالتورط في أنشطة غير قانونية". وقبل شهور قالت صحيفة "وحدت" التركية إن "نسبة كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم نحو 2.5 مليون لاجئ يجبرون على ممارسة الدعارة في تركيا بعدما لجأوا إليها في ظل ظروف صعبة". ونقلت عن صالح تشاتين -منسق جمعية المظلومين الإسلامية لشؤون اللاجئين- قوله إن "عصابات الدعارة تحصل على الفتيات مقابل النقود إما بالذهاب إلى سوريا وإما بالوصول إلى اللاجئين في تركيا؛ حيث يقومون أولا بالزواج من فتيات تتراوح أعمارهنّ بين 15 إلى 25 عاماً نظير 3 إلى 5 آلاف ليرة للفتاة الواحدة ثم يكسبون المال فيما بعد بإجبارهن على ممارسة الرذيلة في تركيا، حتى أن أعمار هؤلاء الفتيات تصل أحيانا إلى 12 أو 13 عاماً. وأشار تشاتين إلى "جود وسطاء يسوقون السوريات للرجال في تركيا"، موضحا أن "هؤلاء الوسطاء يبحثون عن سوريات للرجال الراغبين في الزواج، وبهذه الطريقة يحصلون على توكيلهم. لكن هذه الزيجات تستمر لشهرين أو ثلاثة ثم يبحث هؤلاء الوسطاء عن نساء أخريات للرجال عينهم. وهذا أصبح شكلاً آخر للدعارة".