«بكاء وصراخ الرضيع لا يتوقف، جثمان والده يتدلى مُعلقًا بحل في سقف صالة المنزل، والأم تحضر مُسرعة لتكتشف انتحار زوجها بعد خلاف بينهما تركت على إثره المنزل ليلة الحادث».. هكذا كانت لحظة عثور دعاء السيد، على جثمان زوجها فارس جمال عطية عبد الجواد، منتحرًا داخل منزلهم بمنطقة «المساكن» التابعة لدائرة مركز أولاد صقر في الشرقية. وقفت الزوجة دعاء، 20 عامًا، ربة منزل، أمام نيابة أولاد صقر العامة، تُدلي بمعلوماتها عن الحادث: «كان بينا قصة حب كبيرة، فارس مكانش كده، طول عمره بيحبني ويخاف على زعلي، لكن من يوم ما عرف طريق البانجو وهو بيتعصب على أقل حاجة وعلى طول يهينني». وأوضحت الزوجة، أنها تركت منزل الزوجية ليلة الحادث، لمحاولة استعطاف قلب زوجها: «صوته علي عليا أول ما جت سيرة البانجو، وزعل لما طلبت منه يبطله، أنا كمان زعلت أوي وسيبت البيت وقولت في عقلي يمكن لما يلاقيني بعدت عنه يسيب طريق المخدرات علشاني، قبل ما أمشي طلب مني أسيب أحمد ابننا معاه، سيبته ومشيت». وأضافت دعاء، أنها، وفي صباح اليوم التالي (يوم الواقعة)، ظلت تتصل على زوجها مرارًا إلا أنه لم يجبها، فما كان منها إلا أن عادت مسرعة إلى المنزل، وفور دخولها من باب الشقة فوجئت بزوجها مُعلقًا بحبل في صالة المنزل وعلى ما يبدو أنه شنق نفسه، فيما كانت صرخات الرضيع «أحمد» ذو ال17 شهرًا لا يتوقف صداها عن هز أرجاء المكان. وترك المنتحر، في رسالة كتبها داخل دفتر يومياته: «أنا دلوقتي مبقاش فاضلي حاجة أبكي عليها غير ابني، أنا بدأت من النهاردة طريق الموت، شوية شوية هريح كل اللي تعبانين مني، أنا صعبان عليا حزن أمي، لكن هييجي يوم وتنسى زي ما كل حاجة بتتنسي، بس أنا بقول ابني أمانة في رقبة إخواتي، لأن اللي مش باقي على أمه مش هيبقى على الولد، قولوا له إني مش سيبته علشان حاجة، لا سيبته علشان أريحه». كان اللواء رضا طبلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من مأمور مركز أولاد صقر، يفيد بورود بلاغ بالعثور على، فارس جمال عطية عبدالجواد، 25 عاما، عامل بمحل كاوتش سيارات، منتحرًا بصالة منزله، بحي «المساكن» التابعة لدائرة المركز. وتبين من التحريات الجنائية، أن المتهم كان على خلافات أسرية مع زوجته، ليلة الحادث؛ حيث تركت له المنزل، السبت، فما كان منه إلا أن أقدم على التخلص من حياته، شنقًا، أمام نجله الرضيع البالغ من العمر سنة و5 شهور. كما تم العثور على 20 جراما من نبات «البانجو» المُخدر بجوار الجثة، ورسالة كتبها قبل ساعات من وفاته داخل أجندة يومية، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2586 إداري أولاد صقر لسنة 2017، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى أولاد صقر العام، تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بإرسال «البانجو» للطب الشرعى لبيان مدى تناول المتوفي منه قبل الوفاة.