سافر «علي محمد فساد» إلى ليبيا مرتين منذ عدة أعوام، ليعمل من أجل توفير نفقات الزواج، حتى تمكن من استئجار منزل منذ 5 أعوام، وتزوج وأنجب طفلتيه ندى، 4 أعوام، وهنا، عامين، وظل الوضع مستقرا في منزله، حتى ضاق به الحال وبدأت مصاريف نجلتيه تزداد فقرر السفر مرة أخرى، ليوفر حياة كريمة لهما، وأملا في أن يهتم بتعليمهما تعليما جيدا، إلا أن قدره كان أكبر من أحلامه، واختطفه الموت خلال رحلته الأخيرة بطريقة غير شرعية. «التحرير» التقت أسرة «علي»، في قرية منية الحيط مركز إطسا، محافظة الفيوم، لتعرف ما حدث، فقالت والدته إنه سافر منذ ما يقرب من 17 يوما: «ملقيش لقمة عيش هنا فسافر عشان ياكل عيش، وبيشتغل عامل بيشيل الرمل والزلط». وذكرت والدته أنها لم تكن تعلم بسفره، وبعدما سافر لم يتحدث معها هاتفيا، لكنه اتصل بزوجته بعد سفره بيومين، وطمأنها أنه سينطلق من السلوم إلى ليبيا بعد قليل، ثم انقطعت الاتصالات نهائيا. وتابعت: «اتفاجئنا بعد ذلك بصور منشورة لناس لقيوهم ميتين ومدفونين في الرمل، وقالوا ده علي فيهم، وواحد من اللي كانوا مسافرين معاه اتصل بواحد قريبنا، وقاله علي مات ودفناه في الرمل". وأشارت الأم إلى أنهم بدأوا رحلة البحث عن جثمان نجلها، فاتصلوا بشقيقه «عرفة»، الذي يعيش في ليبيا منذ فترة طويلة، ليبحث عن «علي، لكنهم فوجئوا به يتصل بهم ويقول لأبيه: «البقاء لله يا أبويا علي مات واندفن في الرمل بين طُبرق واجدابيا، وأعمل سرادق وأقبل العزاء فيه». وأكدت أن زوجها وأقاربهم ذهبوا إلى السلوم ليبحثوا عن الجثة، لكن السلطات المصرية منعتهم من عبور الجمرك، وطالبوهم بالانتظار لأن هناك جثث قادمة في الطريق، لكن ابنها لم يكن بينهم، وعادوا بعد 3 أيام. وطالبت الأم، الرئيس عبد الفتاح السيسي بإحضار ابنها إليها: «أنا عايزة ابني سواء كان ميت أو حي، أنا قلبي محروق على ابني بقالي 14 يوم، عايزاه ييجي، وإذا كان ميت ندفنه والله يرحمه، وإذا كان حي يقعد جمبي وميتحركش برة بلدنا تاني".