هشم رأسه بسيخ حديدي ظنا منه أنه يهينه لم تكن كرامته وحدها هي التي دفعته إلى قتل صيدلي بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة، بل غلاء الأسعار أيضا، الذي حال دون حصوله على شريطين من الإسبرين لوقف الألم الذي يشعر به في ظل عجزه عن الذهاب لطبيب، حيث قام الطباخ بتحطيم جمجمة جاره الصيدلي، بسبب "جنيه" وبالقبض على المتهم اعترف بجريمته، وبعرضه على النيابة قررت حبسه على ذمة التحقيقات. تفاصيل تلك الجريمة دارت أحداثها بمنطقة مساكن كفر طهرمس ببولاق الدكرور، حيث تلقى العميد عبد الحميد أبو موسى، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، إخطارا من شرطة النجدة بنشوب مشاجرة ووجود متوفى عقب نقله إلى مستشفى قصر العيني. وكشفت التحريات الأولية للعقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هاني الحسيني، رئيس مباحث بولاق الدكرور، أن المجني عليه طبيب صيدلي يدعى عمرو 35 عاما، به آثار كسر بالجمجمة. خلال دقائق معدودة، انتقل رجال المباحث إلى محل البلاغ لكشف ملابسات الجريمة من خلال سماع الشهود وبعض أصحاب المحلات المجاورة للصيدلية محل عمل الضحية، وتبين من خلال التحريات التي قام بها الرائد طارق مدحت، معاون مباحث قسم بولاق الدكرور، أن آخر من شوهد بالصيدلية قبل وقوع الجريمة كان طباخا يدعى "أحمد.م"، 65 عاما، يتردد باستمرار على الصيدلية لشراء بعض العقاقير الطبية، ليصبح المشتبه به الرئيسي. طوال 24 ساعة، عكف معاون مباحث بولاق الدكرور على جمع المعلومات للإجابة عن سؤال "ماذا دار بين الطباخ والصيدلي في تلك الليلة؟"، وتبين أن مشادة كلامية نشبت بينهما، بسبب جنيه، حيث أخرج الطباخ جنيها لشراء "2 شريط إسبرين" كما اعتاد، وفوجئ بالصيدلي يمنحه شريطا ونصف الشريط فقط، قائلا: "الدواء غلي يا حاج". وكشفت التحقيقات، وأقوال الشهود، أن المُسن أعلن رفضه دفع أكثر من جنيه أو الحصول على أقل من المعتاد، فما كان من الصيدلي إلا أن رد له "الجنيه" واضعا إياه على "استاند" لكنه سقط على الأرض بسبب الهواء، مما آثار غضب الطباخ، وأمسك ب"سيخ حديدي" وتعدى به على الصيدلي محدثا إصابته بشرخ في الجمجمة ونزيف داخلي، أودى بحياته. وتمكن رجال المباحث -تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة- من ضبط المتهم، الذي أقر بارتكاب الواقعة، وحُرر محضر بالواقعة، وأحاله اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إلى النيابة العامة للتحقيق.