تباينت مواقف الصحف المصرية إبان ثورة 30 يونيو، فيما كانت الصحف الخاصة الأكثر جرأة في رصد ثورة الشعب ضد جماعة الإخوان، فضلت الصحف القومية إلتزام الهدوء والحذر تحسباً لفشل الثورة وبقاء الاخوان في مركزهم ومن ثم الانتقام من قيادات تلك الصحف لاحقاً، فيما راهنت الصحف الخاصة والحزبية على الشارع الذي لم يخذلها،.. وفي السطور التالية نرصد أبرز مانشيتات الصحف خلال يومي 30 يونيو و 1 يوليو. صباح 30 يونيو في صباح يوم ال30 من يونيو، جاءت الصفحة الأولي من جريدة "الأهرام" بعنوان "مصر في قبضة الخوف"، وحمل النصف الأول من الصفحة صورة رئيسية لشوارع القاهرة التي خلت من المارة ليلة "30 يونيو"، وإلي جوارها 4 صور لفاعليات الاعتصامات والتظاهرات بميدان رابعة العدوية" و"التحرير"و"الاتحادية" و"وزارة الدفاع"، ليبدو مانشيت "الأهرام"، كما شهدت الصفحة الأولى عناوين حول تأمين المنشآت الحيوية، وإعلان "تمرد" جمع 22 مليون توقيع، وفتوى الأزهر والكنيسة بتحريم الدم. فيما صدرت صحيفة "الجمهورية" عنوان "أطول يوم في تاريخ مصر"، وإلى أسفله صورتان للتظاهرات في رابعة العدوية، وبينهما صورة لاحتراق مقر "الحرية والعدالة" في الإسكندرية، في حين تصدر النصف الآخر من الصفحة عنوان "طوارئ في رابعة.. والتحرير يتحدى". وعلى غرار الصحيفتين، سالفتي الذكر، عنون مانشيت الصفحة الأولى لجريدة "الأخبار" ب"مصر فوق فوهة بركان"، ليكمل الصورة التي تبدو حيادية وغير منحازة لأي من الأطراف السياسية، أو إلى جانب الرئاسة أو النظام. بينما كانت الصحف الحزبية والخاصة أكثر شراسة ووضوحًا، حيث تصدر عنوان "يوم الحساب" مانشيت جريدة "الوفد"، واستخدمت الفوتوشوب لوضع صورة الرئيس على هيئة عدة شخصيات مشهورة، تحت عنوان، "خوميني الأفكار.. ومنعزل كالصحاف، وقذافي اللسان". وجاءت عناوين الصحف الخاصة على نفس نهج حزب الوفد، حيث تصدر جريدة "المصري اليوم" عنوان "الميادين لمرسي: سنة كفاية.. والجماهير تتأهب للخروج الكبير لإسقاط حكم الإخوان"، بالإضافة إلى صورتين لاعتصام الاتحادية، وأعضاء تمرد يحملون لافتات "ارحل" للرئيس.
في حين تصدر شعار "تمرد" الصفحة الأولى لجريدة "الوطن" بالإضافة إلى عنوان "يوم الحساب". وفيما يخص جريدة "التحرير" التي جاءت أكثر إثارة واختلافًا عن غيرها من الصحف كافة من ناحية الشكل، حيث تلونت الصفحة الأولى باللون الأحمر، وظهرت على شكل يد ترفع كارتًا أحمر يحمل عنوان "ارحل"، بلا عناوين أخرى أو أي مضمون. وجاءت صحيفة "اليوم السابع" التي تصدر عنوانها رقم 22 مليون استمارة تمرد، كارت أحمر للرئيس، وسط صورة لامرأة تهتف حاملة شعار "ارحل"، موضوعة داخل إطار أحمر ضخم.
وفي ما يخص المنبر الصحفي للإخوان في حينه، والمتمثل في جريدة الحرية والعدالة، والتي انحازت بشكل كامل للرئيس المعزل مرسي، حيث تصدر صفحتها الأولي عنوان "الشعب يريد.. إسقاط الفلول.. فضح معارضة المولوتوف.. دعم الشريعة"، بالإضافة إلى عنوان "تزايد أعداد المتظاهرين في اعتصام رابعة العدوية"، كما تصدرت الصفحة صورة ضخمة للتظاهرات الإسلامية.
1 يوليو اجمعت كافة الصحف قومية وحزبية وخاصة، على وصف المظاهرات الحاشدة التي شهدتها الشوارع والميادين المصرية ضد الرئيس المعزول محمد مرسي في -30 يونيو- بالثورة الجديدة ضده وجماعة الإخوان المسلمين، بينما ركزت صحيفة الحرية والعدالة التابعة للجماعة على اعتصام مؤيدي النظام أمام جامع رابعة العدوية. حيث قالت صحيفة "الأهرام" القومية: "الملايين تهتف: تحيا مصر" ووضعت صورة لحشود ضخمة بميدان التحرير، كما وضعت صورة لمُصلِ ملتحٍ في اعتصام رابعة العدوية وصورة لسيدات غير محجبات للتظاهرات المعارضة في محيط قصر الاتحادية. وجاءت صحيفة الأخبار القومية بعنوانها الرئيسي: "بركان الغضب ينفجر في وجه الرئيس والإخوان"، ونقلت عن متحدث عسكري بعرض صفحتها الرئيسية أن المظاهرة أمس كانت "أكبر مظاهرة في تاريخ مصر" وأشارت إلى أن العدد في رابعة العدوية 25 ألفا. وفي صحيفة "المصري اليوم" جاء عنوان عريض في أعلى الصفحة "ثورة 30 يونيو" الشعب قال كلمته: يسقط مرسي والإخوان"، ووضعت الصحيفة صورة للتظاهرات الضخمة بميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية الرئاسي. بينما نشرت صحيفة "الوطن" الخاصة صورًا ضخمة للحشود في الميادين المعارضة للرئيس، وكتبت "إحنا الشرعية"، وأشارت أيضا في صفحتها الرئيسية إلى أن الملايين من المتظاهرين ملأوا الميادين في المحافظات المختلفة. وقالت صحيفة "الشروق" في عنوانها الرئيسي "الشعب يريد إسقاط الإخوان"، ونقلت عن مصدر أمني قوله إن عدد المتظاهرين بلغ 17 مليونا، ولكن صحيفة الوفد التابعة للحزب المعارض قالت إن عدد المتظاهرين 22 مليونا. فيما جاءت عناوين صحيفة "التحرير" "يحيا الشعب"، "ملايين المصريين أسقطوا حكم الإخوان في الميادين"، "وطن ضد جماعة".