أصبحت أنباء شهداء سوريا أمرا مسلما به لا يقابله سوى التعاطف من جانب الشعوب والإدانات الشفهية من جانب الأنظمة العربية والتهديد غير المفعل من جانب المجتمع الدولى، ورغم ذلك يستمر أهل سوريا فى مطالبتهم برحيل قاتل أبنائهم الأسد، صامدين حتى نيل الحرية. استمرارا للحرب الشنعاء التى يشنها الأسد ضد الشعب الأعزل، أصبحت مدينة حمص نقطة رئيسية ساخنة بين قوات الأسد والمنشقين عن الجيش الذين يدعمون الشعب السورى فى ثورته، حيث قامت دبابات الجيش بقصف مدينة الرستن الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمالى حمص على الطريق الرئيسى المؤدى إلى تركيا، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل خلال حملة عسكرية على الانشقاق فى حمص. وقد ذكر أحد سكان المدينة ل«رويترز» أنه يوجد نحو 60 دبابة وعربة مدرعة عند الطرف الشمالى للرستن، كما تم قطع كل الاتصالات بينما يتم إطلاق النار على الشوارع والمبانى. أيضا شهدت حماة واللاذقية إلى جانب حمص سقوط حوالى 7 قتلى أول من أمس بنيران قوات الأمن التى اقتحمت حى الزعفرانة، وواصلت حملات الدهم والاعتقال بإدلب بحثا عن جنود منشقين، بينما استمر التصعيد العسكرى وعمليات الخطف والقتل فى أكثر من محافظة. فقد أجبر الأمن السورى عائلات 3 فتيات اختطفهن فى وقت سابق على الإقرار بأن بناتهم هربن مع عشاقهن، بينما فُقد 10 أشخاص بمدينة القصير ورغم ذلك يواصل الشعب السورى المطالبة بإسقاط النظام. فى ليبيا ما زال شبح العقيد معمر القذافى مسيطرا على الأحداث، فكتائبه تقاتل بشراسة فى سرت رغم اقتحام الثوار المفاجئ مسقط رأس المخلول من محورين وتقدمها نحو قلب المدينة، مستفيدين من قدوم ثوار مصراتة وعدد من المدن فى شرق وغرب ليبيا. لكن ما يعيق كثيرا من تقدم الثوار هو علمهم أن كتائب القذافى تتخذ عددا من المدنيين الموجودين بالمدينة دروعا بشرية وتمنعهم من الفرار، بحسب شهادة أحد الهاربين.