خرج عشرات الآلاف من المحتجين أمس إلي الشوارع في مختلف أنحاء سوريا للمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد في درعا وإدلب وحمص وحماة وعدد من المدن السورية. في الوقت الذي استمرت فيه المعارك بين القوات ومنشقين عن الجيش في وسط البلاد ما أسفر عن سقوط نحو50 قتيلا وعشرات الجرحي خلال اليومين الماضيين. وأظهرت لقطات تداولتها وسائل الاعلام حشودا تهتف سوريا تريد الحرية في حي الخالدية بحمص فيما ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش نقلا عن ناشطين أن أكثر من سبعة أشخاص أصيبوا إثر تعرض الاحتجاجات لرصاص الأمن السوري في حمص وحماة. كما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل ثلاثة في هجوم لقوات الأمن علي متظاهرين بكفر زيتا بمدينة حماه.ومن جانبه, أعلن المرصد السوري إصابة32 جنديا في اشتباكات مع منشقين في محيط مدينة تلبيسه وسط البلاد. وأوضح ناشطون بلجان التنسيق المحلية في سوريا أن طائرات حربية سورية أغارت علي مدينة الرستن في محافظة حمص وهدمت عددا من المنازل بها, كما شنت القوات السورية عمليات أخري بإدلب وريف دمشق لترفع حصيلة يومين إلي47 قتيلا بينهم27 في الرستن وحدها. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية- في السياق ذاته- إن سبعة جنود قتلوا في عملية ضد من وصفتهم بالإرهابيين في الرستن التي يحاول الجيش الشوري استعادة السيطرة عليها من أيدي منشقين عن الجيش منذ أربعة أيام. وفي تلبيسة بمحافظة حمص قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عددا من الجرحي بينهم أطفال ونساء سقطوا جراء قصف مدفعي وإطلاق نار كثيف من قبل قوي الأمن والجيش. كما ذكر ناشطون أن دبابات اقتحمت سراقب قرب إدلب ووصلت منطقة السوق. وأثارت هجمات المنشقين عن الجيش السوري علي القوات الحكومية مخاوف علي صعيد واسع من الانزلاق الي حرب أهلية طائفية بدلا من الاحتجاجات الشعبية التي يغلب عليها الطابع السلمي. واعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن قتال مجموعة من الجنود المنشقين عن الجيش السوري لنظام بشار الأسد في وسط سوريا بمثابة نقطة تحول في الحركة الاحتجاجية السورية السلمية في معظمها. وقالت الصحيفة إن المنشقين يعتقد أيضا بأنهم السبب في الهجمات التي تمت مؤخرا في حمص والمناطق المحيطة بها, مشيرة إلي أن الرستن علي وجه الخصوص يعتقد أنها أصبحت قاعدة للمنشقين لأنها كانت ولا تزال بشكل تقليدي أرض تجنيد للجيش. وعلي الصعيد الدولي, أكد إندريه فوج راسموسين أمين عام حلف شمال الأطلسي الناتو أن الحلف ليس لدية أية نية للتدخل في سوريا أو أية دولة أخري بعد الانتهاء من مهمته العسكرية في ليبيا, موضحا أنه جاء الي ليبيا بتفويض واضح من الأممالمتحدة وتأييد قوي من دول المنطقة. وقال راسموسين- في كلمة له بأحد مراكز الأبحاث في بروكسل- إن مثل هذه الشروط لا تتوافر بالنسبة لسوريا أو أية دولة أخري. وأوضح أن الحلف يجب أن يستثمر نجاح عملياته في ليبيا ويتواصل بشكل أفضل مع جيرانه في الجنوب عبر البحر المتوسط وفي الشرق الأوسط والخليج لاسيما وأن كلا الجانبين لديهما مخاوف مشتركة ابتداء من مكافحة الإرهاب وإلي أمن البحار مرورا بإصلاح قطاع الأمن. وفي سياق آخر, شهد مجلس الأمن انقساما حول مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات جديدة علي دمشق, حيث اقترحت الدول الغربية من جهة, وروسيا من جهة أخري, مشروعين مختلفين لقرار بشأن الوضع في سوريا. وفيما اعتبر عرقلة من روسيا لفرض عقوبات علي دمشق, خفف مجلس الأمن من صيغة مشروع القرار ليكتفي القرار بالتهديد فقط بأنه في حالة عدم استجابة سوريا للمطالبات بوقف كل عملياتها العسكرية ضد المدنيين ستكون الخطوة التالية فرض العقوبات علي دمشق. وعلي صعيد آخر, طالبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الأول السلطة في سوريا باتخاذ إجراءات لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين بعد التهجم غير المبرر علي الإطلاق الذي تعرض له السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد. كما قررت سوريا- في سياق آخر- وقف استيراد كافة المنتجات من تركيا اعتبارا من25 سبتمبر الجاري فضلا عن توقف الصادرات التركية الي سوريا والتي وصل إجماليها بنحو مليار و152 مليون دولار خلال الشهور الثمانية الاولي من العام الحالي.