أعلنت موسكو رسميا أنها اتفقت مع أنقرة على ما وصفته بالجوانب الفنية الخاصة بصفقة المنظومة الصاروخية "إس 400"، فيما تجري مباحثات حالية بين وزير المالية الروسي ونظيره التركي حول منح أنقرة قرضا للحصول على المنظومة. وأكد المدير التنفيذي لشركة "روستيك" الروسية سيرجي شيميزوف أن "النقاشات تتقدم بخصوص منظومة إس 400، وقد جرى الاتفاق على الجوانب الفنية، في حين تدور النقاشات حاليا حول الجوانب المالية"، مشيرا إلى أن "الجانب التركي طلب قرضا، وهو ما تتناوله مباحثات حالية بين وزيري المالية الروسي والتركي، ولا أعرف بعد ما نتائج هذه المباحثات". وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قد أعلن أواخر أبريل الماضي عن التوصل لاتفاق مع روسيا حول شراء المنظومة الصاروخية "إس – 400". بينما قال وزير الدفاع التركي فكري إشيق إن بلاده "بحاجة ماسة لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخية إس 400"، وأن المباحثات مع الجانب الروسي حول هذه الصفقة قد نضجت". وحول موقف حلف الناتو من هذه المفاوضات، قال إيشيق إن موقف الحلف ليس واضحا تماما بالنسبة لأنقرة، لأنه يرفض تسليم تكنولوجيات ذات شأن لتركيا ولا يقدم تنازلات في الأسعار، وينتقد في الوقت نفسه أنقرة عندما تبحث عن حلول بديلة. وعلى الرغم من حرص موسكو على عدم تفويت أي فرصة للتأكيد بأنها مستعدة لتزويد أنقرة بهذه المنظومات، إلا أن الخبراء يجمعون على أن هذه الصفقة مرتبطة ارتباطا مباشرا بتفاصيل ومعادلات سياسية معقدة، سواء بين روسياوتركيا، أو بين الأخيرة وكل من الولاياتالمتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي. ومن جهة أخرى توقفوا عند قلق موسكو التي تدرك أن هذه الصفقة، رغم عدم وجود أي ضمانات لتحقيقها، تمثل انتصارا تاريخيا لها. وذلك في إشارة إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده مستعدة لتوريد هذه المنظومات إلى تركيا، وأن الرئيس التركي يعلم ذلك جيدا.