كتب – إسلام عبدالخالق جمع القدر بين اثنين من عمالقة الشعر والغناء في مصر داخل دار أيتام بالزقازيق، ليكون محطة انطلاق العندليب عبدالحليم حافظ والشاعر أحمد فؤاد نجم. وفي الذكرى ال88 لمولد "الفاجومي"، انتقل "التحرير" إلى الدار الذي يبعد عن مدينة الزقازيق بأمتار قليلة، وبالتحديد في أول الطريق المعروف ب"هرية رزنة" الجديد. بوابة يتجاوز ارتفاعها الخمسة أمتار، كُتب عليها بحروف تكاد تختفي بفعل الزمن "مؤسسة تربية البنين بالزقازيق.. دار رعاية الأيتام"، ويحوي ثلاثة مبانٍ أحدهم للبنات والآخر للبنين، والثالث لا يزال يحتفظ بطعم التاريخ. "أحمد فؤاد نجم وعبدالحليم حافظ كانوا هنا قبل كده.. إحنا من أشهر مؤسسات رعاية الأيتام في مصر كلها" تقول نبيلة السيد إبراهيم، مديرة مؤسسة تربية البنات، إن المكان اختلف كثيرًا بعد 81 عامًا على وجود "نجم وحليم"، إذ تم إزالته وإعادة بناءه لتأثر المبنى القديم بالمياه والرطوبة. وتضيف "إبراهيم" في حديثها ل"التحرير"، أنه تم تخصيص الدار - في البداية - للبنين فقط، إلا أنه مع التجديدات تم إنشاء مؤسسة للبنات بشكل منفصل، مشيرة إلى أن آخر ما تبقى من أيام العندليب والفاجومي هو: "المبنى القديم اللي جنب مركز التكوين المهني اللي هنا.. المبنى مُهمل صحيح لكنه شاهد على التاريخ وأيام كان فيها الملجأ بيضم ناس أثرت في أجيال كتير بعدها". "دي صور لأشهر اثنين دخلوا الملجأ" تمسك مُديرة مؤسسة البنات، إلى صورتين بالحجم الكبير للراحلين أحمد فؤاد نجم، وعبدالحليم حافظ. وبالانتقال إلى مؤسسة تربية البنين، تجد لافتة من الرخام أكل عليها الدهر وشرب، لم يتبقى منها سوى رموز بسيطة بالكاد تحمل تاريخ تجديد الدار قبل نحو 19 عامًا في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
"نظام الولاد مُختلف تمامًا عن البنات في كل حاجة، لولاد مُتعبين جدًا ومش منظمين" يشير إحدى المُشرفات إلى الإهمال الواضح على ترتيب الغرف والملابس المُلقاة على الأرض. ويوضح أن البنبن يفضلون حياتهم على هذا المنوال، ويرفضون تدخل أي شخص يحاول إعادة ترتيب غرفهم، لافتا إلى أن الدار تضم 22 يتيمًا، منهم 6 أطفال لم يتجاوزوا الست سنوات، والباقي يقترب بعضهم من سن مُغادرة الدار، وهو ال 26 عامًا، على حد قوله.
ويؤكد المشرف بالدار أن بعض نزلاء الدار يهتمون بتربية الحيوانات: "واحد هنا اسمه وليد، مربي قطة وولادها، اللبن بيوفره من وجبته".