التقى سامح شكري وزير الخارجية، مع نظيرته الغانية شيرلي بوتشوي في مستهل زيارته إلى غانا، والتي يبحث خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأكد شكري خلال اللقاء على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي ترجع إلى حقبة التحرر الوطني في ظل العلاقات الأخوية التي جمعت بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والزعيم الغاني كوامي نكروما، مشيدا بنجاح التجربة الديمقراطية في غانا، وهو ما عكسته الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، بما يجعل من تلك التجربة نموذجا يحتذى على مستوى القارة الإفريقية، كما قدم التهنئة لنظيرته الغانية على توليها مهام منصبها مؤخرا، متمنيا لها التوفيق والسداد. وأعرب الوزير عن تثمين مصر لمستوى العلاقات الثنائية الحالية مع غانا، والحرص على تطويرها لآفاق أرحب بما يحقق تطلعات شعبي البلدين الشقيقين. وأضاف أنه في هذا الإطار يحمل رسالة من الرئيسعبد الفتاح السيسي إلى نظيره الغاني حول سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات. كما تناول الوزير شكري جهود مصر لتبادل الخبرات وبناء القدرات الغانية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، حيث حصلت غانا على 145 منحة تدريبية من خلال الوكالة منذ عام 2015، بالإضافة إلى المنح السنوية المقدمة من الأزهر الشريف والجامعات المصرية الأخرى. كما أعرب لنظيرته الغانية عن تقدير مصر لحجم الاستثمارات المصرية في غانا، والتي تخطت مليار دولار أمريكي، وحرص المستثمرون المصريون على زيادتها مستقبلًا للاستفادة من المناخ الجاذب للاستثمار هناك، مشيرًا إلى أهمية قيام الجانب الغاني بالتصديق على اتفاقية حماية ودعم الاستثمار الموقعة بين البلدين، والانتهاء من بحث اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين الجانبين، بما يسهم في زيادة الاستثمارات المصرية. وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية، إن مباحثات سامح شكري مع نظيرته الغانية شملت التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تناول الوزير شكري دور الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في محاربة الفكر المتطرف وإبراز الفكر الوسطي للإسلام، مع إمكانية قيام مصر بتدريب أئمة من غانا في هذا المجال. ومن جانبها، رحبت وزير وزيرة خارجية غانا بالوزير سامح شكري والوفد المرافق له، وأكدت على اعتزاز بلادها بالعلاقات التاريخية بين البلدين، موجهة التهنئة للجانب المصري على فوز مصر بمنصب مفوض الاتحاد الأفريقي للبنية التحتية في الانتخابات التي جرت خلال شهر يناير الماضي. وأكدت وزيرة الخارجية على أن زيارة نظيرها المصري تعد فرصة طيبة لدفع العلاقات في كافة المجالات خاصة في ظل الإمكانيات الهائلة والفرص المتاحة للتعاون، فضلا عن أهمية التوقيع على مذكرة التفاهم لإنشاء آلية للتشاور السياسي بين البلدين. وأضافت الوزيرة الغانية، أن مجالات التعاون بين الجانبين متعددة وتشمل التعليم والزراعة وبناء القدرات، مقترحة أهمية وضع إطار رسمي للتعاون بين الجانبين في هذا الصدد، مشيرة إلى استفادة العديد من موظفي الحكومة الغانية من المنح التدريبية المصرية على مدار عدة سنوات. وانتهزت وزيرة خارجية غانا الفرصة لتقديم التعازي لمصر في ضحايا الهجمات الإرهابية مؤخرا على عدد من الكنائس المصرية، مشيرة إلى أن غانا تواجه مخاطر انتشار الإرهاب في منطقة غرب إفريقيا، ومعربة عن الاهتمام بالتعاون مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب باعتبار أن الإرهاب ظاهرة يمكن أن تطال كافة الدول. كما شملت المباحثات عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك مثل الوضع في ليبيا وسوريا والصومال وجنوب السودان ومنطقة الساحل والصحراء، فضلا عن عدد من القضايا المطروحة على أجندة الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى التنسيق المشترك في المحافل الدولية.