كتبت - هدير عصام وهدى بسيوني: في 31 مارس الماضي، نظم حزب "مستقبل وطن" قافلة طبية لخدمة أهالي منطقة العامرية بالإسكندرية، وإجراء الجراحات والكشوفات وصرف الأدوية بالمجان بمركز الأمل الطبي بمنطقة النهضة. وربما تكون تلك القافلة الأولى والأخيرة للحزب، بعد إصابة ما يقرب من 80 طفلا بتشوهات في أعضائهم التناسلية جراء عمليات جراحية.
يقول هاني عبد الغفار، والد أحد الضحايا، إنه توجه بنجله لإجراء عملية الختان، وتشجيع الأهالي على الذهاب للمركز، لكنه لاحظ وجود تشوهات بالعضو الذكري لنجله عقب انتهاء العملية الجراحية، مضيفا "في الأسبوع التالي ذهبنا لطبيب أخبرني أن نجلى هو الحالة رقم 80 التي يراها بهذا الشكل، وأنه يحتاج إلى 3 أو 4 عمليات جراحية لإصلاح التشوه، وعندما ذهبنا إلى طبيب آخر أقر ما ذكره الأول". وتساءل والد الطفل "الأهالى اللي ذهبت للقافلة بسطاء فكيف يتم تحميلهم تكلفة عمليات أخرى؟"، موضحا أنهم تواصلوا مع مسؤولي حزب مستقبل وطن "تجاهلونا ولم يهتموا بالأمر.. وهددونا"، لافتا بأنه تلقى رسالة صريحة منهم "ماتفتحش بوقك لو اتكلمت هيعتقلوك". ويؤكد راضي الصعيدي، والد أحد الأطفال المتضررين من ذلك الإهمال الطبي، أنه لاحظ بكاء طفله المستمر عقب إجراء العملية، ما دفعه للعودة مجددا لتوقيع الكشف الطبي عليه فأخبروه أن حالته طبيعية، لكن مع مرور الوقت بدأت حالته تتدهور، وفوجئ لدى ذهابه لأحد الأطباء بأن نجله في حاجة لتدخل جراحي. ويضيف "الصعيدي"، في حديثه ل"التحرير"، أن أحمد السقار، مسؤول الحزب بالعامرية، طلب مقابلته بعيادة أحد الأطباء لمتابعة حالة نجله، موضحا "ذهبت للطبيب واتصلت به مرات عديدة ولم يرد، وأغلق هاتفه"، بحسب قوله.
وطالب والد الطفل بمحاسبة مسؤولي الحزب، مؤكدا "نحن ليس حقل تجارب.. تم تشويه أطفال وتدمير مستقبلهم". "ما صدقنا نلاقي حاجة زي دي ببلاش، وماتخيلناش إنها تضرنا"، توضح والدة الطفل فارس محمد حسن، أنها وجدت أعدادا غفيرة بمقر القافلة الطبية للحزب، لافتة بأن طفلها أصيب بالتهابات حادة بعضوه الذكري، أخبرهم أحد الأطباء أنها نتيجة جراحة خاطئة، وأنه يحتاج إلى 3 عمليات أخرى، مطالبة "عاوزين حق ولادنا". "الناس غلابة وما صدقوا حد يعملهم حاجة ببلاش"، تقول بهية محمد، جدة الطفل "آدم. م"، إنها حضرت العملية الجراحية لحفيدها "المنظر صعب.. والطفل جاله صرع من الألم"، مشيرة إلى تدهور حالته الصحية. وتوضح جدة الطفل، أن طبيبا بعيادة خارجية أخبرهم بأن "عملية الطهارة" خاطئة، مناشدة المسؤولين بمحاسبة المتسببين في ذلك الأمر "عايزين حقنا.. ولا علشان إحنا ناس غلابة يجربوا فينا ومحدش يحاسبهم". بدوره، أكد الدكتور هشام عبد الحميد، مسؤول علاقات العامة بمديرية الصحة بالإسكندرية، أن القافلة لم تحصل على أي تصريح من المديرية، علاوة على عدم خضوعها لأي إشراف طبي، قائلا "عمليات الختان التي حدثت مستحيل تكون تحت إشراف أي جهة رسمية". وطالب "عبد الحميد"، الأهالي المتضريين بالتقدم بشكاوى للتحقيق في الأمر، مشددا على أنهم لم يتلقوا أية شكاوى حتى الآن، معللا ذلك بسبب "خوف الأهالي من المساءلة القانونية". من جانبه، أكد أحمد زكى، نائب مسؤول الإعلام لقطاع غرب الدلتا بحزب مستقبل وطن، أن القافلة الطيبة تعد الرابعة من نوعها، مشددا حصولهم على كافة التراخيص من وزارة الصحة -بحسب قوله- لافتا بأنه مجانية. في المقابل، قال الدكتور رجائي عز، أمين عام حزب مستقبل وطن بالإسكندرية، إن الحزب سيتكفل بتكاليف علاج الأطفال المتضررين، مؤكدا "الحزب سيكون له وقفة فيما حدث لأنه خطأ طبي". وأشار العقيد إبراهيم هاشم، الأمين العام المساعد لمحافظة الإسكندرية، إلى أنه تم تواصل مع الدكتور صابر وهيب، أستاذ جراحة الأطفال بجامعة الإسكندرية، الذي أبدى استعداده لعلاج الاطفال بالمجان.