بدأ اليوم الأحد، الناخبون الفرنسيون في الإدلاء بأصواتهم بالجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، والتي يتنافس فيها 11 مُرشحًا على منصب الرئيس الفرنسي خلفًا لفرانسوا أولاند. والتصويت، الذي يأتي بعد أيام قليلة من هجومٍ إرهابي في باريس أوقع شرطيّ قتيلًا واثنين مُصابين، من الممكن أن يكون له عواقب وخيمة على الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين، كما ذكر موقع "The Hill" الأمريكي. وتابع "الموقع" إنه "على الرغم من تصدُّر مرشح اليسار إيمانويل ماكرون استطلاعات الرأي الأخيرة، فقد اتجهت الترشيحات الأخيرة ناحية مرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان، مما يجعلهما المُرشحين الأكثر ميلًا لخوض الجولة الثانية من الانتخابات في حالة عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات". واستعرض الموقع 5 أسباب تدفع الملايين عبر العالم لمتابعة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، نذكرها بإيجاز فيما يلي: 1- الشعبوية وصعودها في أوروبا الانتخابات الفرنسية التي يتنافس فيها 11 مرشحًا، هي آخر نتائج نزعة الشعبوية التي انتشرت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر الماضي. وعلى الرغم من خسارة (خيرت فيلدرز) في انتخابات البرلمان الهولندي الشهر الماضي وقمع النزعة الشعبوية إلى حدٍ ما، فقد تظهر مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتنافس فيها مُرشحا حزبين متطرفين هما ماريان لوبان عن اليمين المتطرف، وجان لوك ميلونشون عن اليسار المتطرف. ومن الممكن أيضًا ملاحظة كم التنافس بين لوبان وماكرون، حيث يقول مدير مركز استطلاعات الرأي إيفوب، جيريمي فورك، لوكالة رويترز: "لن تكون الانتخابات مثل الصدام التقليدي بين اليمين واليسار، ولكنّها ستكون تصادم وجهات نظر عن كيفية رؤية العالم، حيث يصف ماكرون نفسه بأنّه التقدميّ ضد المُحافظين، في حين تصف لوبان نفسها بأنّها الوطنيّة ضد المنفتحين على العالم الخارجي". 2- العلاقات مع أمريكا قد يفوز ترامب بحليفٍ قوي في الولاياتالمتحدة، ولكن هذا يعتمد على من سيفوز بالانتخابات. وكان ترامب قال الأسبوع الماضي: إن "لوبان هي الأكثر خوفًا على الحدود الفرنسية، والأقوى تعاملًا مع ما يحدث في فرنسا، ولكنه لم يمدحها بشكل مباشر، وأيضًا توقّع ترامب أن يؤدي إطلاق النار يوم الخميس الماضي في الشانزلزيه إلى مساعدتها على الفوز". وفي نفس الوقت، أعلن الرئيس السابق باراك أوباما، عمن يفضله في هذا السباق الرئاسي، حيث تحدث مع ماكرون هذا الأسبوع متمنيًا له التوفيق، وعلى الرغم من ذلك قال متحدث باسمه: إنه "لا يؤيد مُرشحًا بعينه". وكتب أيضًا أحد مساعدي أوباما السابقين، بين رودز، على تويتر: "فوز ماريان لوبان سيكون مدمرًا". وبينما تُماثل خطابات لوبان عن الهجرة تلك التي ألقاها ترامب، فقد انتقدت ترامب مؤخرًا لتراجعه عن موقفه على معاهدة حلف شمال الأطلنطي، عندما قال: إنها "عفا عليها الزمن". وقالت لوبان، بحسبما ذكرت CNN: إن "ترامب بلا شك يبدو متناقضًا للغاية مع الالتزامات التي قطعها على نفسه، ولكنني ثابتة على موقفي ولا أغير رأيي بعد عدة أيام". وانتقد ميلونشون ترامب أيضًا، لاتّخاذه خطوات عسكرية في سوريا في وقتٍ سابق من الشهر الجاري. 3- الهجمات الإرهابية وتأثيرها على الانتخابات هزت الهجمات الإرهابية فرنسا في السنوات القليلة الماضية، من الهجوم الإرهابي المُنظم بباريس في 2015، وصولًا لهجوم شارع الشانزلزيه ومقتل ضابط شرطة وإصابة آخرين، وقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجومين. وكانت قضية الإرهاب مُلازمة لقضية الهجرة في برامج المُرشحين، حيث أعلنت لوبان عن نيّتها فرض قيود مُشددة على الهجرة والتحكم أكثر في الحدود لهزيمة ما أسمته "الإسلام الإرهابي"، ونزع الجنسية الفرنسية عن الجهاديين الذين تثبت عليهم تهم الإرهاب. وقال موقع استطلاعات الرأي FiveThirtyEight يوم الجمعة: إن "فرص المُرشحين في الفوز متقاربة للغاية، حيث يقود ماكرون الاستطلاعات بنسبة 22% وتليع لوبان بنسبة 20%". ويُمكن لنتائج الانتخابات، أن تحدد كيفية استجابة فرنسا لأزمة المهاجرين العالمية المتزايدة. وصرح ماكرون، أن الحلول لمواجهة الإرهاب ليست بسيطة كما تقترح لوبان، وليس هناك ما يُسمى بالوصول لنسبة خطر 0%". 4- الالتزامات الدولية أكدّت إدارة ترامب على التزامها باتفاقيات الناتو، بينما تعهّدت لوبان بالانسحاب على الأقل جزئيًا من الحلف. وخروج فرنسا من الناتو قد يضع عبئًا إضافيًا على الولاياتالمتحدة والدول الأعضاء، عسكريًا وماديًا، فجيش فرنسا واحد من أقوى الجيوش عالميًا ولديها مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد ناقش عدّة مُرشحين من الأحزاب اليمينية واليسارية، خروج فرنسا من القيادة العسكرية لحلف الناتو، أو خروجها بشكل كامل من الحزب. ويقول فرانسوا هايزبرج، المحلل السياسي لمؤسسة البحوث الاستراتيجية الفرنسية، لصحيفة واشنطن بوست: "سيكون هذا كارثيًا، إزالة عمل ما يقرب من 65 عامًا من السياسات الخارجية والأمنية". وقد يكون لتحركات فرنسا العسكرية آثارًا مترتبة على روسيا، حيث أظهرت لوبان دفئًا في العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قابلته الشهر الماضي، كما أنّها انتقدت العقوبات الغربية ضد موسكو. 5- هل تعقد فرنسا استفتاءً لمغادرة الاتحاد الأوروبي؟ وعدت لوبان بإجراء استفتاءً على عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي في فبراير الماضي، في حالة رفض المنظمة التخلُّص من عملتها المشتركة، وعدم وجود قيود على الحدود. والجبهة الوطنية التي تمثلها لوبان، ليست هي الناقد الوحيد للاتحاد الأوروبي، ف"ميلونشون" عبّر أيضًا عن رفضه لعضوية فرنسا في الاتحاد. و"ماكرون" الذي عمل مستشارًا اقتصاديًا للرئيس الحالي فرانسوا أولاند قبل أن يصبح وزيرًا للاقتصاد، مؤيد للاتحاد الأوروبي، ويؤيد أيضًا استمرار العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا منذ عملية ضم القرم في 2014.