تعتبر صواريخ توماهوك، التي استعملتها البحرية الأمريكية لقصف قاعدة الشعيرات السورية، من أفضل وأكثر الأسلحة فعالية ودقة في الترسانة الصاروخية للولايات المتحدة. ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من البوارج أو الغواصات في عرض البحر لضرب أهداف محددة بمساعدة الأقمار الصناعية، والدول التي تمتلك صواريخ توماهوك هي الولاياتالمتحدة وبريطانيا. واستعملتها البحرية الأمريكية لأول مرة في حربها مع العراق عام 1991، وتم إنتاج ما يقارب 6000 صاروخ 2000 منهم في الخدمة حاليًا، ويمكن اعتراضها بصواريخ أرض جو متطورة كقذائف باتريوت الأمريكية أو إس 300 روسية الصنع. صواريخ توماهوك هي من عائلة ما يعرف بصواريخ كروز ذاتية الدفع، ولديها عدة استعمالات ومن الممكن تغيير رؤوسها المتفجرة بحسب الحاجة والهدف، وفي سياق تحديث لهذه الصواريخ بات بإمكانها استعمال منظومة GPS لتحديد المواقع خلال توجهها نحو الهدف وحتى تغيير سرعتها خلال تحليقها، علما أنها تحلق على علو منخفض. وفي آخر تحديث لهذه الصواريخ، بات أيضا بإمكانها استعمال المعلومات والإحداثيات التي تصلها من عدة مصادر، أي من باخرة الإطلاق أو من جنود قرب الهدف أو من الأقمار الاصطناعية، مما يمكنها من تعديل مسارها خلال طيرانها نحو الهدف إن كان متحركًا، علمًا أنه في جميع الأحوال يمكن لمطلق الصاروخ أن يتحكم به خلال فترة الطيران. ووضعت هذه الصواريخ في نسختها الأولى عام 1983، وتقوم بتصنيعها شركتا جنرال موتورز ورايثون ماك دونالد دوجلاس، ويتراوح سعر الصاروخ الواحد ما بين نصف مليون، ومليون ونصف مليون دولار أمريكي، ويمكن تجهيز هذه الصواريخ برؤوس متفجرة عادية 450 كجم أو انشطارية وحتى نووية للتكتيكية منها، ويصل مداها إلى 2500 كلم وسرعتها إلى 880 كلم في الساعة. وفي عام 1971 بدأت بحرية الولاياتالمتحدة مشروع لدراسة تطوير صاروخ جوال إستراتيجي يمكن إطلاقه من الغواصات، وبعدها بعام أقر تطوير صاروخ من الممكن إطلاقه من أنبوب طوربيد بدلا من تطوير صاروخ كبير يطلق من أنابيب قذف اليو جي أم 27 بولاريس، وتم طرح المشروع في نوفمبر لمصنعي الأسلحة بعنوان "سبمارين لونشد كروز ميسيل" أي صاروخ جوال يطلق من غواصة، وفي 1974 تم اختيار أفضل تصميمين، إحداهما من شركة جنرل داينمكس والثاني من شركة أل تي في، للمنافسة على عقد تطوير الصاروخ. وبعد عدة رحلات اختبارية للنموذجين والتي تضمنت اختبارًا في انتقال الصاروخ من تحت سطح الماء إلى الجو بعد الإطلاق من غواصة، تم اختيار نموذج جنرل داينمكس في فبراير من عام 1976 كالتصميم الأفضل، وتم إطلاق بي جي أم-109 عليه، وفي ذلك الوقت أخذ القرار بأن يتم إطلاق الصاروخ من السفن أيضا فتغير اسم الصاروخ إلى صاروخ جوال يطلق من البحر، وتم اختبار الصاروخ في الطيران في الأعوام التالية وأيضا تم اختبار نظام مطابقة كفاف التضاريس للتوجيه. وتم إطلاق أول توماهوك صنع على خط الإنتاج من سفينة حربية في مارس من عام 1980، وفي يونيو من العام نفسة تم إطلاق أول صاروخ توماهوك صنع أيضا على خط الإنتاج من غواصة،وتم العمل على التقييم العملي للصاروخ في الأعوام التي تلت، وفي مارس من عام 1983 دخل التوماهوك الخدمة في البحرية الأمريكية.