محمود سامي كثيرا ما نسمع مصطلحات ومسميات كثيرة فى الأستوديوهات التحليلية لأدوار اللاعبين، وسنحاول من خلال سلسة ملفات أسبوعية توضيح هذه المصطلحات، وسنبدأ بالأدوار المعروفة لمركز المهاجم. 1- Target Man لاعب يتميز بالقوة وطول القامة التى تُكسبه أفضلية فى ألعاب الهواء، بالإضافة إلى التمركز الجيد. وظيفته الأولى أن يكون مرجعية لفريقه وهدفهم الأول في النقل السريع للهجمة عن طريق الكرات الطويلة والعرضية. أما جماعيا وظيفته الرئيسية أن يدخل فى صراعات هوائية مع مدافعى الخصوم، داخل المنطقة أو حولها؛ لتمهيد الكرة لزملائه ولإحداث نقل أسرع للهجمة فى أسلوب اللعب المباشر. بإمكانه قيادة خط الهجوم بمفرده أو أن يشارك مهاجم آخر ذو نوعية مختلفة فى خط الهجوم. من الممكن أيضا أن يكون توجهه هجومى بشكل كامل، ويحافظ على تواجده، وبالتالى كل عمله داخل أو حول منطقة عمليات الخصوم، لاستغلال قوته البدنية وطوله فى خلخلة دفاع الخصوم والتسجيل شخصيا، أو خلق كرات ثانية لزملائه فى مناطق الخصم، نتيجة لصراعاته الدائمة مع مدافعى الخصوم، ومن أبرز من يلعب هذا الدور حاليا هو البلجيكى كريستين بنتيكى مهاجم كريستال بالاس الحالى وليفربول والڤيلا السابق ومحليا أحمد جعفر وأحمد حسن كوكا. ومن الممكن أيضا أن يكون له دورا أكثر مساندة لزملائه، من خلال التحضير وصناعة اللعب؛ عن طريق نزوله الدائم لمنتصف الملعب، أو هروبه على الأطراف لكسب صراعات هوائية، وخلق أفضلية بدنية فى مناطق مختلفة فى الملعب، بعيدة عن قلوب دفاع الخصوم، وترك المساحة المتواجدة أمام قلوب دفاع الخصوم للقادمين من الخلف والأطراف أو للمهاجم الثانى مختلف النوعية، مما يصعب من مهمة مدافعى الخصم مواجهة كل هذا التنوع الهجومى. وأبرز من يلعب هذا الدور حاليا السويدى إبراهيموفيتش والإنجليزى الواعد هارى كين، ومحليا مهاجم نادى الزمالك باسم مرسى، الذى لعب هذا الدور بإجادة تامة فى فترة قيادة مؤمن سليمان الفنية لنادى الزمالك، ويعد أداء باسم مرسى فى مباراة نهائى كأس مصر الموسم الماضى، والتى انتهت بفوز الزمالك بثلاثة أهداف لهدف واحد، مرجعية محلية لطريقة تنفيذ هذا الدور فرديا، وكيفية الاستفادة منه من قبل باقى عناصر الفريق جماعيا. 2- Poacher هو المهاجم الذى يلعب دائما على كتف أخر مدافع للخصوم لكسر مصيدة التسلل، تقل فاعليته كثيرا فى حالة لعب الخصوم بخط دفاع متأخر أو بدفاع متكتل ومتحفظ، لانعدام المساحة التى يعتمد عليها هذا النوع من المهاجمين. يعتمد الدور بشكل كامل على قدرة المهاجم فى التحرك دون كرة وحسن التوقع والإنهاء والتسارع. أبرز من لعب هذا الدور حديثا هو الإيطالي فليبو إنزاجى وحاليا الكولومبى كارلوس باكا مهاجم ميلان الإيطالى. 3- Trequartista هي كلمه بالإيطالي تعني صانع الألعاب، للانتشار الكبير ولإسلوب الاستحواذ فى الكرة الحديثة، كثير من المدربين أصبحوا يفضلون اللعب بأفضل لاعبيهم من الناحية الفنية والتكنيكية لقيادة خط هجومهم، ليضمنوا احتكار أفضل للعب وتقارب أكبر بين الخطوط، يسمح بتبادل أفضل للأدوار والمراكز بين اللاعبين. فلو نظرنا للتعريفات المشهورة لخط الهجوم سنجد تداخل كبيرا جدا بين هذا المصطلح وبين الDeep lying forward. فكلاهما يلعبهما لاعبين أصحاب قدرات مهارية وتكنيكية كبيرة، ولهم دور كبير في صناعة اللعب والربط بين خطى الهجوم والوسط. يكمن الفرق الأكبر بين الدورين فى أن التريكويستا غير ملتزم بوجوده فى منطقة بعينها بشكل كبير، حتى وإن كان يلعب مهاجم وحيد على خط الدفاع، وكثيرا ما يتجه نحو الأطراف أو منتصف الملعب لاستلام الكرة واستخدام مهارته ومباشرته فى كسر دفاعات الخصوم، وهو ما يجعله في التنظيم الدفاعي الحديث أقل اللاعبين الممكن تكليفهم بأدوار دفاعية محددة تكتيكيا. نتيجة للانتشار الكبير للتريكيوستا في الكرة الحديثة، وتأدية بعض من اللاعبين أصحاب الفنيات الكبيرة لهذا الدور، أمثال؛ سواريز خلال فترته مع ليفربول وميسى مع برشلونه حتى قدوم سواريز، وحاليا فيرمينو مع ليفربول، وكثيرا اليكسيس سانشيز مع أرسنال، ظهرت أدوار جديدة للاجنحة تسمى: Raumdeuter = Wide Poacher وهى كلمة ألمانية معناها الباحث عن المساحة، ويمكن تلخيص الدور على إنه نقل المهاجم الذى سبق شرحة فى ثانى أدوار المقال، ليلعب كجناح وليس كمهاجم، ليستغل بشكل دائم المساحات الناتجة خلف وبين مدافعى الخصوم، نتيجة لعدم التزام التريكويستا بتمركزه على خط الدفاع أغلب الوقت، وبحثه الدائم عن الكرة، وبالتالي ظهر هذا الحل التكتيكى لضمان استغلال أفضل للمساحات التى لا بد من ظهورها فى دفاع الخصوم، نتيجة لتحركات التريكويستا المتنوعة، وبالطبع لم يكن هناك حل أفضل لاستغلال تلك المساحات من نقل لاعب طالما اعتاد على اللعب على أخر كتف لمدافعى الخصوم لكسر مصيدة التسلل. نجح بشدة ستوريدج لاعب ليفربول فى هذا الدور موسم ٢٠١٣-٢٠١٤، باستغلاله للمساحات الناتجة من التحركات المتنوعة للمهاجم سواريز، وكونوا شراكة هجومية مدمرة، أنهت الموسم ب١٠١ هدف، وهو الرقم الأكبر لليفربول فى تاريخ البريميرليج. ويعد الألمانى توماس مولر هو اللاعب الذى صنع له خصيصا هذا المصطلح. ويلعب حاليا لاعبين مثل السنغالى ساديو مانى والإنجليزى ثيو والكوت هذا الدور بإجادة كبيرة مع ليفربول وأرسنال على الترتيب. Wide Target Man وهو الدور الثانى للأجنحة الهجومية الذى ظهر حديثا، نتيجة انتشار التريكويستا، وببساطة يمكن تلخصيه على إنه نقل للمهاجم صاحب النوعية الأولى فى المقال على الأطراف، لضمان حضور بدنى غير متمركز يمكن استغلاله فى توجه أكثر مباشرة مثل الكرات الطويلة والعرضية، والتى لا يمكن الاستغناء عنها فى بعض مدارس الكرة مثل المدرسة الإنجليزية تحديدا، مع انتشار أسلوب الضغط العالى حاليا فى الكرة الحديثة، والذى يعد أهم ما يفسده أولا اعتماد انتشار أوسع بعرض الملعب بالكامل للاعبين، لشبه استحالة الضغط العالى بعرض الملعب، إذ يعتمد أسلوب الضغط العالى فى الأصل على زيادة عددية فى قطاع طولى من الملعب، ولضمان استغلال إنتاجية أفضل لهذا الانتشار العرضى فيجب احتواء الملعب على لاعبين أصحاب قامات طويلة وحضور بدنى لاستغلال الكرات العرضية. وثانيا لضمان استغلال أفضل للكرات الطويلة، والتى تعتبر ثانى الأسلحة الضامنة لكسر حدة الضغط العالى للخصوم. وأبرز من يلعب هذا الدور حاليا هو نجم ستوك سيتى ومنتخب أيرلاندا جوناثان والترز، ونجم ساوثهامتون جاى رودريجيز، كما لعبه كثيرا كلا من البلجيكى لوكاكو مع إيفرتون الإنجليزى والصربى ميركو فوزينيتش مع روما الإيطالى، ويبرز فيه حاليا مانزوكيتش مع يوفينتوس ولكن لأسباب أخرى، بالإضافة للهروب من الضغط، وهى ضمان تواجد أكثر كثافة هجوميا داخل المنطقة فى الكرات العرضية، وتحركات أكثر حدة خلف دفاعات الخصوم فى المرتدات. 4- Deep lying forwoard كما أوضحنا فهناك صفات مشتركة بين هذا الدور وبين التريكويستا، ويكمن الاختلاف الرئيسى أن مهاجمى هذا الدور لديهم التزام أكثر بتمركزهم على خط دفاع الخصوم وحرصهم على أن يكونوا المرجعية الهجومية لفرقهم. وظيفتهم الأولى هى الربط بين خطى الوسط والهجومن ولكن غالبا ما يلعب فى هذا الدور المهاجمين أصحاب القدرات الفنية الكبيرة مثل واين رونى، بعكس التريكويستا الذى يلعب فيه صانعوا الألعاب أصحاب القدرات التهديفية الكبيرة. ويعد نجم المنتخب المجرى فى عصرهم الذهبى فى خمسينيات القرن الماضى الرجل الذى عرفناه مدربا للأهلى المصرى هيدوكوتى هو أول من لعب هذا الدور. 5- Defensive forward انتشر هذا الدور كثيرا مع بداية انتشار أسلوب الاستحواذ مؤخرا، ولكن سرعان ما قل استخدامه بشكل مفرد، وأصبح يطلب أغلب المدربين من مهاجميهم الذين يلعبون أدوار أخرى للمهاجم تنفيذ هذا الدور عندما يفقد فريقهم الكرة. تتلخص وظيفة هذا الدور فى ضغط المهاجم على مدافعى الخصوم وارتكازهم بشكل دائم لمنعهم من التدرج بالكرة من الخلف للأمام، بل ورقابة صارمة لأى من مدافعى الخصوم أو ارتكازهم فى حالة تقدمهم هجوميا. عدم إجادة مهاجمين رائعين لهذا الدور عند افتقاد فريقهم للكرة مثل أجويرو وستوريدج، هو سبب تفضيل كل من جوارديولا ويورجن كلوب كل من خيسيوس وفيرمينو لقيادة خط هجوم مانشيستر سيتى وليفربول على الترتيب. 6- False 9 من غير الممكن شرح هذا الدور دون أن يحدث تداخل بينه وبين بعض الأدوار الأخرى مثل التريكويستا والDeep lying forwoard. فببساطة من الترجمة الحرفية للمصطلح نجد أنه اللاعب رقم ٩ - والذى طالما أشار هذا الرقم لمهاجم المنطقة البارع والقناص- الوهمى، أى غير الملتزم بتواجده فى المنطقة ومن التعريف يتضح بشكل كبير التداخل بينه وبين التريكويستا والDeep lying forwoard، ولكن يعد الاختلاف الأهم أنه لا يصح أن يلعب بجوار مثل هذه النوعية مهاجم أخر، ويجب أن يقود خط الهجوم وحيدا، بعكس بقية الأدوار التى تسمح بتواجد مهاجم أخر بجوارها، وهذا لأن هذا الدور صنع خصيصا لتشتيت دفاع الخصوم لعدم وجود مهاجم صريح يلعب عليهم يراقبوه أغلب الوقت، وهو ما سيدفعهم للعب بخط دفاعى أعلى لضمان تضيق المساحات مع خط الوسط لمنع أى زيادة عددية للخصوم بين الخطوط، وهو ما يعطى الفرصة للأجنحة الهجومية والقادمين من الخلف من استغلال الخصوم للعب بهذا الخط الدفاعى العالى والتسجيل. وبالتالى يعتبر الكثيرون أن كل مهاجم متحرك غير متمركز هو False 9، وهم غير مخطأين تماما فى ذلك، ويكمن الفارق الوحيد فى نظرى بين الFalse 9 وأى مهاجم متحرك أخر إنه دائما ما يلعب وحيدا فى خط الهجوم. 7- Advanced Forward هو أقرب الأدوار للPoacher ولكن ما يميزه عنه هو مشاركة أكثر لمهاجم هذا الدور فى الاستلام والتسليم وصناعة اللعب، فدائما ما تكون مهمة الPoacher الرئيسية هى الركض خلف دفاعات الخصوم ويكون أقل لاعبى فريقه لمسا للكرة كثيرا أقل حتى من حارس المرمى، لكن الAdvanced Forward يملك من المهارة والجماعية الذى يمكنه أكثر من المشاركة فى الصناعة وكسر تكتلات الخصوم الدفاعية، يعد فريق ليفربول من أبرز الفرق التى قدمت هذا الدور للمهاجمين واستطاعة توظيفه فى لاعبين مثل أوين وفاولر وفيرناندو توريس، والذى انخفض مستوى كل منهم بشكل كبير فور رحيله عن الفريق لضعف توظيف كل منهم خارج ليفربول. 8- Penalty box وهو مهاجم المنطقة الكلاسيكى الذى طالما اعتدنا عليه وكثيرا ما ارتدى القميص رقم ٩. مميزاته الرئيسية هى قدرات كبيرة على الإنهاء والتوقع والتحرك دون كرة حتى فى أضيق المساحات. لاعبين أمثال حسام حسن والهداف التاريخى للبريميرليج آلان شيرار برعوا فى تنفيذ هذا الدور. فى نهاية هذا الملف لا بد من التنويه بأن هناك أدوار تستحدث مع التطورات التكتيكية يوما بعد آخر، وهناك أدوار يعاد إحيائها بعد اندثارها لاحتياجها، وبالتالى فدوما ما يكون دور اللاعب كالكلمة التى تفقد الكثير من فحواها عند خروجها من الجملة والتى تكون فى كرة القدم الرسم التكتيكى للفريق.