دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه زعيمة "الجبهة القومية" الفرنسية المتطرفة مارين لوبان، إلى توحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب. وقال بوتين "إننا جميعا نعيش في هذه الظروف الصعبة جدا، وعلينا أن ندرك في نهاية الأمر واقعية هذا الخطر، وأن نوحد الجهود في مكافحة الإرهاب". وفي الوقت نفسه ذَكَّر بوتين بأن قوة من الحرس الوطني الروسي تعرضت للتو لهجوم في جمهورية الشيشان بشمال القوقاز، إذ قُتِل ستة من عناصرة، وتم القضاء على ستة إرهابيين. من جانبها، قالت لوبان إن روسياوفرنسا بلدان يقومان عمليا بمكافحة الإرهاب الذي يمثل الخطر الدائم، داعية إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الإرهاب. مؤكدة أن روسيا تواصل عمليتها العسكرية في سوريا، أما فرنسا فإنها تشارك في عملية عسكرية في تشاد، مشددة على أنه فقط بهذه الطريقة يمكن القضاء على الإرهاب، ومؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة "الوجود العسكري". من جهة أخرى، أكد بوتين على أن موسكو تولي اهتماما كبيرا لعلاقاتها مع باريس "ولا تسعى إلى التدخل بأي شكل في انتخابات الرئاسة الفرنسية، إلا أنها تتمسك بحقها في التحادث مع ممثلي أي قوى سياسية في فرنسا، كما يفعل شركاؤنا في أوروبا والولايات المتحدة". وقال "نسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع ممثلي الحكومة الحالية وكذلك مع ممثلي المعارضة". المعروف أن مارين لوبان، وهي زعيمة "الجبهة القومية" الفرنسية المتطرفة والمرشحة في انتخابات الرئاسة، أجرت مباحثات مع أعضاء في مجلس الدوما الروسي، بمن فيهم رئيس لجنة الشؤون الدولية ليونيد سلوتسكي، الذي زار مطلع الأسبوع الحالي دمشق ضمن وفد برلماني روسي والتقى هناك مع شار الأسد. وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، دعت مارين لوبان إلى توحيد جهود فرنساوروسيا من أجل مواجهة "أيديولوجية العولمة وخطر الأصولية الإسلامية". وقالت، خلال اجتماع مع أعضاء لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي في موسكو، إن "هذا العالم الجديد، الذي ينشأ الآن أمام عيوننا، قد بدأ يواجه اثنين من التحديات الهائلة، وهي الأيديولوجية والأصولية الإسلامية". وأوضحت أن أيديولوجية العولمة تفرض ضوابط صارمة على التجارة وتسمح لبعض الجهات بوضع قواعدها بحرية. وفي سياق آخر، قالت لوبان إنها لا ترى ما يبرر الموقف الفرنسي المعادي لروسيا في المرحلة الحالية، داعية إلى تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وتأتي زيارة لوبان إلى روسيا ولقاء الرئيس الروسي ونواب البرلمان قبل أقل من شهر على بدء انتخابات الرئاسة الفرنسية. والمعروف أن لوبان اليمينية المتطرفة تعارض تدفق المهاجرين و"أسلمة فرنسا"، وتطالب بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي. وبحسب الاستطلاع الأخير للرأي العام فإن حوالي 25% من الفرنسيين مستعدون للتصويت لصالح لوبان في الجولة الأولى من الانتخابات، بينما يؤيد 26% منافسها الرئيسي إيمانويل ماكرون. غير أن مراكز استطلاع الرأي الأوروبية تؤكد أن لوبان لن تفوز على الإطلاق في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حتى لو قدمت لها موسكو الدعم الكامل.