«الدستور أمرنا باحترامه».. كيف يرى البرلمان أزمة «البنطلون المقطع» داخل الجامعات؟

«احترام قدسية أماكن التعليم وارتداء ملابس لائقة لا تكشف العورات ولا تخدش الحياء والذوق العام».. هذه الطلبات أعلن عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب عبد الكريم زكريا، عزمه على التقدم بمشروع قانون يلزم الجامعات والمدارس بها وبتحديد زي موحد لارتدائه لمواجهة ظاهرة الملابس غير اللائقة بالجامعات ومنها البناطيل المقطعة.
«مخالف لمبدأ الحريات»
من جانبه علق النائب خالد شعبان، عضو مجلس النواب، على مطالبة بعض النواب بتوحيد زي موحد لطلبة الجامعات، قائلًا: "مفيش حاجة فى الدنيا تجبر هؤلاء الطلبة على ارتداء زي معين سواء طويل أو قصير، لأن ذلك ضد مبدأ الحريات التى نص عليها الدستور، وأي طلب فى هذا الشأن مخالف من الناحية الدستورية".
وتابع شعبان، فى تصريح ل"التحرير": "الدنيا ما خربتش علشان هو دا يبقى موضوع مهم للدرجة دي، المفروض نفكر إزاي نحسن اقتصادنا ونطور صناعتنا ونرتقى".
وأوضح عضو مجلس النواب، أن البحث عن تحسين منظومة التعليم فى مصر وتوفير فرص عمل للطلبة بعد تخرجهم أهم بكثير من ذلك.
«مخالف للدستور»
بينما قالت عبلة الهواري، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إن المقترح المثار مؤخرا بإقرار البرلمان لتشريع يحدد زى طلاب وطالبات الجامعة ويلزمهم بارتدائه داخل الحرم الجامعى، يخالف الدستور.
وأضافت الهواري، أن تطبيق هذا الأمر مستحيل، ولا يمكن لمجلس النواب أن يخالف الدستور ويقوم بإصدار تشريع يحجر على حرية الأشخاص، لافتًة إلى أن الدستور يكفل حرية الأشخاص والمأكل والملبس والتنقل والسكن، فكيف نأتي بتشريع يقيد الحريات.
واقترحت عضو مجلس النواب، أن تقوم الجامعات بعقد دورات تدريبية لطلابها حول طريقة اختيار الملابس المناسبة لحرم الجامعة، وذلك أسوة بالنواب الذين قبل بدأهم جلسات البرلمان عقدت لهم دورات خاصة بالإتيكيت والألوان والملابس الرسمية المناسبة تحت القبة.
«هذه ثقافة لا تتفق مع ثقافتنا المصرية»
فى حين أعربت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب والأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، عن رفضها لارتداء الفتيات الملابس الجينز الضيقة داخل الجامعة ومدرج المحاضرات، مؤكدةً أن المدرج مكان مقدس كالمسجد.
وأضافت نصير، أن كل إنسان له الحق أن يلبس ما يُريد، لافتة إلى أن البنطلون المقطع هذا تاريخ قديم لدى أوروبا منذ أيام الفترة التي تُلقب بالمرحلة المدرسية التي كانت فيها أوروبا خالية من العلم والحضارة فكانوا يلبسون دون دراية».
وتابعت: "هذه ثقافة لا تتفق مع ثقافتنا المصرية المنضبطة فلنا مظهرنا نحترمه ولنا ملبسنا في أسلوبه، الطالبة التي تذهب للمدرج وترتدي الجينز الضيق أو الممزق داخل المدرج أمر أرفضه فالمدرج مكان مقدس لا يقل عن المسجد، وما الجمال في ارتداء تلك الملابس، فأنا أراه شيء من القبح وخالي من الجمل بعيد عن ثقافتي وموروثي".
«جامعتنا منضبطة»
فى المقابل قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن الجامعات المصرية منضبطة، ولا يوجد بها ما يستدعي الجلوس لمناقشة ملابس الطالبات، مؤكدا أنه لا يعلم ما هو "الفيزون"، مستدركا "أنا لو همنع دخول الفيزون هدرب الأمن الإداري على الفيزون مثلا ولا إيه".
وأضاف عبد الغفار، فى تصريحات صحفيه له، أنه يجب على طلاب الجامعات احترام قدسية الحرم الجامعى، فلا بهرجة ولا تقييد، والطلاب زمان كانوا بيروحوا الجامعة بالبدل والفساتين".