يتأهب المجتمع المصري خلال الأيام القليلة المقبلة لاستقبال عيد الأم، خاصة وأن المحتفلين ينظرون للعيد على أنه مناسبة قوية للتعبير عن الحب الغزير للأمهات، غير أن تلك المناسبة وفقًا لما جرت عليه العادة من كل عام دائمًا ما تصطحب بفتاوى سلفية متشددة تحرم الاحتفال بعيد الأم، الأمر الذي يعكر صفو المناسبة. "التحرير" استعرضت مع بعض علماء ورجال الدين موقف الشرع من حكم الاحتفال بعيد الأم. ليس بدعة قال الدكتور محمود مهني، عضو هيئة كبار العلماء، إن الاحتفال بالأبوين مباح شرعًا وواجب في حياتهما وبعد موتهما، وأن المولى عز وجل ربط بوحدانيته وعدم الإشراك به ببر الوالدين، إعمالا لقول الله تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا". وأضاف عضو هيئة كبار العلماء ل"التحرير" أن سيدنا عيسى عليه السلام أول ما نطق قال و"برًا بوالدتي"، مصداقًا لقوله تعالى "وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا" حيث أمر الله بالوحدانية وأمر ببر الوالدين وأن الشرع الحنيف وتعاليم الإسلام السمحاء أمرتنا جميعا ببر الوالدين والتزام الآداب معهم وعدم التلفظ بأي شى غير لائق لهم. مشيرًا إلى أن هؤلاء المتشددين الذين يحرمون ما حلله الله وهو الاحتفال بعيد الأم لا يفهمون روح الإسلام، فمعنى العيد هو اليوم الذي يمر بسلام، هذه الأيام كلها تعتبر عيد، فالشرع عندنا عيد الفطر وعيد الأضحى، وعندنا عيد كل أسبوع وهو يوم الجمعة ولم يرد في الشرع ومبادئ الشريعة ما يمنع أو يحرم الاحتفال بعيد الأم، وأن والقاعدة الأصلية تقول الأصل فى الأشياء الحل ما لم يرد دليل يمنع. وأضاف مهني ل"ا مانع من الاحتفال بعيد الأم وليس ذلك بدعة في الإسلام، وأن مبادى الإسلام أوصت بأن نقول للمحسن أحسنت والعكس صحيح، ونحن نتبع الأمور الحسنة ونترك الأمور السيئة". المشكلة السلفية من جهته أكد سالم عبد الجليل، وكيل الأوقاف الأسبق، أن مشكلة السلفيين تكمن في الوقوف مع ظاهر النص أو الكلام وأن المعيار الحقيقي هو جوهر المضمون، فالأصل في عيد الأم أنه فكرة قادمة من المجتمعات الغربية وتسمى بيوم الأم وليس عيد الأم، إذن فلا حرج في أن يخصص يوم سواء للأم أو للأب أو غيرهما مثل يوم الشهيد. وأوضح عبد الجليل ل"التحرير" أن الأصل في الشرع والفقه أنه لا حرج في تخصيص عيد للأم، إعمالا للقاعدة الفقهية "لا مشاحة في الإصطلاح" ولكن علينا الاهتمام بالأم والحفاوة بها كل ساعة ولحظة.