المعدات الثقيلة لم تكسر التمثال.. ويقيني أنه تحطم في العصر المسيحي لأعتباره من الأوثان يعترف الدكتور غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الأثار بمسؤوليته عن بعض الأخطاء التي وقعت أثناء عملية التنقيب والعثور على تمثال رمسيس الثاني، على رغم من أنه لم يتم إبلاغه من قبل رئيس قطاع الأثار للمشاركة في مهمة استخراج تمثال رمسيس الثاني القابع في منطقة المطرية. "التحرير" حاورت مسؤول الترميم في مصر لمعرفة الأخطاء التي وقعت أثناء عملية رفع تمثال رمسيس الثاني، ومعرة رده على الاتهامات التي تستهدف قطاع الترميم في مصر فإلى نص الحوار: ما السبب وراء العثور على تمثال رمسيس الثاني على هيئة قطع منفصلة؟ بعيدا عما يشاع في الإعلام لم يتم تكسير تمثال رمسيس الثاني عند عملية رفعه، لكنه تم تدميرها بشكل أو بأخر، وفي أغلب الظنون أثناء العصر المسيحي كانوا يعتبرون التمثايل نوعًا من الوثنية فقاموا بتكسيرها ودفنها بهذا الشكل، وعندما يتم تجميع التمثال بالكامل، ونحن ننتظر لحين العثور على باقي أجزاء التمثال . هل الطريقة البدائية التي استخرج بها أجزاء التمثال طبيعية؟ لم تكن الطريقة بدائية خاصة في التماثيل ذات الأوزان الثقيلة، حيث لم يكن أمامنا غير استخدام المعدات الثقيلة، كان لدينا مجموعة محاذير لابد أن يتم الأخذ بها، وما أراه في هذا المشهد أنه كان هناك عشوائية، ولم يكن هناك منهج يتم التعامل به مع الأثر، لم يتم استخدام "ويرات" مناسبة للرفع من خلالها، كان التعامل بين الأثر والمعدة الثقيلة مباشرة، ورغم كل ذلك لم تحدث أية أضرار نتيجة هذا التعامل، لكن هذا هو الخطأ في المشهد الذي تابعته. لماذا لم تشارك في هذه المهمة؟ أحمل نفسي المسؤولية، رغم أنني المسؤول عن ترميم أثار مصر لم نبلغ بهذه المهمة، ولكن أنا مسؤول ولا يمكن أن أهرب من المسؤولية، وأؤكد للرأي العام أن الأجزاء التي تم العثور عليها من التمثال لم يتم إصابتها رغم عدم اتباع الأسس السليمة بكاملها في رفعه، والأخطاء البسيطة التي وقعت كانت نتيجة التسرع ووجود الإعلام ومسؤولين عن الأثار في الموقع. لماذا لم يبلغك أحد للمشاركة في هذه العملية؟ يُسأل في ذلك رئيس قطاع الأثار المصرية، لا يمكن أن أتحدث في هذا الموضوع أكثر من ذلك. هل هناك احتمالية بعدم العثور على بقية أجزاء تمثال رمسيس الثاني؟ الطبيعي أنه لو حدث الكسر نتيجة السير بمعدة ثقيلة في المكان أو نتيجة حادث معين ستكون جميع الأجزاء في محور واحد، لكن إذا كان هناك شبهة تدمير متعمد، والتي حدثت في العصر المسيحي، وهنتك بعض الأقاويل العلمية التي تقر بذلك، سيلقون الأجزاء الخاصة به في أكثر من مكان حتى تضيع الحقيقة. هل من الممكن ترميم التمثال حتى إذا لم يتم العثور على كافة أجزاء التمثال؟ بالطيع يمكن ترميم الأثر، ولن نأخذ فترة طويلة في عملية ترميمه، حيث أن الخامات متوفرة، وكل الإمكانيات متاحة، نحن نأمل أن يتم العثور على الأجزاء المتبقية من التمثال خلال الكشف الذي سيحدث في الموقع الإثنين المقبل، سأذهب إلى الموقع غدًا للتواصل مع مدير البعثة الأجنبية لتوافق على الطريقة التي سنخرج بها الأجزاء المتبقية من التمثال، وسنبدأ في وضع دراسة لكيفية ترميمه، وقد أصدر وزير الأثار تعليماته بأن يتم ترميم التمثال بمعامل المتحف المصري الكبير، وذلك لأنها تمتلك معدات تجعلنا نتمكن من تحريك القطع بسهولة، وبعد ذلك سيكون أحد معروضات المتحف المصري الكبير. ما ردك على الاتهامات الموجهة لكم باستخدام الأسمنت في ترميم معبد الكرنك؟ ** انها حملة مذعورة تستهدف الترميم، وأؤكد أنه لم يتم استخدام الأسمنت في معبد الكرنك منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث كان نهج قديم يتم استخدامه من جانب البعثات الأجنبية التي كانت تعمل في الترميم في ذلك الوقت، واعترض عليه الكثيرين من العاملين في الوجه القبلي، وفي العصر الحالي يتم الترميم طبقا لمحددات المهنة وفقا للمواثيق الدولية في هذا الشأن، حيث يتم إزالة الترميمات السابقة والتي تم استخدام الأسمنت فيها، وفي التسعينيات كانت تستخدم مواد غير متجانسة مع طبيعة المادة الأصلية، ولكن هناك من الأثريين من يستخدم عصا الترميم لأنها هي التي تؤلم الأثريين. وهل تأثرت بهذه الاتهامات التي تنال العاملين في مجال الترميم؟ لن يؤثر فينا هذا الكلام، ومستمرون في عملنا، وأي شخص يتحدث عن أننا نستخدم الأسمنت كاذب، لأنه لا يستطيع بالنظر أن يتحدث عن أن المونة المستخدمة من الأسمنت، لابد أن تخضع للتحاليل للكشف عن المادة المستخدمة، وأتحدى أي شخص يثبت أن هناك ترميم منذ 10 سنوات بالأسمنت. هل تقصد أنه لا يوجد أي أخطاء تقع أثاء عملكم؟ لا يوجد شخص لا يخطيء، كل مهنة لها أخطاء، لكن لا يتم ذبحنا، نحن نواجه تحديات كبيرة منها عوامل التعرية وعدم وجود دعم مالي.