قالت رئيسة "ستيت بنك أوف إنديا" -أكبر بنك مملوك للدولة- في الهند إنَّ بلادها لديها أسباب وجيهة للقلق من السياسيات الاقتصادية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وصرَّحت رئيسة البنك أرونداتي بهاتاتشاريا، في مقابلة مع شبكة "CNN"، اليوم الثلاثاء: "نحن نتابع مع باقي العالم.. هناك الكثير من القلق" في الهند بشأن التطورات الأخيرة في الولاياتالمتحدة". ورصدت بهاتاتشاريا ثلاثة أسباب رئيسية، وهي تتعلق بالتجارة وأسعار الفائدة والتأشيرات. وفيما يتعلق بالتجارة، أوضحت بهاتاتشاريا أنَّ الولاياتالمتحدة من أكبر شركاء الهند التجاريين، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2015 إلى 109 مليارات دولار، مؤكِّدةً أنَّ البلدين إنهما يرغبان في زيادته إلى 500 مليار في الأعوام المقبلة. لكن سياسة "أمريكا أولًا" التي ينتهجها ترامب - بحسب قولها - قد تعوق تلك الخطط، لا سيَّما أنَّ الرئيس الأمريكي طالب الشركات الأمريكية بإعادة وظائف وعمليات التصنيع إلى الأراضي الأمريكية. ووصفت بهاتاتشاريا أسعار الفائدة التي وضعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" بأنَّها أساس كل شيء يحدث في باقي دول العالم، موضِّحةً أنَّ أي ارتفاع في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي - مثل تلك التي حدثت في ديسمبر الماضي - من شأنها ابتلاع الأموال من أسواق ناشئة مثل الهند. وأشارت إلى أنَّ رفع أسعار الفائدة من شأنه أيضًا رفع قيمة الدولار مقابل عملات أخرى مثل الروبية الهندية، وبالرغم من أنَّ ذلك قد يعود بالإيجاب على حركة الصادرات الهندية، فإنَّه سيضر بشركات اقترضت بالدولار وقد يرفع معدل التضخم في الهند. ومع التوقعات برفع جديد لأسعار الفائدة يعلنه المجلس في مارس المقبل، أكَّدت بهاتاتشاريا أنَّه يبدو َّأن الهند ستتابع ذلك بشيء من الخوف. أمَّا عن التأشيرات، ذكرت بهاتاتشاريا أنَّ أكثر ما يقلق الهند في الوقت الراهن حيال الولاياتالمتحدة هو التضييق المحتمل على تأشيرات العمل، حيث يوجد كثيرٌ من الهنديون يعملون في الولاياتالمتحدة. وأعلنت إدارة ترامب نيتها عمل تغييرات في نظام تأشيرات العاملين الأجانب داخل الولاياتالمتحدة وبرامج أخرى، ما يجعل من المحتمل إغلاق الباب أمام الآلاف من المهندسين الهنود.