في الوقت الذي أعلنت فيه الخارجية الروسية أن "الإدارة الأمريكية تفهم الوضع" حول مصير الأسد، ذهب الإعلام الروسي إلى التأكيد بأن "إدارة ترامب لا تعتبر الأسد عقبة للتسوية في سوريا". وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن "الإدارة الأمريكية الجديدة، على ما يبدو، تفهم الوضع. ومن الواضح أن المشكلة الرئيسية في سوريا لا تتمثل في الأسد، بل في الإرهاب الدولي، الذي أقام وكرا له هناك"، مشيرا إلى أهمية تأكيدات إدارة ترامب على مكافحة الإرهابيين حتى النصر. وفي الوقت الذي اتهم فيه الدبلوماسي الروسي ريابكوف إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأنها حاولت التغطية على إرهابيي "جبهة النصرة" من أجل استخدامهم لإسقاط الأسد، أكد من جهة أخرى على أن موسكو مستعدة للتعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب، "إلا أن قيام أوباما بتقليص حجم التعاون بين العسكريين لا يزال يعيق تعزيز التعاون في هذا المجال". وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة دمرت بالكامل تقريبا أرضية التعاون بين البلدين التي تم ترسيخها على مدى سنوات عديدة. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت، في 21 فبراير الحالي، أن واشنطن لا تنوي توسيع التعاون العسكري مع موسكو في سوريا. وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن "روسياوالولاياتالمتحدة يمكن أن تباشرا في إقامة التعاون بهدف الكفاح المشترك ضد إرهابيي داعش في مدينة الرقة السورية، لأن الإرهاب الدولي هو العدو الرئيسي للدولتين". وقال شويجو إنه "يجب التوقف عن تخويف العالم كله بروسيا ويجب البدء بالعمل البناء المطرد في سبيل إقامة العلاقات". وفي نفس اليوم صرحت مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي بأن تطوير علاقات واشنطن مع موسكو لا يمكن أن يتم على حساب أمن الحلفاء في أوروبا. وذلك في إشارة إلى الأزمة الأوكرانية، والدعاية الروسية لتخويف أوروبا من الولاياتالمتحدة. وقالت "هيلي" إن "الولاياتالمتحدة ترى وجود إمكانية لتحسين العلاقات مع روسيا... ولكن لا يمكننا التعاون معها على حساب الأصدقاء والشركاء الأوروبيين".