يتوقع الكثيرون أن يتّجه حفل الأوسكار - الذي يُقام الليلة 3:30 فجرًا بتوقيت القاهرة - نحو السياسة قليلًا، مثلما كان الحال في سنواتٍ سابقة، وخاصةً بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وذكر موقع «فوكس نيوز» الأمريكي، في تقريرٍ له، إنّ عددًا غير قليل من الممثلين استغل الأوسكار ولحظة استلامه الجائزة في الحديث عن المشاكل الاقتصادية في وقتها، مثل الكساد الاقتصادي والحرب الباردة بين أمريكا وروسيا، مثل كلارك جيبل، وجينجر روجرز، وغيرهم. ويعتقد الكثيرون أن نقطة التحول في تاريخ الأوسكار تعود إلى عام 1973، عندما رفض مارلون براندو جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن أدائه في فيلم "العراب" دعمًا للهنود الحمر الذين همشتهم أفلام هوليوود. ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي يتم فيها استخدام الأوسكار للتعبير عن الآراء السياسية في فترة السبعينات من القرن الماضي، حيث استخدمت الممثلة الممثلة فانيسا ريدغريف، الحائزة على جائزة أفضل ممثلة ثانوية في احتفال عام 1977، عبارة "السفاحين الصهاينة" من على المنصة، وأعلنت معاداتها للصهيونية. وفي وقتٍ متأخر من هذه الليلة، ردّ عليها الكاتب بادي تشايفسكي، "لقد سئمتُ من استخدام الناس لحفل الأكاديمية لنشر الدعاية السياسية الخاصة بهم، وفوز فانيسا ليس لحظة محورية في التاريخ لكي تستخدمه في الإعلان عن سياساتها، وكانت تكفي كلمة شكر بسيطة". ولكن يبدو أنّه مما حدث في السنوات اللاحقة، لم يأخذ أحد بنصيحته، ونستعرض في التقرير التالي أبرز النجوم الذين استغلوا الأوسكار للتعبير عن سياساتهم أو مواقفهم السياسية: 1- عام 1993: استغل مقدما جائزة أفضل إنتاج، سوزان سارندون وتيم روبنز، الحفل في التوعية بالهايتيين الذين يقبعون في خليج جوانتنامو، ومصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وطالبا الولاياتالمتحدة بالاعتراف بهم. 2- عام 1999: رفض كثير من الحضور الوقوف لحظة استلام المخرج إليا كازان لجائزة الأوسكار الشرفية على إنجازاته طوال حياته، ورفض الجمهور الوقوف له وصفّروا ضده بسبب نشاطه في فترة الخمسينيات في لجنة مراقبة الأنشطة الأمريكية التابعة لمجلس النوّاب والتي كانت تراقب الأمريكيين في ذلك الوقت. 3- عام 2003: هاجم مايكل مور المخرج المشهور، وصاحب الأفلام الوثائقية، الحرب على العراق، ووصف الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جورج بوش ب«الخيالي». 4- عام 2009: تحدّث الممثل الفائز بجائزة أفضل ممثل رئيسي شون بين عن زواج المثليين وذكره بكلامٍ جيد، في الوقت الذي كان يُعارض فيه الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت باراك أوباما، زواج المثليين. 5- عام 2015: تحدّثت أفضل ممثلة مساعدة باتريشيا أركيت، عن المساواة في الأجور بالنسبة للنساء، وفي نفس الحفل، تحدّث جون ليجند الفائز بأفضل أغنية عن حقوق التصويت لدى الشعب الأمريكي، وأفضل مخرج أليخاندرو إيناريتو عن قوانين الهجرة. 6- عام 2016: استغل أفضل ممثل رئيسي ليوناردو ديكابريو لحظة فوزه بالأوسكار في التوعية بخطر التغير المناخي الذي تواجهه البشرية. ولكن بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا تغيّر الأمر، لتصبح الأمور أكثر حدةً. فهذا العام، وفي حفل الجولدن جلوب، هاجمت الممثلة القديرة ميريل ستريب، الرئيس ترامب قائلة: "هوليوود مليئة بالغرباء والأجانب، وإذا طردتنا جميعًا فلن تستطيع مشاهدة شيء على التلفاز سوى كرة القدم والفنون القتالية، والتي ليست فنًا على الإطلاق". وردّ عليها ترامب في تغريدة على تويتر واصفًا إياها بأنّها واحدة من أكثر الممثلات المُبالغ فيهم في هوليوود. وستريب لديها فرصة أخرى للرد على ترامب في حفل الأوسكار الليلة، والذي من المتوقع أن يشهد لمحات سياسية من بعض الفائزين أو من مُقدمي الحفل أنفسهم.