وصلت سفينة من ماليزيا إلى ميانمار يوم الخميس لتسليم مساعدات إلى إقليم راخين المضطرب حيث يعيش كثير من أقلية الروهينغا المسلمين لتجد في استقبالها مجموعة صغيرة من المحتجين من رهبان البوذية. ورست السفينة في ميناء يانجون لإنزال 500 طن من الأغذية وإمدادات الطوارئ قبل أن تواصل رحلتها إلى جنوب شرق بنغلادش لإنزال باقي حمولتها التي تبلغ نحو 2200 طن. وفر ما يصل إلى 69 ألفا من المنتمين للروهينغا في ميانمار إلى بنغلادش خلال الشهور الأربعة الماضية بعد تعرضهم لحملة أمنية عنيفة. وانتقدت ماليزيا، ميانمار بسبب الأزمة في إقليم راخين التي بدأت بعد مقتل تسعة رجال شرطة في هجوم على مواقع حدودية يوم التاسع من أكتوبر. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة يعملون مع لاجئين في بنغلادش لرويترز إن عدد القتلى في الحملة الأمنية في ميانمار زاد على ألف. وأدلى لاجئون بتفاصيل للصحفيين وجماعات حقوقية ومحققين من الأممالمتحدة عن حوادث إطلاق نار من جانب القوات على المدنيين إضافة إلى إحراق قرى وعمليات ضرب واعتقال واغتصاب. ورفضت حكومة ميانمار التي تقودها أونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام تقارير عن إساءة المعاملة وقالت إن معظمها مختلق، وتصر الحكومة على أن ما يحدث في راخين شأن داخلي. ومما يظهر حجم الجدل المحيط بالمساعدات الموجهة للروهينغا نظم عشرات الرهبان والقوميين البوذيين مظاهرة خارج رصيف الميناء يوم الخميس. وحمل المحتجون لافتات ترفض استخدام وصف "الروهينغا" وهو الاسم الذي يستخدمه معظم مسلمي إقليم راخين بشمال البلاد وترفضه حكومة ميانمار. وقال الراهب البوذي يو ثوسيكثا لرويترز "نحن لا نمانع إذا كانوا يريدون دعم أناس يواجهون معاناة." وأضاف "لكن لا نريد أن يتم استغلال الأمر سياسيا بإطلاق اسم الروهينغا عليهم، لا يوجد اسم الروهينغا." كانت جماعات مسلمة ومنظمات إغاثة تريد تسليم المساعدات مباشرة إلى المنتمين للروهينغا في ولاية راخين لكن تم إجبارها على تسليم المساعدات لحكومة ميانمار في يانجون. كما أصرت الحكومة على توزيع المساعدات بالتساوي بين البوذيين والمسلمين في راخين.