زين العابدين: الجمل أوّل مَن نشر للأبنودى وحجاب والغيطانى.. وفرغلى: استقال مِن «المساء» حتى لا يُنافق أحدًا شعبان يوسف: الجمل ما زال مجهولاً رغم أعماله الرائعة بعد عشرين عاما على رحيل الكاتب والصحفى عبد الفتاح الجمل الذى يصفه الكثيرون بأنه «الأب الحقيقى لجيل الستينيات»، نظّم معرض الكتاب ندوة لإحياء ذكرى الكاتب الكبير، شارك فيها الشاعر زين العابدين فؤاد وسعيد الكفراوى وفتحى فرغلى، وأدار الندوة شعبان يوسف. وبدأ الناقد شعبان يوسف حديثه بجهل الكثيرين بعبد الفتاح الجمل، قائلا: «رغم أعمال عبد الفتاح الجمل المهمة والرائعة كرواية (مُحبّ)، فإنه ما زال مجهولا»، مضيفا أن شقيقه السلفى يرفض طبع أعماله حتى الآن، باعتبار أن أعماله بها كفر وإلحاد، وهذا يطرح تساؤلا هل أعمال الكاتب مِلْك لأسرته أم مِلك للأمة كلها؟ يوسف أضاف أن عبد الفتاح نشر لخالد محيى الدين وشهدى عطية الشافعى عددا من أعمالهما الأدبية على صفحات «المساء» عندما كان يعمل بها. الشاعر زين العابدين فؤاد قال إنه تعرّف على عبد الفتاح الجمل عام 1958، عندما قام بزيارته مع الناقد فوزى سليمان، ثم نسى اللقاء الأول، وبعد ثلاث سنوات أجرى معه حوارا صحفيا، ثمّ اعْتُقل عام 1959، وعندما خرج من المعتقل أصدر الملحق الثقافى بجريدة «المساء»، وكان أوّل ملحق ثقافى بجريدة مصرية، مضيفا أن الجمل أوّل مَن نشر له قصيدة وكان عمره 11 عاما، دون أن يعرفه شخصيا، كما اكتشف عددا من الرسَّامين من بينهم نبيل تاج ومحمد عثمان، وكان أول مَن نشر دراسات نقدية لصلاح عيسى بعد خروجه من المعتقل. فؤاد أضاف أن الجمل نشر لأهم شعراء العامية من بينهم عبد الرحمن الأبنودى وسيد حجاب، وفى مجال القصة القصيرة نشر ليحيى الطاهر عبد الله وبهاء طاهر، كما أنه أوّل مَن نشر لجمال الغيطانى ويوسف القعيد، ولم يكن هناك أى معرفة بينه وبين مَن ينشر لهم، النص فقط هو العلاقة التى تربط بينه وبين هؤلاء المبدعين. مشيرا إلى أن الرقابة كانت ترفض نشر ديوانه «وش مصر»، وبعد سبع سنوات وافقوا عليها، فطلب من عبد الفتاح الجمل أن يعطيه رواية «الخوف» حتى تُنشر، وبالفعل نُشرت بعدها بوقت قصير. صاحب «اتجمّع العشاق» أشار إلى أن عبد الفتاح غائب منذ عشرين عاما، ولا يعرفه الكثيرون رغم كل ما قدَّمه إلى جيل كامل، وتذكّر إحدى علاقات العمل التى ربطته بالجمل، قائلا: «فى عام 1976 قررت مجموعة من أصدقاء عبد الفتاح تحويل الملحق الثقافى إلى صفحة يومية بجريدة (المساء)، كانت هذه المجموعة: إبراهيم أصلان ومحمد البساطى وفتحى فرغلى ومحمد كامل القليوبى»، مضيفا أنه مُنع من النشر بأى صحفية مصرية من قِبل السادات، إلا أن عبد الفتاح الجمل قام بمحاولة لنشر قصائدى، رغم المخاطر التى تتمثّل فى خطوة كهذه. كما حكى الشاعر فتحى فرغلى عن علاقته بالراحل عبد الفتاح الجمل، قائلا: «محمد كامل القليوبى عرّفنى بعبد الفتاح الجمل، بعدما قرأ بعض قصائدى، ونصحنى بإرسالها إلى الجمل، وبالفعل نشر لى القصائد التى كتبتها وقتها». مضيفا أن الجمل رفض أن ينافق أى شخص حتى إنه عندما كان يقابل سمير رجب داخل مبنى المؤسسة كان يسخر منه، وعندما أصبح سمير رجب رئيسا للتحرير استقال من «المساء»، رفضا لاستمرار العمل بصحيفة يكون رجب رئيس تحريرها. وقال القاصّ سعيد الكفراوى إن الجمل مدّ يده نحو جيل شديد الأهمية، شِعرا ورواية وقصة ونقدا.