أضافت أزمة ارتفاع أسعار الأسمدة أعباء جديدة على الفلاحين، خاصة أنها تزامنت في وقت يواجه فيه المزارعون في كتير من المحافظات صعوبة في بيع وتسويق المنتجات الزراعية. يقول عبد الرزاق الحوتي رئيس الجمعية الزراعية بقرية العلا الشرقيةبالإسكندرية، إن الفترة الاخيرة شهدت ارتفاعًا في أسعار الأسمدة الزراعية، حيث وصل سعر الشيكارة إلى 150 جنيهًا بعد أن كان 100 جنيه فقط. وأضاف الحوتي "هذا يمثل حملًا كبيرًا على الفلاحين وذلك لأنه لا يوجد تسويق للمحاصيل الزراعية، إذ يعاني الفلاحين من صعوبة التصرف في المحاصيل. و طلب الحوتي المسؤلين بالنظر إلى حال الفلاحين، محذرًا من بوار الأرض الزارعية نتيجة الانصراف عن زراعتها مع هذا الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة. وأشار إلى ارتفاع أسعار المبيدات كذلك، موضحا: "لو أي فدان يحتاج رشة واحدة فسيتكلف 700 جنيه، وأحيانا يكون المبيدات مجهولة المصدر ما يضر المحاصيل والأرض". فيما أكد اسماعيل برعي، مزارع، أنه قد يترك زراعة الأرض بسبب غلاء الأسمدة بنحو 50%، مضيفًا: "مابقتش جايبة همها، فيه مصاريف كتير، والعوايد قليلة، لازم الحكومة تبص للفلاح لأن كده كتير وحرام، إحنا لو بنعرف حاجة تانية غير الأرض والفلاحة كنا سبناها من زمان". بينما لفت محمد راضي، إلى أن "قرى النهضة تمثل سلة خضروات والفاكهة لمحافظة الإسكندرية ولكنها مهددة بفقدان هذه المكانة بسبب الأسمدة والمبيدات التي لانقدر على شرائها". وتابع: "فدان الطماطم يحتاج 25 شيكارة أسمدة و سعر شيكارة الواحدة 150 جنيها، وفدان البطاطس يحتاج 25 شيكارة أيضا، مما يعني أربع آلاف جنيه تقريبًا للفدان الواحد، بخلاف تكاليف الري والحرث والحصاد، وعند البيع لا يتحصل الفلاح على كل هذه المصاريف"، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة يكون مصدره الأساسي غلاء الأسمدة والمبيدات. ونوه راضي بأنه كلما تكون الأرض ضعيفة تحتاج إلى سماد أكثر، لافتًا إلى أن قليل من المحاصيل هي التي لا تحتاج إلى أسمدة بكم كبير ومنها البرسيم والقمح. ويعاني الفلاحون في قرى الإسكندرية من تأخر وصول المياه لري أراضيهم، إذ يقول المزارع اسماعيل برعي: "الأراضي بتحتاج ري كل 10 أيام و ده مش بيحصل و بتأخر ري الأراضي حتى يوم 21، ده ممكن يعدي في فصل الشتا لكن لو دخل فصل الصيف على هذا الوضع هيكون في مشكلة كبيرة". من جانبه، قال الدكتورمصطفى كامل البخشوان وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية ان سعر شيكارة الأسمدة وصل 147 جنيها و 98 قرشًا فقط، وليس 150 جنيهًا كما يقول المزارعون، مضيفًا: "سبب ارتفاع الأسمدة هو ارتفاع سعر المواد الخام و زيادة أسعار الغار في شركات الأسمدة نفسها". واعتبر البخشوان أن الارتفاع في السعر "طبيعي"، وأن تكلف السماد مرتفعة، وبالتالي فإن بيعه بسعر عال "ليس أمرًا مستغربًا"، مضيفًا "الأسمدة تباع بالتكليفة الفعلية لإنتاجها، ومفيش أي مكسب وربح نهائي".