«معضلات ومخاطر سياسية عديدة تواجه السيسى»، هذا ما عنونت به صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكى ما قد يواجه الفريق أول عبد الفتاح السيسى حيال قراره بالترشح للرئاسة. وقالت الصحيفة الأمريكية: «إذا ما قرر السيسى أن يصبح رئيسًا، وحتى لو أصبح، فإنه لن يكون صاحب السلطة المطلقة فى البلاد، لأن سلطات الرئيس مقلصة بصورة كبيرة فى الدستور الجديد الذى تم إقراره بأغلبية كاسحة خلال الأيام الماضية. وتابعت الصحيفة الأمريكية: «تلك الإصلاحات الناجحة فى الدستور لن تجعل فى مصر حاكمًا أوحد، وقد يكون السيسى قائدًا كاريزما يفضله الشارع ومحببًا للجمهور، لكن سيدير معه البلاد رئيس وزراء مدنى مدعوم بحزب الأغلبية فى البرلمان». وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن السيسى حال قراره بالترشح للرئاسة فسيترك الجيش، وهو ما سيجعله يواجه مجموعة من المعضلات والمشكلات السياسية. وأوضحت بقولها «الدستور الجديد منح الجيش ووزير الدفاع أفضلية كبيرة، بحيث لا يمكن عزله بصورة منفردة قبل استئذان الجيش، أى أن الجنرال المصرى سيفقد جزءًا من قوته كقائد للجيش، إذا ما أصبح الرئيس». ولكنها أشارت إلى أن الدعم الواسع للشارع المصرى للدستور الجديد «كان مقياسا انتخابيا إيجابيا» لشعبية الجنرال المصرى، التى لم تتأثر بمقاطعة الإخوان المسلمين للاستفتاء. وتابعت الصحيفة الأمريكية رصد المخاطر التى قد تواجه السيسى، والتى أشارت إلى أن أبرزها هو «التوتر الأمنى الكبير» الحادث فى شبه جزيرة سيناء، بسبب انتشار الجماعات الجهادية هناك. كما قالت «وول ستريت جورنال» إن التحدى الأكبر الذى قد يواجه السيسى فى الرئاسة هو إصلاح «الاقتصاد المصرى المدمر». وتابعت بقولها «اتخاذ الزعيم القادم لمصر إجراءات اقتصادية تقشفية قد ينفر الطبقة العاملة الكبيرة فى مصر منه، وقد يقوض الدعم الشعبى الكاسح له، لذا فإنه يجب أن يعالج الاقتصاد المصرى بصورة مختلفة لا تجعل الشارع ينقلب عليه». ونقلت الصحيفة عن خبير فى الشأن المصرى بجامعة ولاية «كينت» الأمريكية «جون ستاشر»: «أنا أفكر كثيرًا فى أن السيسى يراهن بشعبيته إذا ما قرر أن يرشح نفسه، لكنْ هناك ضغط كبير من المصريين العاديين والنخب السياسية لتحفيزه على الترشح». وأردفت بقولها «ثلاث سنوات من عدم الاستقرار بدءًا من عام 2011، وحتى الإطاحة بحكم محمد مرسى المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين، أصبح حال الاقتصاد المصرى يرثى له». ورغم القروض والاستثمارات الخليجية فى البنية التحتية فى مصر والطاقة، فإن اقتصاديين، والقول ل«وول ستريت جورنال»، يرون أنها مجرد إصلاحات مؤقتة. ونقلت الصحيفة عن خبير اقتصادى فى الأسواق الناشئة «ويليام جاكسون»: «الدعم الخليجى بات مثل تغطية الاقتصاد المصرى المتردى بالورق، ولكنه لم يحل المشكلات الأساسية، والتى يمكن أن تتفاقم إذا ما استمر الحال على ما هو عليه.