ألقى أبو العبد أشداء أمير حلب المحاصرة سابقًا، خطابًا أوضَّح فيه أسباب هزيمة مقاتلي المعارضة في المدينة، وخروجهم منها قبل أسابيع. أبو العبد الذي كلّف من قبل الفصائل بأن يكون أميرًا عليهم، قال إنَّ قرار تكليفه جاء ك"إيمان فرعون"، أي أنَّه في الوقت الضائع، وبعد اقتراب المدينة من السقوط، موجِّهًا اتهامات عديدة للفصائل السورية في حلب، ملمّحا إلى أنَّ قرار الكثير منها مرتهن لجهات خارجية. وفي تفسيره لسقوط مدينة حلب بعد نحو أربع سنوات ونصف من سيطرة المعارضة عليها واستنزاف النظام فيها، ذكر أبو العبد أنَّ بعض الفصائل كدّست الأسلحة والذخائر في مستودعاتها. وأضاف: "في الوقت الذي كانت فيه أحرار الشام وفتح الشام تشتري الأسلحة والذخائر، كانت فصائل أخرى ترفض إخراج ما لديها، وغادرت المدينة وبقيت الذخيرة في المستودعات التي سيطر عليها النظام". وأشار إلى أنَّه "خلال السنوات الماضية قتل النظام من أهالي حلب نحو 100 ألف، وأطبق حصاره على المدينة قبل ثمانية شهور عقب إحراقه طريق الكاستيلو بالبراميل المتفجرة". واتهم أبو العبد، العديد من الفصائل ب"الإساءة للجهاد وحلب" بسبب ضمها من أسماهم "عناصر مجرمين"، معتبرًا أنَّ أحد أهم أسباب سقوط المدينة ضعف الوازع الديني لدى الفصائل، ومن أجل الكثرة أصبح الفصيل يضم العناصر دون النظر لتربيتهم ودينهم. وفي حديثه عن بعض فصائل الجيش الحر من دون تسميتها، قال أبو العبد: "أول من يفر ويترك الثغور عند اشتداد الأمور"، ولمَّح إلى أنَّ فصائل كثيرة لم تهتم بالإعداد القتالي لجنودها، ولم تحصّن نقاط رباطها، وعند مقتل العديد من عناصرها يتفاخر أمراؤهم بتقديمهم الكثير منهم في هذه المعارك، واصفا ما حصل بأنه: ألقى بهم إلى التهلكة. وبعد حديثه عن التآمر الدولي على حلب، أوضَّح أبو العبد أنَّ جيش الفتح تأخَّر في بدء معركة كسر الحصار، ما أعطى فرصة للنظام للملمة صفوفه. ولم يفوِّت أبو العبد الفرصة لاتهام فصائل درع الفرات، بالتخاذل عن نصرة حلب، كما اتهم فصائل من الحر لم يسمها، بسحب جنودها من عشرات نقاط الرباط. وعاد أبو العبد الحديث عن مسألة ضعف الوازع الديني لدى الفصائل، واصفًا سقوطها ب"انهيار بنيان الوهن الذي أسس على غير التقوى". وفي نهاية حديثه، أكَّد أبو العبد نيّة الفصائل للعودة إلى حلب يومًا، داعيًّا إياهم إلى التوحد، وداعيًّا السوريين في الخارج للعودة والانضمام لصفوف الثورة.