الحزب الحاكم يتهم المعارضة باستئجار «بلطجية».. والمعارضة تمنح «48 ساعة» لاستقالة الحكومة أنصار الرئيس يدعون إلى دعمه واللجوء إلى الحلول السياسية بدلا من شل نشاط البلاد بالتظاهر فى الساحات العمومية فى أكبر خطوة غاضبة ضد الرئيس الأوكرانى ونظيره الروسى حتى الآن، قام محتجون بإسقاط «تمثال الزعيم الشيوعى السابق فلاديمير لينين» باستخدام الحبال والقضبان المعدنية، ثم انهالوا عليه بالمطارق فى وسط العاصمة كييف، أول من أمس الأحد. ورفعت شابة علم الاتحاد الأوروبى على قاعدة التمثال وسط تشجيع عارم من الحشد. من جانبها، أكدت الشرطة أن مقنعين يُعتقَد فى انتمائهم للحزب القومى المعارض قاموا بإسقاط تمثال لينين. لكن نفى زعماء المعارضة أى صلة لهم بإسقاط التمثال الذى أقيم عام 1946. تحطيم التمثال يحمل دلالة مهمة، وهى أن الاتحاد السوفييتى السابق قد انتهى بالنسبة للكثير من الأوكرانيين، ورفض نفوذ موسكو التاريخى على أوكرانيا. واستمر المتظاهرون المعارضون لتعليق اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبى من أجل اتفاق مع روسيا، فى إقامة المتاريس لإغلاق شوارع رئيسية بالقرب من مقر الحكومة فى كييف، للمطالبة باستقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. ووضعوا صورة ضخمة لرئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو على شجرة العام الجديد التى زينوها بلافتات مناهضة للحكومة. تيموشينكو بعثت برسالة قرأتها ابنتها أمام المتظاهرين فى ميدان الاستقلال، قالت فيها: «نحن نقف على الخط الفاصل بين السقوط النهائى فى هاوية ديكتاتورية قاسية والعودة إلى مكاننا فى المجتمع الأوروبى». من ناحية أخرى، نظم أنصار الرئيس مظاهرة بالقرب من البرلمان لإحباط محاولات المعارضة الأوكرانية التى تطالب بالتقارب مع الاتحاد الأوروبى، دعوا فيها إلى دعم يانوكوفيتش، وإلى اللجوء إلى الحلول السياسية بدلا من شل نشاط البلاد بالتظاهر فى الساحات العمومية. أوليج كالاشنيكوف، العضو فى حزب الأقاليم الحاكم، اتهم المعارضة باستئجار أكثر من 3000 بلطجى لإثارة الشغب وزعزعة الاستقرار. مؤكدا أن الهدف من هذا الإجراء هو التمهيد للانقلاب على السلطة. من جانبه هدد النائب فى البرلمان عن حزب الوطن المعارض، سيرجى باشينسكى، بأن أنصار المعارضة سيحاصرون مقر الرئاسة فى حال لم تستقل الحكومة ولم يعتقل وزير الداخلية خلال الساعات ال48 المقبلة. اتخذت الداخلية الأوكرانية الاحتياطات اللازمة، حيث نشرت أكثر من ألف عنصر فى القوات الخاصة حول مبنى الرئاسة، تحسبًا لمحاولة اقتحامه من قبل المحتجين. وأفادت فى بيان لها أمس الإثنين أن نحو 100 ألف شخص يعتصمون حاليا فى ميدان الاستقلال بالعاصمة. وأكد وزير الداخلية فيتالى زاخارتشينكو، أن الوضع الأمنى فى كييف يزداد توترا. مضيفا أن الوضع فى البلاد بشكل عام «لم يتغير كثيرا». مشيرا إلى ارتفاع نسبة الجريمة والشغب فى العاصمة، مؤكدا أنه تم القبض على أشخاص محرضين كانوا يمثلون دور فاعل خير، ويجمعون الأموال للمحتجين. وفى محاولة جديدة لقمع المعارضين، قامت مصالح الخدمات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بفتح تحقيق حول محاولات الاستيلاء على السلطة. مظاهرة أول من أمس الأحد، كانت الأكبر منذ 2004، وأعادت إلى الأذهان الحشود الهائلة التى خرجت إلى الشوارع الأوكرانية فى الثورة البرتقالية التى أوصلت القوى المؤيدة للغرب إلى السلطة.