«مصر تكمل الدور الإيرانى فى مقاومة الاستعمار والصهيونية»، هذا ما ذكره الدكتور سيد أبو حسين، أستاذ العلوم السياسية والمسؤول فى وزارة الخارجية الإيرانية، مضيفًا: «نتمنى أن تكون مصر هى محور العالم العربى وشريكنا فى العالم الإسلامى»، قائلا: «نحن حريصون على ذلك أشد الحرص لا سيما أنه يوجد على الساحة ثلاثة منافسين هم أمريكا وإسرائيل والسعودية». أبو حسين أشار إلى أن الموقف السياسى مع مصر فى عهد الرئيس الراحل السادات لم يكن جيدًا، على الرغم من تقارب الشعوب فى ما بينها، إلا أن الموقف الرسمى بين الدولتين لم يكن كذلك، مشيرًا إلى أنهم كانوا يتصورون عقب ثورة 25 يناير أنه لم يكن هناك تيار معين يسيطر على الحالة السياسية، ومع ذلك كنا نتفهم أن هناك مانعًا أمام مصر من فتح علاقات مع إيران، واستمر هذا الأمر فى أثناء حكم المجلس العسكرى ومن بعده مرسى، على الرغم من أننا كنا نرى ضرورة إقامة علاقة اقتصادية وعسكرية واجتماعية تجمع بين البلدين، مشيرًا إلى أن أمريكا والسعودية وإسرائيل يحاولون لعدم تحقيق تقارب بين القاهرةوطهران. أستاذ العلوم السياسية والمسؤول فى وزارة الخارجية الإيرانية، أضاف فى تصريحات له أن وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى، أجرى اتصالات مع نظيره الإيرانى لبحث التقارب بين البلدين، إلا أن الجانب المصرى دائمًا ما كان يصدر ويقحم ملفات من قبيل أمن الخليج وملف العراق وسوريا والمقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن آخر اتصال جرى بين وزيرى خارجية البلدين، قال فيه السيد نبيل فهمى: «إنكم تسعون إلى إحداث مد شيعى فى مصر»، وأضاف أن الأمن الخليجى يساوى الأمن المصرى وغير مسموح لإيران بتهديد الأمن الخليجى. أبو حسين ألمح إلى أن مَن يهدد الأمن الخليجى هم أهل الخليج أنفسهم، وذلك بجلبهم القوات الأمريكية إلى المنطقة، مشيرًا إلى أنه يوجد فى الخليج 108 طراد بحرى أمريكى، و323 ألف جندى وحاملتا طائرات، متسائلا من إذن يهدد أمن الخليج؟ أليست هذه القواعد هى موضع التهديد فى المنطقة؟ موضحًا أن الجانب الإيرانى يقف موقف المدافع وليس المهاجم، مضيفًا نحن المهددون وليس الخليج، الطائرات الأمريكية تحوم فى سماء إيران وتراقبها. أستاذ العلوم السياسية والمسؤول فى وزارة الخارجية الإيرانية، أضاف أنه عقب الثورة المصرية قدمت إيران عددًا من الأطروحات، ونحن نعرف الأزمات التى تعانى منها مصر، ولم نكن بخلاء عليها، موضحًا أنهم اقترحوا على مصر إرسال مليون قنينة غاز لتخفيف المشكلة التى تعانى منها القاهرة، موضحًا أن القاهرة رفضت، كاشفًا أن عصام الحداد مسؤول العلاقات الخارجية فى عهد مرسى، ذهب إلى إيران وطلب أن نساعده فى شراء غاز من العراق، واتفقنا له مع الحكومة العراقية على 4 ملايين برميل. كاشفًا أيضا «أن الحداد طلب أن يشترى البترول الإيرانى، فقلنا له نحن فى خدمتكم ماذا تريد؟ فقال لكن ليس معنا نقود، وسوف ندفع لكم نصف المطلوب من خلال استثمارات فى مشاريع صغيرة سريعة الفائدة والنصف الآخر نعطيه لكم بعد 6 أشهر، فقبلنا بذلك ثم فوجئنا أنه قال لدولة قطر إما أن تعطونا البترول وإما نأخذ من إيران»، موضحا «أنه استخدمنا كورقة يلعب بها أمام قطر». وحول موقف إيران من مصر عقب ثورة 30 يونيو، قال أبو حسين: «لم يكن لإيران موقف رسمى ضد مصر وضد الثورة، وقلنا عقب ثورة 30 يونيو نحن نحترم إرادة الشعب المصرى، ولا نريد اقتتالا داخليًّا بين الشعب الواحد، ونرفض تمامًا الهجوم على الجيش المصرى كما لا يوجد أى دليل لدعم إيران للإخوان فى مصر، وكذلك لا توجد أدلة على دعمنا لصباحى على الإطلاق». وحول دستور 2012 ودستور 2013 وموقف إيران منهما، قال أبو حسين: «إن الدستور المصرى بالنسبة إلى إيران ليس مشروع دستور إسلامى على الإطلاق، لكنه من الطبيعى أن تدعم إيران مصر فى أى مشروع أو حكم إسلامى، وهذا اختيار وليس جبرًا، لكن إذا قال الشعب لا نريد حكم الإسلام السياسى سواء سلفيًّا كان أو إخوانيًّا نحترم إرادة الشعب المصرى. أستاذ العلوم السياسية والمسؤول فى وزارة الخارجية الإيرانية، أوضح أن موقف إيران تجاه مصر هو موقف استراتيجى، حيث ننظر إلى مصر ونراقب كيف ينظر إليها المنافسون والأعداء، مضيفًا: «نحن نريد أن تكون مصر صاحبة قرار مستقل وموقفها فى يدها وتحمل راية العالم العربى والإسلامى، لكن ظروفها اليوم وما تمر به يجعلها غير مهيأة لذلك»، موضحا أنه إذا طلبت مصر مساعدة الجانب الإيرانى فلن نتأخر عليها فى شىء، مشيرًا إلى أن أى هجوم إسرائيلى على مصر يتطلب الواجب الشرعى والإنسانى والسياسى أن نقف إلى جانب مصر حتى إذا لم تطلب ذلك منا. وحول موقف الإخوان الحالى وتعليقه عليه، قال أبو حسين إن الإخوان بداخلهم تيارات تريد المصالحة وأخرى لا تريد ذلك، وحتى التحالف الوطنى لدعم الشرعية منقسم بداخله ولا يقيم الأمور بشكل جيد، لا سيما أن هناك أزمات قادمة تعترض طريق مصر مثل الدستور والبرلمان وقانون الانتخابات والرئاسة وتدخل الجيش بالسياسة وامتزاج الدين بالسياسة، وكلها موضوعات يجب أن تُبحث جيدًا وينظر إليها بعين الحكمة. أبو حسين كشف أنه خلال عامين وفد إلى إيران أكثر من 1500 مصرى ضمن وفود شعبية وليست رسمية، فى الوقت الذى عندما ذهب فيه 48 سائحًا إيرانيًّا إلى مصر كانت الزيارة معتمًا عليها، حتى إنهم لم يحصلوا على فيزا دخول، مضيفًا ونحن من جانبنا قررنا أن المصرى لا يحتاج إلى فيزا لدخول إيران، وطرحنا هذه المبادرة من طرفنا، لكن لم يبادلنا الجانب المصرى بمثلها، مشيرًا إلى أننا نعتمد على الدبلوماسية الشعبية فى التقريب بين البلدين، حيث إن الوفود الرسمية معطلة.