قسوة البرد م قسوة الزمان ؟ سؤال لا يدرى " عم حسن " أيهما يستطيع أن يتحمل هو وأسرته البرد الذى ينهش أجسادهم أم الزمان الذى تركه عاجزا أمام متطلبات الحياة اليومية القاسية فى ظل الظروف المعيشية الصعبة فى سباق مع الأسعار الذى لا يقدر على مواكبته. عم حسن مواطن بسيط يعيش تحت خط الفقر بمراحل فى العقد السادس من العمر، يسكن الشلوفة بالسويس، عامل باليومية يكاد يكسب قوت أطفاله كل بضعة أيام بحكم كبر سنه، يعول 6 أطفال أكبرهم سنا طفلة 13 عاما وأصغرهم رضيعة 4 أشهر وأم عاطلة، يقطنون منزلا بلا سقف من حجرتين يكاد يستوعبهم واقفين، مبنى من الطوب الأبيض بلا باب أو نافذة ، منزل لا تستطيع حوائطه أن تحميهم أو تسترهم من أعين الآخرين، منزل لا يقيهم برد الشتاء يضعهم فى مهب الريح. ويقول "عم حسن" وقلبه يعتصر ألما ل «التحرير» :«أنا مش قادر أحمى حريمى من عيون الناس، كأنى عايش فى الشارع ، مش عارف أستر أهل بيتي من العيون، بحكم سنى محدش بيرضى يشغلنى معاه " . وتقول زوجتة المكلومة "احنا كلنا بنام على سرير واحد من الكرتون، عايشين من غير وصلة مياه أو كهرباء وطبعا مفيش صرف ودى مشكلة معظم أهل الشلوفة الغلابة اللى زينا عايشين فيها». وتابعت الزوجة الصبورة «أنا بنتى عندها 4 شهور هتموت من البرد اللي بياكل جسمها، مش عايزين غير سقف يحمينا ويسترنا».