وزير الخارجية الأمريكى: إما التوصُّل إلى اتفاق جيد مع إيران وإما لا اتفاق مدير الوكالة الذرية فى طهران للتأكد من سلمية مفاعلاتها النووية فى ما يبدو وكأنه يدافع عن فشله فى معالجة الملف الإيرانى العالق، خرج وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بسلسلة من التصريحات التى حملت تهديدات مبطنة إلى الحكومة الإيرانية. وقال كيرى فى مقابلة مع شبكة «إن بى سى» الأمريكية: «إنه إما أن يكون هناك اتفاق جيد حول الملف النووى مع إيران ودول 5+1 وإما عدم اتفاق». وتابع قائلا: «العرض الإيرانى الذى قدموه لنا عرض جديد وجيد، وعلينا وضع هذا العرض تحت الاختبار بصورة حذرة جدا». كما خرج أيضا فى مؤتمر صحفى فى العاصمة الإماراتية أبو ظبى، قائلا «إنه لا توجد خلافات بين الدول الكبرى بشأن البرنامج النووى الإيرانى». كما استمر فى طمأنة الإسرائيليين بقوله: «أمريكا تجتمع باستمرار مع الإسرائيليين لبحث البرنامج النووى الإيرانى، وعلى ثقة من أن التوصل إلى اتفاق مع إيران يمكنه حماية إسرائيل». تأتى تصريحات كيرى فى الوقت الذى بدأت فيه ترتفع نبرة التصريحات الرسمية الأمريكية تجاه طهران، متخليًّا كوزير الخارجية عن النهج الناعم الذى سلكه معهم فى الآونة الأخيرة، والذى اختتمت بتصريحات، أول من أمس، علق فيها على فشل المفاوضات قائلا: «نحن لسنا عميانا ولا أعتقد أننا أغبياء. أعتقد أن لدينا إحساسا مرهفا نقيس به ما إذا كنا نعمل فى مصلحة بلادنا والعالم أم لا». كما أعلن الكونجرس عن نيته تشديد العقوبات على حكومة روحانى لضمان ما وصفوه ب«عدم تقديم طهران تنازلات كبيرة لطهران». وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، الديمقراطى، بوب ميننديز: إن «اللجنة ستسعى إلى فرض عقوبات إضافية على إيران لإبقاء الضغط عليها». وفى السياق ذاته، وصل أمس إلى العاصمة الإيرانيةطهران المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، فى ما وصفت بأنها «بادرة حسن نية» من الحكومة الإيرانية، كى يتأكد أمانو والعالم كله من سلمية مفاعلات إيران النووية. وسيزور أمانو عددًا من المفاعلات النووية الحكومية، وأبرزها مفاعل «فوردو» السرى، ومفاعل «آراك»، ومنجم جاتشين لليورانيوم، التى تعتقد الدول الغربية أنها قد تستخدم لأغراض عسكرية. كما أنه سيلتقى مع عدد من المسؤولين العسكريين الإيرانيين المفترض إشرافهم على البرنامج النووى الإيرانى، وكلها كانت نقاط شديدة الحساسية ترفضها الحكومات الإيرانية المتوالية. وقال أمانو إن زيارته إلى طهران، ربما تكون فرصة لنجاح كبير تحققه جولة المفاوضات الجديدة فى جنيف، والمفترض أن تعقد فى 20 نوفمبر الجارى. وترغب حكومة روحانى فى الإسراع للتوصل إلى اتفاق يمكنها من خلاله من بيع نفطها بحرية، ويمكنها من رفع تجميد الأرصدة الإيرانية التى تقدر بمليارات الدولارات وإنعاش الاقتصاد المترهل.