حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، من ترشيح الجنرال المتقاعد مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي، مؤكدة أنه أمر مثير للقلق. وتابعت "الصحيفة" "كان من المشاهد المثيرة للقلق في حملة الانتخابات الرئاسية كلها، الخطاب الذي ألقاه فلين في اجتماع الحزب الجمهوري". وأضافت "عبََر فلين في خطاب ناري، عن حزنه لتراجع ما أسماها الاستثنائية الأمريكية، وهاجم بشدة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وانضم للجماهير التي كانت تهتف بسجنها، وابتسم بمكر ثم صاح: نعم، هذا صحيح اسجنها". وعلّقت "نيويورك تايمز" قائلة: إن "المنظر كان غريبًا، لكنه لم يكن مُدهشًا لمحارب قديم في الاستخبارات العسكرية، الذي بنى سمعته على العناد وسوء اتخاذ القرارات، ولهذا يجب على الأمريكيين من الطبقات السياسية كلها الشعور بالقلق؛ لأن الجنرال فلين سيكون مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي، ومن المحتمل أن يقوم بناءً على سجله السياسي، بتحفيز أسوأ ما لدى ترامب من دوافع، ويثير الشكوك حول المسلمين، وهناك تضارب في المصالح بين هذه الوظيفة وعمله الاستشاري الدولي". ونبّهت الصحيفة إلى أن دور مستشار الأمن القومي قد زاد قوة وتأثيرًا في السنوات القليلة الماضية، ففي ظل إدارة بوش وأوباما تم تخويل المكتب بسلطات واسعة، فيما يتعلق بموضوعات ترتبط ب(العمليات العسكرية، وانتشار التسلح النووي، والدبلوماسية والإغاثة الأجنبية، والتعامل مع الأوبئة العالمية)، ووظيفة كهذه تحتاج إلى براعة في بناء الإجماع والقدرة على فهم كم واسع من المعلومات، والدقة في تقديم خيارات مدروسة للرئيس؛ ليستطيع الرد على التحديات المعقدة. ولفتت إلى أن الجنرال فلين أدى دورًا في الحملات العسكرية على كل من العراق وأفغانستان، واستفاد من مهاراته أثناء خدمته في هذين البلدين، وعندما اختير لتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات العسكرية كشف عن مظاهر القصور لديه، بصفته مديرًا ومفكرًا استراتيجيًا، فاستيعابه للحقائق كان رديئًا، لدرجة أن زملاءه بدأوا يسخرون منه، ومما أطلقوا عليها (حقائق فلين)". وبينت "الصحيفة" أن (فلين) لم يترك عمله بهدوء عندما عزلته إدارة أوباما من منصبه في عام 2014، وقام بخلق رواية تخدمه، وقال: إنه "عُزل بسبب تحذيره من المخاطر التي مثلتها الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي أكد أن إدارة أوباما تقوم ب(تدليلها)". وتفيد "نيويورك تاميز" بأن فلين كان متطرفًا في تصويره للإسلام، ففي فبراير وضع رابط فيديو على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وحذّر فيه من تهديد الإسلام"، وقال: إن "التخويف من الإسلام منطقي"، وصرح في أغسطس لصحيفة (واشنطن بوست)، أنه مُتفق مع بعض مواقف ترامب تجاه المسلمين، ووصف الإسلام بالأيديولوجية التي تحولت إلى سرطان". وتنقل الصحيفة عن العضو البارز في لجنة الأمن في الكونجرس، النائب آدم شيف، قوله: إن "نشر الخوف الذي تبناه الجنرال فلين لا يخدم إلا رواية تنظيم القاعدة حول صدام الحضارات"، مُضيفًا أن ما عبّر عنه "فلين" خطيرًَا ومُضِر لنا. واختمت نيويورك تايمز، بالقول: إن "النقطة الجوهرية في حملة ترامب هي جعل أمريكا أكثر أمنًا، إلا أنه يفعل العكس بتعيينه فلين".