لو كنت فى مكان الفريق أول عبد الفتاح السيسى، لشعرت بالامتنان لمن قاموا بتسريب الحوارات المنسوبة إليه أو معظمها على الأقل!! خذ عندك التسريب الأخير الذى أذاعته القناة التليفزيونية القطرية مساء الجمعة الماضية باعتباره انتصارا لها وللإخوان وإساءة للفريق السيسى.. فماذا وجدنا؟ يتحدث السيسى عن يوم 26 يوليو، فيقول: «إنه كان -مثلنا جميعا- سعيدًا بنزول الجماهير ضد الإرهاب، لكن ما فعله الإخوان فى فجر هذا اليوم بافتعال حادثة المنصة التى سقط فيها ضحايا عديدون أضاع بهجة يومٍ انتصرت فيه الجماهير لوطنها». ثم تحدث السيسى عن حادثة المنصة، ولم يقل، «إلا أنه فى حالات التلاحم تحدث حالات قتل ربما غير مقصودة، لأنه إذا كان جنود الجيش مدربين جيدا على التعامل فى مثل هذه الحالات، فإن الجانب الآخر ليس كذلك وقد يقتل بعضُه بعضًا بطريق الخطأ». وكان لافتا أن الرجل حرص على التأكيد أنه لا يوجه الاتهام لفصيل بعينه، ولكنه يتحدث بصورة عامة. هل يوجد ما يسىء إلى الفريق السيسى فى هذا التسريب؟! الرجل قال: إن سقوط الضحايا فى حادثة المنصة أضاع بهجة يوم 26 يوليو وخروج الملايين فى موقف حاسم ضد الإرهاب. والرجل قال: «إن من يخططون للإضرار بمصر حريصون على أن يكون هناك حادثة مؤسفة بعد كل موقف يعكس إرادة شعب مصر». والرجل رفض أن يحمل المسؤولية عن أحداث الحرس الجمهورى لأى فصيل، على الرغم من أننا نعرف كيف وقف البلتاجى وصفوت حجازى أمام الحرس قبل ساعات يحرضان على اقتحام هذه المنشأة العسكرية!! لو صح التسجيل المسرب لكان على الفريق السيسى أن يشعر بالامتنان لمن قاموا بتسريبه، وإذاعته، ليقدموا البرهان على أن الإرهاب على الدوام «غبى منه.. فيه»!! إنه الغباء نفسه الذى يجعل حكام دويلة قطر يصرون على العداء لشعب مصر وثورته، ويحيلون قنواتهم التليفزيونية إلى أدوات فى خدمة منظمات إرهابية، لأن الراعى الأمريكى الذى يحمى الفريقين أراد ذلك!! من باب «غبى منه.. فيه» تصر قنوات «الجزيرة» على وصف ما حدث فى 30 يونيو بأنه انقلاب، غير مدركة أن شعب مصر الذى خرج فى هذا اليوم العظيم يعرف الحقيقة، وغير مدركة أن شعب قطر الشقيق يضحك من أن حكاما يحكمون قطر منذ قيام الدولة فيها عن طريق الانقلاب، يتوهمون اليوم أن أحدا سيصدقهم حين يبررون ما يرتكبونه من جرائم فى حق الأمة العربية كلها بأنهم قوم يناصرون الثورة ولا يطيقون سيرة الانقلاب!! ومن باب «غبى منه.. فيه» أن تتصور الجماعات الإرهابية بقيادة الإخوان أنها قادرة على هزيمة شعب مصر وإسقاط نظامها، أو أن يتصور حكام قطر أن أموالهم أو قنواتهم التليفزيونية قادرة على تغيير الوضع فى مصر، أو أن يتصور هذا التحالف بين جماعات الإرهاب وحكام قطر أن حماية الأمريكان لهم سوف تكتب لهم النجاة وتمنع محاسبتهم على ما يفعلونه!! ومن باب «غبى منه.. فيه» أن يتصور تحالف الإرهاب أنه قادر على ضرب وحدة شعب مصر مع جيشه الوطنى غير مدرك أن هناك فرقا بين جيش لا ولاء له إلا لشعبه ولا طريق له إلا أن يكون جزءًا من إرادة وطنية موحدة منذ عرابى وحتى الآن.. وبين جيوش مرتزقة أو عصابات تحاول باسم الدين وفى حماية الراعى الأجنبى أن تستولى على الثورات وأن تضع الوطن العربى تحت الهيمنة الأجنبية!! ومن باب «غبى منه.. فيه» أن يتصور أحد من تحالف الإرهاب الذى يستهدف إسقاط الدولة وسرقة الثورة فى مصر، أنهم قادرون على ذلك، أو أنهم سيفلتون من الحساب على ما فعلوا.. ستدفع أمريكا ثمن عدائها لثورة شعب مصر لأنه شعب لا ينسى، وستدفع عصابات الإرهاب بقيادة الإخوان ثمن خيانتها للوطن مهما فعلت. وسيدفع الأذناب فى دول تابعة ثمن عمالتهم حتى لو احتموا بأضخم القواعد العسكرية الأمريكية، وقالوا إنهم كانوا مجرد خدم فى بلاط السياسة الأمريكية أو جنودا ينفذون مخططات حلف الناتو، أو حراسا وممولين لإرهاب يحظى برعاية «العراب» الكبير الذى يستخدم كل هؤلاء العملاء لتحقيق أغراضه!! مشكلة هذه الجماعات أنها تنتهى من حيث بدأت.. فى قلب الإرهاب، ومأساة الإرهاب أنه -مهما قتل أو دمر- يظل سائرا إلى نهايته المحتومة، لأنه «غبى منه.. فيه»!!