المساعدات والعنف الطائفى وحماية الأقباط ومواقف الإخوان وأمن سيناء.. أبرز الأسئلة التى يطرحها الكونجرس على الإدارة الأمريكية يشهد الكونجرس صباح اليوم (الثلاثاء) جلسة استماع عن «الخطوات المقبلة فى سياسة أمريكا تجاه مصر»، تعقدها لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب برئاسة آد رويس (النائب الجمهورى عن ولاية كاليفورنيا). ومن المقرر أن يدلى بشهادتهم فى الجلسة مسؤولون من الإدارة وهم: إليزابيث جونز، القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية، (مكتب شؤون الشرق الأدنى) وأيضا ديريك تشوليت، مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن العالمى، وإلينا رومانوسكى نائب مساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (مكتب الشرق الأوسط). والثلاثة يمثلون الخارجية والدفاع والمعونة الأمريكية. وكانت هذه الجلسة قد تم تحديد موعد أوَّلى لها يوم الخميس الماضى ( 24 أكتوبر) ثم تم تأجيلها إلى اليوم. كانت الإدارة -حسب ما نُقل عن مصادر مطلعة- قد كثَّفت تشاوراتها فى الفترة الأخيرة مع الكونجرس، وذلك من أجل إيجاد صيغة قانونية يتم التوصل إليها مع الكونجرس تستطيع الإدارة من خلالها تقديم بعض المساعدات العاجلة للحكومة المصرية فى هذه المرحلة الحرجة. وكان تشاك هيجل وزير الدفاع آخر مسؤول أمريكى كبير نوَّه ب«خارطة الطريق السياسية» وذكر «أن الحكومة المؤقتة تسير فى الاتجاه الصحيح». ومن المحتمل أن تشمل قائمة الأمور المطروحة فى جلسة اليوم الحكومة المؤقتة والفريق أول السيسى والمشهد السياسى والأمنى وقضية المساعدات الأمريكية لمصر والعنف الطائفى وحماية الأقباط ومواقف الإخوان ومحاكمة مرسى وأيضا أمن سيناء. وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت يوم 9 أكتوبر قرارا بتعليق أو إرجاء بعض من المساعدات العسكرية لمصر بعض الوقت وإلى حين تحقيق تقدم فى خارطة الطريق السياسية. ومن جهة أخرى أعلنت الخارجية الأمريكية عن لقاء بين ويندى شيرمان وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، والسفير المصرى لدى واشنطن محمد توفيق عُقد صباح أمس بمبنى الخارجية. ومن المقرر أن تشهد لجان الشؤون الخارجية بمجلس النواب خلال هذا الأسبوع جلسات استماع عن «ما بعد الانسحاب والأوضاع فى أفغانستان وباكستان» تُعقد اليوم وأيضا عن «إقامة محاكمة لجرائم الحرب السورية» تُعقد غدا (الأربعاء). كما أن الأوضاع فى سوريا ستخصص لها جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ومن ضمن من سيُدْلون بشهاداتهم روبرت فورد السفير الأمريكى لدى سوريا. وفورد طُرح اسمه منذ فترة مرشحا محتملا كسفير لأمريكا فى القاهرة. وحسب ما أعلنته اللجنة ذاتها عن أعمالها خلال هذا الأسبوع فإنها ستقوم باعتماد آن باترسون مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى. وكانت باترسون، السفيرة السابقة لدى مصر، قد حضرت جلسة اعتماد ترشيحها وأدلت بشهادتها يوم 19 سبتمبر الماضى، إلا أنه لم يتم اعتمادها وبالتالى لم تتسلم مهامها بسبب الإغلاق الحكومى الذى بدأ أول شهر أكتوبر واستمر 16 يوما. من ناحية أخرى من المقرر أن يكون نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى، فى العاصمة الأمريكية غدا (الأربعاء). ويعقد لقاءات فى البيت الأبيض والكونجرس. وتأتى على رأس أجندته المطالبة بمساعدات أمريكية أكثر من أجل محاربة الإرهاب الموالى لتنظيم القاعدة فى العراق ونفوذه المنتشر فى سوريا المجاورة. وواشنطن مهمومة وقلقة من جديد هذه الأيام بالعراق ووضعه الأمنى. جدير بالذكر أن الانفجارات التى حدثت يوم أول من أمس (الأحد) وصلت بعدد القتلى من العراقيين إلى أكثر من خمسة آلاف وثلاثمئة عراقى خلال هذا العام فقط، منهم 880 قتيلا خلال شهر سبتمبر الماضى. ولا شك أن التقارب الأمريكى لإيران أو «التودد إليها» ما زال يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول الهدف منه وثمنه العاجل والآجل. وهذا الاهتمام أو «الغزل» الأمريكى بإيران وضع إدارة أوباما فى مواجهة مع الكونجرس واللوبى اليهودى خصوصا المتشدد منه لأن إيران فى رأيهم لا يمكن الوثوق بها. كما أن إيران القوية والنووية تمثل خطرا على إسرائيل والمنطقة. ومن المقرر أن تعقد الجولة القادمة من المباحثات بين ممثلى الدول الكبرى وإيران يومى 7 و8 من نوفمبر المقبل. والتحرك الأخير أو الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه برنامج إيران النووى مع نية فى «تخفيف بعض العقوبات» أثار بالفعل غضب إسرائيل والسعودية. واشنطن فى الأيام الأخيرة حاولت احتواء الموقف وامتصاص الغضب المعلن من جانب الرياض تجاه سياسة واشنطن بخصوص إيرانوسوريا ومصر لتقول إن مشاوراتها معها مستمرة ومتواصلة. كما أن واشنطن من جهة أخرى بعثت لإسرائيل ب«تطمينات» تؤكد فيها حَذَر أمريكا و«تعاملها بدراية كاملة وعيون مفتوحة» مع الملف النووى الإيرانى.