«المجنون ينتصر على الكاذبة».. إيران تعلق على فوز ترامب

كتبت: شيماء محمد
"المجنون ينتصر على الكاذبة".. هكذا بدأت جريدة "كيهان" الإيرانية تقريرها، تعليقًا على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية .
فمنذ فوز الأخير وهناك حالة من القلق والترقب داخل إيران، وسيطرت على أغلب عناوين الصحف الايرانية .
وجاء أول تعليق على فوز ترامب على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "بهروز كمالوندى"، حيث قال: إن "إيران مستعدة لكل طارئ بعد فوز ترامب، وسنحاول الاستمرار في تنفيذ الاتفاق النووى"، مؤكدًا أن طهران تملك خططًا بعيدة الأمد.
وأثناء اجتماعه الشهري بالحكومة أمس - صرح الرئيس حسن روحاني بخصوص فوز ترامب قائلًا: "لا تأثير لنتيجة الانتخابات الأمريكية في سياسات إيران، وإن إرادة الشعب الإيراني لن تتغير بتغير أي حكومة في العالم"، أما بخصوص الاتفاق النووى - فهو ليس اتفاقًا مع دولة، بل هو اتفاق صدر عن مجلس الأمن، ولا يمكن تغييره على يد أي دولة.
وطالما هاجم ترامب إيران وانتقد الاتفاق النووي مرارًا وتكرارًا - فأثناء حملته الانتخابية أعرب "ترامب" عن عدم رضاه بخصوص الاتفاق النووى مع طهران، قائلًا: إنه "سيدعو إلى محادثات جديدة بخصوص ذلك الاتفاق”.
ووصف الرئيس الأمريكي الجديد إيران خلال كلمة مسبقة له، بأنها أكثر البلدان دعمًا للإرهاب في العالم، مضيفًا أن الاتفاق النووي هو أسوأ اتفاق شهدته في حياتي، بل إنه فضيحة.
لكن يبدو أن هناك تعارض في تصريحات ترامب بخصوص إيران، فقبل خوضه للانتخابات الرئاسية وفي عام 2011 - قال في حوار له مع قناة سي إن إن الأمريكية: إن "طهران بلد قد يكون (امبراطورية شيطانية)، ولكن المسؤوليين فيه قد لا يكونوا كذلك فلماذا لا نتحاور معهم”.
لكنه سرعان ما غيَّر موقفه بعد عقد الاتفاق النووي، وفي لقاء آخر له في العام 2015 - صرح بأن هذا الاتفاق قد يُسفر عن (هولوكوست نووي)، وأنه سيمهد الطريق أمام الحكومة الإيرانية بأن تصنع سلاحًا نوويًا.
وأضاف أنه يجب مضاعفة الحظر على إيران ثلاث مرا، وذلك لإجبارهم على اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية - على حد قوله.
أما بخصوص رد فعل الشارع الإيراني على فوز ترامب، فيقول "رامين جسين" البالغ من العمر 30 عامًا: إن "إيران خسرت أوباما بالتأكيد"، معبرًا عن خوفه من سياسة ترامب قائلًا: "لن نتحمل ضربة أخرى بسبب مجنون جعلوه رئيسًا".
وصرحت "فرح قاسمى" الطالبة بكلية الطب "ترامب رجل غبي، لكن ماذا كانت ستفعل من أجلنا هيلاري - لا شئ فنحن من نقرر مصير بلادنا"
فيما علَّق "سهراب جعفر" طالب بأحد الحوزات العلمية الدينية، أنه غير مهتم بمن سيكون رئيس أمريكا - ففي جميع الأحوال أمريكا هي عدو إيران اللدود، ولا يتوقع أن يجلب أي رئيس الخير لإيران".
وتناول الكثير من الإيرانيين جملة كان قد قالها "الخامنئي" تعليقًا منه على أحد المناظرات بين ترامب وهيلاري: "على الأقل أنه شخص واضح وصريح فلماذا تتهمونه بالجنون هو فقط يعكس حقيقة الشعب الأمريكي"، مضيفًا أن هذا الشخص سوف يصل إلى البيت الأبيض خلال عدة أيام، مما دفع البعض إلى قول: إن "خامنئي يدعم ترامب أو أنه توقع بفوزه”.
إيران وأمريكا
هناك نحو أكثر من نصف مليون إيراني يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية ولهم حق الانتخاب، حيث يقول "أمير حسين" الأمريكي من أصل إيراني، والمقيم بولاية كاليفورنيا: إنه "ذهب لانتخاب هيلاري، بدلًا من التصويت لرجل مجنون مثل ترامب - يكره إيران".
وعلى عكس "أمير" فيقول رياض الإيراني المقيم بولاية لوس أنجلوس: إنه "صوَّت لصالح ترامب - حيث يرى أن الاتفاق النووي أعطى الكثير لإيران - لكن الشعب لم يستفاد بعد، لذلك وجب وضع طهران تحت ضغط جديد لتنفيذ وعودها للشعب الإيراني".
هناك اسئلة كثيرة تدور - حول كيف ستكون سياسة ترامب تجاه إيران وأهمها؟
فأثناء فترة رئاسة محمود نجاد، غيَّر أوباما سياسته، وقرر فتح قناة سرية للتعامل مع الخامنئي مباشرة، متخطيًا "نجاد"، فهل سيفعل ترامب نفس الشئ أو أنه سيفضل التعامل مع روحاني الإصلاحي المعتدل؟.
- ماذا عن سوريا؟
صرح ترامب ذات مرة أنه ضد فكرة الإطاحة بالأسد - فهل سيتفق مع إيران بشأن سوريا؟ أم أن هذا الأمر سيؤدي إلى إشعال الأمور أكثر؟.
-الاتفاق النووي
يقول الخبراء في السياسة الخارجية: إنه "من الصعب إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي، وإذا تم المر فذلك يعتبر توجه لفتح باب المواجهة المباشرة بين أمريكا وإيران - وهذا غير وارد في تلك الفترة على الأقل.
-مستقبل الاستثمارات الأمريكية في إيران
"إيران بدأت في خلق بيئة مُشجعة آمنة لجلب الاستثمارات الأجنبية خاصة الأمريكية، وكان ترامب قد صرح أنه لابد من قطع التعاملات التجارية مع إيران”.