هاربر: واشنطن لم تفهم الإخوان وفريق أوباما وصفها على غير الحقيقة ب«المعتدلة» صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نشرت مقالًا لدينا خياط، رئيسة اللجنة الاقتصادية بحزب المصريين الأحرار، تحت عنوان «المعونة الأمريكية واللا مبالاة المصرية»، أكدت فيه أن إدارة أوباما اختارت إعادة تقويم المعونة إلى مصر بدلا من مساعدة الحكومة الانتقالية فى مكافحة الإرهاب. وتابعت الكاتبة أنه فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر، لم تساند أى دولة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم القاعدة بقدر ما فعلت مصر، لافتة إلى أن مرور مصر بحربها الخاصة ضد الإرهاب فى التسعينيات، جعلها قادرة على توفير معلومات قيمة ودعم لوجيستى. أضافت خياط أن الحرب حاليًا عادت إلى الأرض المصرية، فى سيناء ومناطق مصرية أخرى، وبدلا من إدانة الهجمات الإرهابية التى زادت وانتشرت عبر أنحاء البلاد بعد الإطاحة بمحمد مرسى، قررت إدارة أوباما الأسبوع الماضى أن تبعث برسالة مختلفة، فى إشارة إلى قطع جزء من المعونة العسكرية إلى مصر. ووصفت هذه الرسالة ب«المحيرة» بالنسبة إلى الحكومة الانتقالية والأغلبية الساحقة من المصريين الذين خرجوا فى 30 يونيو الماضى لإسقاط مرسى، وما سمعوه هو أن إدارة أوباما تدعم بقوة الإخوان حتى لو كان هذا على حساب تدمير العلاقة الاستراتيجية بين البلدين. كما قالت الكاتبة إن وصف قطع المعونة الأمريكية تشجيع يعتبر أمرًا «مخادعًا». موضحة أنه لم يكن هناك غضب أو تهديدات من قبل واشنطن نوفمبر الماضى عندما أصدر مرسى إعلانًا دستوريًّا يضعه فوق القانون، أو عندما قتل العشرات على أيدى مؤيدى الإخوان فى مظاهرات أمام قصر الرئاسة، مشيرة إلى أن المصريين يتوقون هذه المرة إلى تصحيح الأوضاع، وأنهم عازمون على بناء دولة ديمقراطية وتجنب أخطاء الماضى، مضيفة أن ما سيظهر فى النهاية دولة أكثر مراعاة للحقوق الإنسانية والدينية. وتابعت «كنا نود أن تكون أمريكا معنا هذه المرة، وكان دعمها سيبعث برسالة قوية إلى الشعب المصرى»، مختتمة أن الولاياتالمتحدة تركت علاقة مستمرة منذ عقود فى مهب الريح من أجل مبررات زائفة تحت اسم الديمقراطية مثير للشفقة. أما كريستوفر كلابر، وهو أكاديمى وإعلامى أمريكى مخضرم، فهاجم فى مقال له بصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية خطط إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لقطع المساعدات عن القاهرة فى هذا التوقيت، متسائلا: «من الذى تسبب فى خسارتنا واحدة من أهم دول الشرق الأوسط وهى مصر؟». الإجابة تبدأ، حسب كلابر، فى الرابع من يونيو 2009، بخطاب أوباما «بداية جديدة» فى جامعة القاهرة، الذى حدد فيه ملامح علاقات الولاياتالمتحدة المستقبلية فى الشرق الأوسط. تحدث أوباما فى هذا الخطاب عن توق شعوب المنطقة إلى حرية التعبير عن رأيها فى طريقة الحكم وسيادة القانون وتطبيق العدالة على الجميع من دون تمييز، ويقول كلابر إن الكثيرين فى أنحاء العالم العربى صدقوا كلمات أوباما، لكن وعوده تحولت إلى مجرد هراء. كلابر، الذى عمل لما يزيد على عشرين عامًا مع وكالات ووسائل إعلام كبرى مثل «أسوشيتد برس»، و«نيوزويك وإيه بى سى»، هاجم بشدة الوسط الإعلامى الغربى الذى تبنى الاحتجاجات التى اندلعت فى 2011 ضد الحكومات الفاسدة وغير الديمقراطية فى أنحاء العالم العربى بما فى ذلك مصر. لعب هذا الإعلام وفق قوله، دور المهلل، وفشل فى أن يفهم كيف أن القوى السلطوية مثل الإخوان المسلمين اختطفوا العملية السياسية فى هذه البلدان. ومضى للقول إنه فى أثناء الانتخابات الرئاسية السابقة فى مصر، فإن «الكثير من الصحفيين الغربيين وفريق أوباما فشلوا فى أن يفهموا طبيعة الإخوان، وهى جماعة وصفها الكثير من المراسلين بأنها (معتدلة)، وهو وصف رفضته منذ البداية»، ونبه إلى أن محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة الإخوانى فاز ب25% تقريبًا من الأصوات فى الجولة الأولى للانتخابات، وفى جولة الإعادة ضد أحمد شفيق الذى تم التشكيك فى مصداقيته لصلته بنظام مبارك، فإن مرسى فاز ب51.7% مقابل 48.3% لشفيق، ويصعب اعتبار هذا الفوز بمثابة تأييد مدوٍ. وفى غضون شهور، والحديث للإعلامى الأمريكى، نصب مرسى نفسه الحاكم الأعلى للبلاد وقاد مصر وسط اعتقالات وأعمال تعذيب ضد معارضيه، إلى جانب انهيار الاقتصاد ما جعل الكثير من الناس من دون ما يسد رمقهم، ويختم كلابر مقاله بنفس السؤال الذى طرحه فى البداية: من أضاع مصر؟ ويجيب: «إدارة أوباما ارتكبت العديد من الأخطاء، بينما لعب الصحفيون الغربيون دورًا كبيرًا فى خسارتنا لواحد من أهم حلفائنا».