جيران الضحية: بتشتغل وهي عندها 16 سنة وبتجهز نفسها بفلوسها أبوها رفض العريس .. وتركها تصارع الموت 6 أيام جريمة بشعة استقيظ عليها سكان شارع على أبو حمد، بحي بولاق الدكرور بطلها مبيض محارة عذب ابنته حتى الموت، مارس معها كل أنواع العذاب، تعدى عليها بالضرب، وقيد يديها ورجليها بسلاسل حديدية بسرير غرفتها، ثم حلق شعر رأسها بالكامل، وتركها داخل غرفتها تتألم وتصارع الموت، بعد أن منع عنها الطعام والماء قرابة 6 أيام، حتى لفظت أنفاسها. « التحرير » إلتقت "أ. م" سيدة خمسينية من أهالي شارع على أبو حمد الذي كان شاهداً على الحادث حيث أكدت أن المجني عليها عانت كثيراً مع والدها لإقناعه بالموافقة على زواجها من شاب تقدم لخطبتها، وتابعت : «دورت على شغلانة تاكل منها عيش بالحلال، واشتغلت في حاجات وأماكن كتير ومكنتش بتحب تمد أيديها وتقبل مساعدة من حد، حتى أقرب الناس ليها». وأضافت السيدة من خلف دموعها «في الآخر كانت بتروح تخدم عند الناس في البيوت وشافت أيام مرار عشان تجيب القرش .. الله يسامحه ابوها». وأكدت ل «التحرير» على أن المجني عليها كانت تعمل خادمة لدى أسرة بمنطقة مصر الجديدة، منذ سنوات، وكان والدها كثير الشجار معها واعتاد تعنيفها والتعدي عليها أمام الجيران خلال الشهور الأخيرة. و أوضحت أن سكان المنطقة لم يلحظوا اختفاء المجني عليها خلال الأيام الأخيرة، حين قام والدها باحتجازها داخل منزلها، نظرا لغيابه عن البيت معظم الوقت وعودته ليلاً، فضلاً عن ندرة حديثه مع جيرانه، بل كان دائما ما ينهر ابنته عند زيارة صديقاتها أو الحديث مع أحدى جارتها. «زي أي بنت كان نفسها تتجوز ويبقى عندها بيت وعيال، وكانت بتحط القرش على القرش عشان تشتري جهازها ولبس فرحها».. كلمات خرجت بمرارة من "ف.ن"، إحدى جارات الفتاة القتيلة، وتابعت «دا مش أب، حد يصدق أن حد يعمل كده في بنته، دي بتشتغل من وهي عندها 16 سنة وبتصرف على نفسها». وأضافت أنه قبل الحادث ب 3 شهور تقدم شاب لخطبتها من والدها، غير أن الأخير عارض زواجهما بشدة، دون إبداء أسباب رفضه، حتى أن بعض الجيران تدخلوا لتهدئة الأمور بينه وبين ابنته التي عانت حالة نفسية سيئة نتيجة رفض والدها للعريس. ومنذ أسابيع علم والدها أن الشاب ما زال مصراً على الزواج منها، واستشاط غضباً حين علم أن أبنته قامت بشراء منتجات عبارة عن أدوات منزلية وبعض مستلزمات الفرح، وقامت بالاحتفاظ بها بعيداً عن أعين المتهم، داخل فيلا مخدوميها بمدينة نصر، فقام بالتعدي عليها بالضرب، وتعذيبها، وطالبها باستعادة هذه الأدوات والمستلزمات، وعدم الحديث معه عن أمر زواجها من هذا الشاب مرة آخرى، غير أن الفتاة رفضت الانصياع لحديث والدها، ما أثار حفيظته و دفعه لتعذيبها وللتخلص منها لقتلها. وتمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة أمس السبت من ضبط المتهم "مبيض محارة" 51 سنة، وأكدت التحريات أن والد المجني عليها ويدعى "إسلام.خ"، احتجز نجلته 21 عاماً داخل غرفتها وتعدى عليها بالضرب، وقام بتقييدها وحلاقة شعر رأسها عقابا لها على فعلتها، ومنع الطعام عنها بعد مشادات وقعت بينهما لإصرارها على الزواج من أحد الأشخاص. وأعترف المتهم بجريمته وانه استشاط غضباً حين علم أن نجلته قامت بشراء فستان ومستلزمات الزفاف دون علمه، وانه فور علمه بوفاتها توجه إلى مستشفى بولاق الدكرور لاستخراج تصريح الدفن، غير أن مفتش الصحة اشتبه في وفاتها بعد أن لاحظ أثار تعدي على جسدها، تحرر محضر بالواقعة، وأخطر اللواء هشام عراقي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، وأصدرت النيابة العامة قرارها بحبس المتهم والد الفتاة 4 أيام على ذمة التحقيقات.