أحدهما دخن الشيشة في المحاضرة.. فصل طالبين بالمعهد الفني الصناعي بالإسكندرية    اليوم، آخر موعد لاستقبال الطعون بالمرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    محافظة الجيزة يتفقد أعمال إصلاح الكسر المفاجئ لخط المياه الرئيسي بشارع ربيع الجيزي    القانون يحدد عقوبة صيد المراكب الأجنبية في المياه الإقليمية.. تعرف عليها    بعد هجوم رفح، أول تعليق من ترامب بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة    اللقاء المرتقب يجمع مبعوث ترامب وكوشنر بوسيط أوكرانيا    "المجلس الأيرلندي للحريات المدنية" يتهم "مايكروسوفت" بمساعدة إسرائيل في إخفاء أدلة تتبع الفلسطينيين    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    خبر في الجول - انتهاء مهلة عبد الحميد معالي ل الزمالك في "فيفا" ويحق له فسخ التعاقد    وليد صلاح الدين: لم يصلنا عروض رسمية للاعبي الأهلي.. وهذا سبب اعتراضي على بسيوني    ظهور تماسيح في رشاح قرية الزوامل بالشرقية.. وتحرك عاجل من الجهات المختصة    تواصل عمليات البحث عن 3 صغار بعد العثور على جثامين الأب وشقيقتهم في ترعة الإبراهيمية بالمنيا    حلمي عبد الباقي يكشف تدهور حالة ناصر صقر الصحية    مشاجرة بين طالبات وزميلتهم تتحول إلى اعتداء بالضرب عليها ووالدتها    محمد رجاء: أراجع كتاباتي مع خبراء نفسيين.. والورد والشيكولاتة ليست نقاط ضعف النساء فقط    «يوميات ممثل مهزوم» يمثل مصر في المهرجان الثقافي الدولي لمسرح الصحراء بالجزائر    علاج ألم المعدة بالأعشاب والخلطات الطبيعية، راحة سريعة بطرق آمنة    بيراميدز يتلقى إخطارًا جديدًا بشأن موعد انضمام ماييلي لمنتخب الكونغو    فيديو اللحظات الأخيرة للسباح يوسف محمد يحقق تفاعلا واسعا على السوشيال ميديا    رويترز: طائرة قادمة من الولايات المتحدة تقل مهاجرين فنزويليين تصل إلى فنزويلا    هجوم روسي على كييف: أصوات انفجارات ورئيس الإدارة العسكرية يحذر السكان    النيابة الإدارية يعلن فتح باب التعيين بوظيفة معاون نيابة إدارية لخريجي دفعة 2024    وزير الأوقاف ناعيًا الحاجة سبيلة عجيزة: رمز للعطاء والوطنية الصادقة    الحكومة: تخصيص 2.8 مليار جنيه لتأمين احتياجات الدواء    الإسكان تحدد مواعيد تقنين الأراضى بمدينة العبور الجديدة الإثنين المقبل    هل يجوز لذوي الإعاقة الجمع بين أكثر من معاش؟ القانون يجيب    قناة الوثائقية تستعد لعرض سلسلة ملوك أفريقيا    احذر.. عدم الالتزام بتشغيل نسبة ال5% من قانون ذوي الإعاقة يعرضك للحبس والغرامة    استئناف المتهمة في واقعة دهس «طفل الجت سكي» بالساحل الشمالي.. اليوم    بالأسماء.. إصابة 8 أشخاص في حادث تصادم ب بني سويف    ضياء رشوان: موقف مصر لم يتغير مللي متر واحد منذ بداية حرب الإبادة    الطب البيطري: ماتشتريش لحمة غير من مصدر موثوق وتكون مختومة    أهلي بنغازي يتهم 3 مسؤولين في فوضى تأجيل نهائي كأس ليبيا باستاد القاهرة    محافظ سوهاج يشيد بما حققه الأشخاص ذوي الهمم في يومهم العالمي    أزمة مياه بالجيزة.. سيارات شرب لإنقاذ الأهالي    وزير الثقافة يُكرّم المخرج خالد جلال في احتفالية بالمسرح القومي.. صور    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق النار شرق جباليا شمال قطاع غزة    استشاري يحذر: الشيبسي والكولا يسببان الإدمان    تصادم موتوسيكلات ينهى حياة شاب ويصيب آخرين في أسوان    العناية الإلهية تنقذ أسرة من حريق سيارة ملاكى أمام نادى أسوان الرياضى    الشباب والرياضة: نتعامل مع واقعة وفاة السباح يوسف بمنتهى الحزم والشفافية    آثار القاهرة تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    ألمانيا والنقابات العمالية تبدأ مفاوضات شاقة حول أجور القطاع العام    مصر تستورد من الصين ب 14.7 مليار دولار في 10 أشهر من 2025    حلمي عبد الباقي: لا أحد يستطيع هدم النقابة وكل ما يتم نشره ضدي كذب    أسامة كمال عن حريق سوق الخواجات في المنصورة: مانبتعلمش من الماضي.. ولا يوجد إجراءات سلامة أو أمن صناعي    هيئة قضايا الدولة تُنظم محاضرات للتوعية بمناهضة العنف ضد المرأة    قرارات جديدة تعزز جودة الرعاية الصحية.. اعتماد 19 منشأة صحية وفق معايير GAHAR المعتمدة دوليًا    هل يجوز التصدق من أرباح البنوك؟| أمين الفتوى يجيب    لأول مرّة| حماية إرادة الناخبين بضمان رئاسى    هل يعتبر مريض غازات البطن من أصحاب الأعذار ؟| أمين الفتوى يجيب    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سرطان الثدي.. عندما تتحول المحنة إلى منحة
نشر في التحرير يوم 19 - 10 - 2016


تحقيق: مروة علاء الدين
سرطان الثدي من أكثر الأمراض السرطانية انتشاراً بين النساء في مصر، والثاني انتشارًا على مستوى العالم ولذلك من الضروري نشر الوعي والتحفيز على القيام بالفحوصات الدورية لانخفاض متوسط أعمار الإصابة بهذا المرض.
ولأنكِ نصف المجتمع فلابد أن نهتم بصحتك، خاصة فى الشهر العالمى لسرطان الثدي، حيث يتخذ العالم من شهر أكتوبر كل عام مناسبة للتوعية بسرطان الثدي عالميا، فتُنظم الفعاليات وتضاء المعالم في كل الدول باللون الوردي كمساندة وتأييد لرفع الوعي بسرطان الثدي وسبل الوقاية منه.
سنتناقش معا فى هذا التحقيق حول المرض، أسبابه، وأعراضه وعلاجه، وأهمية الكشف المبكر، وحقيقة فائدة فاكهة (القشطة) فى علاج مرض السرطان، وهل مزيلات العرق تسبب الإصابة بالسرطان.
وسنعرف من هى "زمردة" ومن هى "بطلة الجرافيك".. وسنعرض قصص المحاربات اللاتى شكلنا بطريقتهن فى التغلب على المرض، فارقا كبيرًا، وتمهدن الطريق لغيرهن ليواجهن المرض بشجاعة وعزم وإرادة، وسنعرض حكايات محاربات كان للسرطان فضلًا عليهن فى تغيير مسار حياتهن للأفضل.
وعن أسباب المرض تقول دكتورة "جيهان الشعراني" طبيبة علاج الأورام: "هناك أسباب مختلفة منها خلل مناعى وعوامل وراثية، واستخدام الهرمونات لفترة طويلة بشكل خاطئ، وكلها مسببات، وأيضا العامل النفسى من الأسباب المؤثرة، حيث إن الصدمات النفسية والحياة الرتيبة والملل على مدى طويل من مسببات ظهور الورم، فالحالة النفسية لها علاقة قوية بالمرض؛ لأنه فى هذا الوقت يضعف الجهاز المناعى فيكون من السهل ظهور الورم، وتختلف نسبة الاستجابة للعلاج بين امرأه وأخرى، فالتى تجد من حولها دعم نفسى كبير من خطيبها أو زوجها وأولادها، يقوى جهازها المناعى ويكون شفاؤها أسرع".
وعن أعراض سرطان الثدى تضيف جيهان "نلاحظها فى تغير حجم أو ملامح الثدي، فنجد نمو غير طبيعى فى الحجم وأرتفاع فى درجة الحرارة، ووجود كتل أو أورام، وانكماش أو تراجع ملحوظ فى حلمة الثدي، وأيضا إفراز مادة شفافة أو مشابهة للدم من الحلمة يظهر أحيانا مع ظهور الورم، وتراجع الحلمة أو تسننها، وظهور احمرار أو ما يشبه الجلد المجعد على سطح الثدي، مثل قشرة البرتقال"، مؤكدة أن: "هذه الأعراض قد تدل على ورم حميد وليس خبيث كما أنه ليس من الضرورى أن تحدث فى كلا الثديين فمن الممكن أن تحدث فى ثدى واحد فقط".
وحول طرق العلاج توضح لنا جيهان: "هناك العلاج الجراحى وهذا يكون أما باستئصال كلى أو جزئى للثدي، أو يتم استتئصال الورم فقط، وهناك العلاج الهرمونى عن طريق أدوية توقف زيادة نسبة هرمون الإستروجين حتى يتم السيطرة على الورم أو تحجيمه، ويمكن قتل الخلايا السرطانية عن طريق العلاج الإشعاعى، وأخيرًا العلاج الكيميائى وهو علاج بأدوية تُبطئ تكاثر الخلايا أو توقفه كُليًّا".
وعن تأثير مزيلات العرق على الإصابة بمرض سرطان الثدى، تشير دكتورة جيهان إلى أن مزيلات العرق لها أضرار وقد تسبب أورام ولكنها من الأورام الحميدة، مؤكدة أنه لا توجد دراسة علمية تؤكد أن مزيلات العرق سببًا فى السرطان؛ ولكن قد تسبب حويصلة تحت الإبط، وتُزال تلك الكتلة أو الحويصلة بجراحة بسيطة، ونصحت باستخدام مزيلات العرق المعروفة والابتعاد عن مجهولة المصدر، مع مراعاة استخدامها عن بُعد نحو 20 سنتيمترًا وليس بشكل مباشر على الجلد".
وعن مدى تأثير فاكهة "القشطة" على السرطان فتقول: " إن المنظمة العالمية للصحة أقرت أنه مفيدة لأن بها مضادات أكسدة، وتعد من الثمار التى تقى الإنسان من الإصابة بالسرطان مثلها مثل البروكلى (زهرة تشبه القرنبيط) والثوم والبصل".
وعن الكشف المبكر فتقول: "مهم للغاية خاصة لكل سيدة تخطت سن الأربعين، حيث يساهم فى ارتفاع نسب الشفاء بنسبة تفوق ال 95 % وتساعد على الشفاء الكامل لهم".
"أنا أقوى من السرطان"
هناك أشخاص يهزمهم التحدى؛ ولكن هناك آخرون تتحول هزيمة المستحيل بالنسبة لهم إلى مسألة وقت ليس أكثر، سحر شعبان.. إحدى محاربات السرطان والمدير التنفيذي لإحدى المؤسسات.
سحر طاقة من الأمل والتفاؤل.. بمجرد أن علمت أنها مصابة بسرطان الثدى.. لم تهتز ولم تضعف؛ بل تحولت إلى كتلة أمل وإيمان.
أثناء خضوعها للعلاج الكيماوى، نشرت صورًا لها دون شعر، وكانت فى غاية السعادة لأنها توثق بالصور كل مراحل علاجها، وتشارك حياتها اليومية مع الناس على صفحتها على الفيسبوك، وأول جملة نشرتها سحر بعد علمها بمرضها "أنا أقوى من السرطان".
عاهدت سحر نفسها من وقت الإصابة إن تساعد المريضات بالسرطان من خلال مبادرتها " كوني الأقوى.. كوني سحر"، فتقوم بتوعية السيدات بالمرض وأهمية الكشف المبكر، وتوعية المرضى وتأهيلهم للتعامل مع المرض، وتقديم الدعم النفسى للمرضى وأسرهم.
فتحولت سحر لأيقونة وأصبحت ملهمة للكثيرين، ومصدر للقوة والعزيمة، مضيفة أن "المرض قد يكون أكبر من نعمة الصحة؛ لأنة يشجعنا على كسر أوهام وقيود كثيرة ويجعلنا نبحث عن حريتنا الحقيقية، ونرى الله بداخلنا، ويجعلنا نعيش لحظات من الصدق مع الله والقرب من الخالق في خلوة مع النفس".
ورسالة سحر لكل مريض بالسرطان "متستسلمش لأي ظرف لإن دي حياتنا ولازم نعيشها وإحنا بنضحك مش وإحنا بنتألم".
المحاربة القوية
مها نور كاتبة صحفية حرة، وصاحبة موقع وقناة (سحر الحياة) الإلكتروني، ولها كتابات عدة فى كثير من الجرائد وكل هذا بفضل السرطان.
مها "محاربة سرطان" متزوجة ولديها أسرة، كانت الكتابة ملاذًا لها وطوق النجاة من المرض، غيّر السرطان حياتها بشكل كلى، أدركت ضرورة تحويل المرض إلى مصدر قوة، لتصفه بأنه منحة من الله وليس محنة، وتعيد ترتيب أبجديات حياتها، وزادها المرض حب للحياة؛ فالحياة غالية لا تتكرر مرتين، فأخرجت موهبتها وابتسامتها، لتتحول لكاتبة وأديبة وشعلة أمل.
فقدت مها شعرها الذي كانت تحبه كثيرًا، وطيلة سنوات المرض كان زوجها معها فى كل خطوة، ما جعلها تشعر أنها محظوظة فلم يتركها.
بابتسامة رضا.. تقبلت مرضها، وبشجاعة وإيمان حاربته، فصارت مثالًا على قدرة الأمل في هزيمة المرض.
وعلى الرغم من ذلك لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، فقد عانت مها من التشخيص الخاطئ، من قِبل أطباء أكدوا لها أنه ورم حميد لا يستدعي استئصاله، إلا أنها لم تشعر بالاطمئنان وأصرت على استئصاله، بعد أن تأكدت أنه ورم خبيث فأصبح أمرًا واقعًا، يستلزم الحصول على جرعات كيماوية، وتغيرت ملامح وجهها الجميل، وقالت "إن تأثير الكيماوي على نفسها كان أصعب بكثير من الألم الذي كان يشعر به جسدها".
وبعد سبع سنوات من المقاومة، تكللت بالنجاح، رأت مها أنه أصبح عليها دورًا نحو المجتمع، فهى الآن لها موقع إلكتروني وقناة خاصة وأجرت لقاءات صحفية وتشارك في كثير من المؤتمرات لتروي قصتها.
وتنصح مها النساء بالاهتمام بالكشف المبكر، خاصة أن نسبة حدوث الإصابة بين السيدات أكثر من الرجال، كما أنها تزيد مع التقدم فى العمر، ولهذا من الضرورى إجراء آشعة الماموجرام بصفة مستمرة بعد سن الأربعين، ونبهت النساء بضرورة الابتعاد عن التدخين والسمنة، فكلها من العادات السيئة التى تزيد من خطر الإصابة.
دروس مستفادة
فاتن.. اكتشفت تغير فى شكل الثدي، فذهبت لطبيب للفحص فكانت الصدمة (عندك سرطان ثدي)، وقامت بإجراء عملية استئصال كلي.
وعن تلك التجربة تقول: "رغم قسوة المرض، كان للسرطان فضل كبير علىّ، فلقد تعلمت درس مهم جدًا هو أن الحياة مش هتكون كلها حلوة.. لازم في وقت يجي علينا نحس فيه بتعب، بس بدعائنا وإيماننا هنقدر نرجع أحسن من الأول".
وكان لزوجها دورًا مهمًا من أول لحظة اكتشفت فيها إصابتها بالمرض، كان سندها وبجوارها خطوة بخطوة فى كل مراحل علاجها، ولم يتركها لحظة واحدة، ما كان له الأثر النفسى الكبير فى مقاومتها للمرض وعدم استسلامها.
وأراد علاء"زوج فاتن" أن يبعث برسالة مهمة "لازم نتعامل مع مرض السرطان أنه مرض زي أي مرض، والأهم من كده إننا نوّعي الناس المحيطة بالمريض (أهله وأصحابه)، بأهمية وجودهم معه وقد إيه ده بيفرق في علاجه، أنا في أشد لحظات تعب زوجتي كنت بحضنها دايمًا، وأعملها كل حاجة ومسبهاش، ناس كتير كانوا مش بيسلموا عليها خايفين يتعدوا، وده طبعاً مش صح ولازم كلنا نغير طريقة تفكيرنا عن مرضى السرطان، لأنه مرض غير معدى".
السعادة فى الرضى
منى.. حكايتها حكاية.. تسرد لنا تفاصيل هذه الرحلة فتقول: "حياتى كانت عادية جدًا، واكتشفت إصابتى بالسرطان بعد سنتين ونصف من زواجي.
حياة "منى" كانت روتينية قبل السرطان فهى زوجة وأم وأب فى نفس الوقت، حيث يعمل زوجها ضابطًا بسلاح حرس الحدود بالقوات المسلحة وكان يقضى 21 يومًا خارج البيت، ويقضى معها ومع أبنته أسبوع فقط، فاقتصرت حياتها على بيتها وابنتها.
تقول منى: "نظرتى للسرطان كانت نظرة عادية جدًا، عمرى ما حسيت إنى هاموت عشان جالى سرطان، كنت راضية وحاساه مرض عادى، لكن رحلة علاجه طويلة شوية وصعبة".
ومنذ أجراء منى لعملية استئصال الثدى، عندما اكتشفت بالصدفة وهى ترضع ابنتها الوحيدة بألم فى صدرها الأيمن، وعندما ذهبت للفحص تم تشخيصة على أنه خُراج، ودخلت غرفة العمليات، وأدى هذا التشخيص الخطأ إلى تدهور حالتها، لأنها تأخرت كثيرًا فتحجر الثدى.
تقول منى: "كل خوفى كان على ابنتى التى سأغيب عنها طوال فترة تواجدى بالمستشفى بعد العملية، والتى كان يبلغ عمرها فى هذا الوقت سنة و8 أشهر، وكانت اكبر داعم لي بعد زوجى، والذى فاجأنى بأنه حلق شعره (زيرو) وقص لها شعرها، وقال لى (احنا عيلة قرع)، ولقد لقبنى زوجى وعائلتى (بالمرأة الفولاذية)، وكانوا دائما يقولون لى بنستمد القوة منك".
تقول منى: "علمنى السرطان القوة والجرأة والصبر واكتشفت أنى جميلة وبحب الخروج والأنطلاق، علمنى الضحك وأن الأمل فى بكرة كبير، (السرطان بالنسبة ليا كان بداية حياة مش نهاية لأنه خلانى اكتشف الحلو اللى فيا وبصراحة نسيت كل فترات العلاج اللى مريت بها.. هى دى رحلة الأمل اللى عشتها".
العمر واحد
نهى عبد الرحمن.. سيدة مطلقة هاجمها السرطان بسبب ضغوط نفسية كبيرة، ولكنها دائمة الأبتسامة مؤمنة بالله وما كتبه لها، حادث مريع تعرضت له غير مسار حياتها وجعلها تتقبل مرضها بسرطان الثدى.
نهى تعرضت لأزمات بدأت قبل الطلاق وبعده، وكانت الطامة الكبرى عند علمها أنها مصابة بالسرطان، وخاضت رحلة العلاج الكيماوي والإشعاعي والهرموني لمدة عامين، هاجم المرض فيها الثدي والكبد.
ومن عجائب القدر فى قصة المحاربة "نهى"، أن أصابتها بمرض سرطان الثدى لم تكن أكبر مصيبة لها فى دنياها، ولم تكن نقطة التحول فى حياتها، بل تعرضت لحادث "....." أليم أثناء تلقيها العلاج من السرطان، فقالت عن ذلك "اكتشفت إني ممكن أموت من أي حاجة تانية غير السرطان فقررت أعيش"، هذا الحادث أعاد لنهى الأمل فى الحياة،وقضى على مشاعر اليأس والخوف، وبقى أمامها أن تعيش بلا استسلام من أجل أولادها فهى لهم الأم والأب، وكان للسرطان فضل عليها فى أن تعيش.. تعيش بثقة المؤمن أن العمر واحد والرب واحد يبقى نخاف من إية ؟!.
لسه الدنيا بخير
مروة الشاعر.. طبيبة فى الخمسين من عمرها، متزوجة من صيدلى، ولديها شاب وفتاة فى العشرينات من العمر، ندى 27 عامًا، وعلى 26 عامًا، وتعمل أستاذ پاثولوجى بالمركز القومى للبحوث.
وصفت مروة تجربتها مع المرض، بأنها كانت من أجمل التجارب، جعلتها شخصية قوية وواثقة من نفسها، وشعرت مع المرض بأن "الدنيا فيها خير".
اكتشفت إصابتها بالمرض فى فبراير 2015، ولكن ذهبت للفحص فى شهر مايو من نفس العام، كان الخوف يملأها ولهذا تأخرت كثيرًا، وأقرت بنفسها أن ما قامت به أكبر خطأ وحذرت منه النساء.
والمفارقة أن مروة تعمل طبيبة وتخصصت فى تحليل الأنسجة والأورام، فهى تعلم عن الخلية وما يحدث لها أكثر ما تعلم عن أقاربها.
وتقول مروة إن سبب خوفها أنها من النوع الذى يكره الحقن، وعلى الرغم من ذلك عانت أشد المعاناة ومرت على كلا من العلاج الجراحى والكيميائى والإشعاعى والهرمونى.
تروي لنا مروة: "كان هناك (كلكيعة) فى الصدر وعرفت من وقتها أنه ورم؛ ولكن لم أكن أعرف هل هو حميد أم خبيث، وكان لابد من إجراء أشعة وسحب عينة للتأكد، ولكننى شعرت بالتردد والخوف، وأيضا كان لوفاة والدى فى عام 2014 أثرًا كبيرًا على تدهور الحالة، لأن الحالة النفسيه لها علاقة طردية بمرض السرطان، حيث أن لها تأثير مباشر على جهاز المناعة، فالخلية السرطانية تنتهز الفرصة ويحدث خلل وتنشط فورًا.
والجهاز التنظيمى المسيطر يتهاوى فى لحظة، فالخلية السرطانية ذكية جدًا، وللأسف ثقافة الكشف الدورى لا نطبقها كما يجب، ولقد تهاونت أربعة أشهر وهذا خطأ كبير.
وأشارت إلى ضرورة وأهمية الكشف المبكر ففرضا لو كان الورم فى الثدى فقط، فبعد عدة أيام قد ينتشر للغدد الليمفاوية تحت الإبط وقد يرسل للكبد أو الرئة أو إلى أى مكان.
بدأت مروة مشوارها فى العلاج مع زوجها الذى ساندها ووقف بجانبها خطوة بخطوة، بعد أن تابعت حملات التوعية عن مرض السرطان وأجرت أشعة الماموجرام، ثم استئصال للورم والغدد الليمفاوية فى 25 مايو 2015، وتلاه الكيماوى فى 15 يونيو والتى بلغت عدد جرعاتها 16 جرعة انتهت فى 23 ديسمبر 2015، ثم 25 جرعة العلاج الإشعاعي ، ثم العلاج بالهرمونات.
وتشير مروة إلى أهمية الفحص كل ثلاث شهور فى أول عام، ثم كل ستة أشهر، وبعد ذلك تجرى أشعة مقطعية فى كل عام على المخ والصدر والبطن والحوض.
الحياة حلوة
وعن أصعب مراحل العلاج التى مرت بها فتقول: "كان الكيماوى أصعب مرحلة خاصة أننى تعرضت لنوعين منه، ورغم أننى فقدت شعرى كله ولكن كل شئ رجع لما كان عليه بل على العكس فشعرى أصبح أفضل وأتحسن كثيرا فأصبح ناعم وثقيل عن ذى قبل".
واختلفت نظرة مروة للحياة بعد تجربة المرض فتقول: "الحياة حلوة، ولكلاً منا نصيبه، وكانت أمامى كلمة واحدة طوال فترة علاجى (حتة منى سبقتنى على الجنة)، لأن كل من يستأصل ورم أو أى عضو منه فأنها تسبقنى على الجنة بأذن الله، ورغم أنها كانت تجربة ثقيلة ولكن أجرها كبير".
وتنشر مروة على صفحتها على الفيس بوك فيديوهات كثيرة لبث الأمل فى نفوس مرضى السرطان ونشر بعض المعلومات التوعوية.
زمردة والمرض
يسرا عبد الرحمن أو "زمردة".. مصممه ديكور، اكتسبت هذا اللقب بالخبرة وليس الدراسة، فهى تعمل منذ عشر سنوات فى هذا المجال فى ورشة من داخل منزلها، ومنذ عامين فقط بدأت فى تصميم وتنفيذ اكسسوارات وديكورات بالفوم.
وتقول زمردة: "إن فكرة اكسسوارات الفوم، فكرة جديدة قدمتها من خلال صفحتها على الفيس بوك، ولقت استحسان كبير وإقبال من الناس، كانت تلك الأكسسوارات تعبير عن مشاعرى لتقديم الدعم المعنوى لصديقاتى من المحاربات الجميلات، خاصة أن لدى الكثير من المحاربات للسرطان".
وتضيف يسرا: "اكتشفت أن المحاربات هن من يقدمن لى الدعم المعنوي والنفسي، فلديهن من القوة والإصرارعلى تخطي كل الصعاب والعقبات اللاتى يواجهن في حياتهن".
بدأت يسرا فى تقديم مجموعة "انتي جميلة" وشخصية "مدام زمردة"، كانت فكرة شخصية "مدام زمردة"، المشهورة بين أوساط الجمعيات والمؤسسات وبين المحاربات للسرطان، فكرة من أفكار يسرا والتى هدفت بها أن تعكس جمال المحاربات وقوتهن بغض النظر عن تأثير العلاج الكيماوي على شعرهن.
أما مجموعة (انتي جميلة) فهى ليست مجرد أسم، ولكنها تمثل رأى كل من تقع عيناه على قطع الأكسسوار، كما أن قوة مدام زمردة وثقتها في نفسها تجعل كل من يراها يقر ويعترف بجمالها وينسى أنها بدون شعر لأنه لن يرى إلا جمالها.
وشاركنا يسرا فى تقديم هذا العمل الرائع وخروجه للنور، المصورة منال الجمال، والتى تبرعت بتصوير مدام زمردة، وإسراء الشربيني المسئولة عن تقديم الدعم المعنوى والنصائح اليومية على لسان مدام زمردة.
"مدام زمردة".. تلك الشخصية الوهمية استطاعت يسرا من خلالها تقديم أكبر دعم لصديقاتها لحثهن على الشقاء والأقبال على الحياة، وسر تسميتها بهذا الأسم هو أن يكون أسمها من أسماء الأحجار الكريمة.
ونجحت يسرا فى عرض أول دفعة من تلك الأكسسورات المصنوعة من الفوم الملون، ولقت رد فعل مبهر، ليكون دافع لها لتعرض الدفعة الثانية.
والجدير بالذكر أن يسرا لا تبيع تلك القطع للكسب الخاص؛ بل تقدم تلك الأكسسوارات كهدية رمزية منها مقابل وصل للتبرع لجمعيات سرطان الثدى.
وتقول يسرا إن الغريب فى الأمر والملفت للنظر أن كل المحاربات اللائى أقتربت منهن، يملكون إرادة حديدية، وبالفعل تستحقن لقب محاربات، لأنهن انتصرن على المرض، مضيفة "أنا شخصيًا أدين لهن بالكثير من الدعم النفسي والمعنوي، وهناك الكثير منهن بدأن قصة النجاح واكتشاف مواهبهن وقدراتهن بعد أن أصبحن من المحاربات"، وناشدت كل صاحب موهبة أو مهنة أن يقدم الدعم لأى قضية أنسانية بحاجة للدعم المادى والمعنوى.
بطلة الجرافيك
وسام عبد المنعم.. مصممة جرافيك ومحاربة للسرطان، نجح المرض فى بث روح الأمل والنشاط واكتشاف الموهبة بداخلها؛ وفشل فى غزو جسدها، حاربته بإيمانها وابتسامتها وحبها للحياة.
وتقول وسام إنه منذ اكتشافها للمرض حتى تعافيها التام منه، لم تيأس للحظة، وشاركت فى الدعم المعنوى لمرضى السرطان وهذا من خلال تصميم لوجو لحملة الدعم لهن، مضيفة: "كان لهذا أثرًا كبيرًا على نفسى لأننى نجحت فى مساعدة غيرى من خلال مجالى".
وأشارت وسام إلى أن مشاركتها فى حملة "أنت جميلة" بتصميم عدة لوجوهات للحملة، ساهم فى إسعاد الكثيرات من البنات والمتزوجات ممن فقدن شعرهن بسبب العلاج الكيماوى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة