أعرب وزير الخارجية الروسى سيرجيس لافروف عن أسفه لانجرار المبعوث الأممى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا وراء مطالب مجموعة الرياض للمعارضة السورية. واعتبر لافروف أن هذه المجموعة تعمل منذ مايو الماضى على تخريب عملية التفاوض. واستدرك الوزير الروسى قائلا «إنهم يقولون لنا اليوم إن العملية السياسية ستبدأ بعد إحلال تهدئة مستقرة وطويلة الأمد وإزالة كل العواقب على طريق إيصال المساعدات». وأضاف أنه أمر مؤسف أن ينجر المبعوث الأممى الخاص إلى سوريا ستيفان دى ميستورا وراء مطالبهم، وأن يلقى بالمسؤولية على الروس والأمريكيين.. «إنه موقف عديم المسؤولية». وعلى الرغم من أن لافروف أكد أنه من السابق لأوانه اعتبار الاتفاق «الروسى - الأمريكى» حول سوريا ميتا، مشددا على أن موسكو ما زالت متمسكة بالحل السياسى، قال إن خطوات واشنطن الأخيرة تدل على رغبتها فى طرح شروط إضافية للبدء فى تنفيذ الاتفاق حول سوريا. ورفض لافروف هذا التوجه مشددا على أن الاتفاق بشكله النهائى يعطى الأولية للفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين. وأضاف بأن الولاياتالمتحدة لم تعد تلعب دورها غير المنحاز كأحد الرئيسين المناوبين لمجموعة دعم سوريا. واعتبر الوزير الروسى أن العسكريين الأمريكيين ربما لا يصغون للرئيس أوباما، مرجحًا أن يكون الاجتماع الأخير لمجلس الأمن يهدف إلى صرف الانتباه عن غارة التحالف على مواقع الجيش السورى بدير الزور. وتساءل لافروف: «لماذا عقدوا اجتماعا طارئا لمجلس الأمن؟ إننى أعتقد أن الغرب لا ينجح فى تطبيق التزاماته بشأن سوريا»، معتبرًا أن الهدف الحقيقى وراء الاجتماع كان يكمن فى صرف الانتباه عن غارة التحالف الذى تقوده واشنطن على مواقع الجيش السورى فى دير الزور يوم 17 سبتمبر الحالى. وحول التعاون مع الأمريكيين، قال لافروف إنه تلقى تأكيدات كثيرة حول دعم الرئيس الأمريكى باراك أوباما للتنسيق مع روسيا، ولكن «يبدو أن العسكريين الأمريكيين لا يصغون للقائد الأعلى أوباما بشكل مطلق». وأضاف أنه لم يعد واثقا مئة بالمئة فى استعداد واشنطن لضرب تنظيم «جبهة النصرة» فى سوريا، مشيرا إلى أن «إرهابيى النصرة استغلوا فترات الهدنة للحصول على تعزيزات وأموال إضافية من الخارج». وفى نفس السياق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة فيتالى تشوركين، أن موسكو لن توافق بعد الآن على أى خطوات أحادية الجانب فى سوريا، بعد أن لجأت واشنطن إلى حيل مكنت الإرهابيين من تعزيز قدراتهم. إن روسيا استجابت مرارًا لطلبات الولاياتالمتحدة بإعلان هدن تتراوح مدتها من 48 إلى 72 ساعة، لكن ذلك كان يؤدى دائمًا إلى إعادة تموضع المسلحين وحصولهم على تعزيزات. وأوضح بأنه «لا يمكن أن تستمر كهذه حيل تكتيكية بلا نهاية، فإننا لن نوافق بعد الآن على أى خطوات أحادية الجانب».