اكد الشيخ خالد بن احمد ال خليفة وزير خارجية البحرين انه لا توجد اى خلافات مصرية خليجية ازاء التطورات فى سوريا. وقال فى مؤتمر صحفى مع نظيره المصرى نبيل فهمى عقب مباحثاتهما اليوم ان الوزراء العرب اتفقوا بالجامعة العربية فى الرأى .. وهناك دولة واحدة قد تكون مختلفة فى الرأى ولكن لا يوجد خلاف مصرى مع اى من الدول خاصة دول مجلس التعاون الخليجى فيما يتعلق بكيفية التعامل فى هذه المرحلة .. وقال اننا متفقون اتفاقا تاما والأيام القادمة مليئة بالتطورات وسنعمل سويا فى هذا الشأن . من جانبه قال نبيل فهمى اعتقد ان الموقف الذى اتخذه مجلس الجامعة العربية امس عكس قدرة سياسية على التعامل مع قضية بالغة الحساسية والصعوبة بصياغات دقيقة أكدت على رفض الجميع لاستخدام الاسلحة الكيماوية أيا كان مصدره واتفاق الكل على ضرورة محاسبة من فعل وارتكب هذه الجريمة ثم اننا نعمل جميعا فى اطار المجتمع الدولى والمنظومة الأممية والقوانين الدولية وميثاق الاممالمتحدة وهذا اطار جيد للعمل العربى . وردا على سؤال حول امكانية تشكيل شبكة امان عربى اقتصادية وسياسية بعد المحاولات الغربية لاستخدام ورقة المساعدات وإمكانية دور اكبر للجامعة العربية قال فهمى اننا ممتنون للدعم العربى لمصر ولكن قراءتى للدعم العربى كانت اوسع كثيرا من ان مصر ستعوض اى ضغط امريكى بالمساعدات من خلال دعم عربى ..فالموقف العربى كان موقفا سياسيا قويا يعكس مدى العلاقة مع الدول العربية الصديقة التى اتخذت هذا الموقف او التى أيدتنا سياسيا فهذا اثبت ان مصر ليست وحدها ولا يتم الضغط عليها وهى تقود ولها دور فى هذه المنطقة .. وانك اذا دخلت مواجهة مع مصر فانك تدخل فى مواجهة مع عدد من الاطراف العربية .. ورغم ان البعض نظر للأمر على انه مساعدات مالية امام مساعدات مالية اخرى فقط الا ان الامر اكبر من ذلك كثيرا .. والرسالة التى وصلت للعالم كانت ايضا قوية .. وقد سبق ان اعلنت منذ اسبوعين اننا نرفض تماماً ان تكون المساعدات وسيلة للضغط علينا .. وسنقبل المساعدات المفيدة اما التى ليست مفيدة فسوف نرفضها .. وكلاهما اذا كان مشروطا بضغط فاننا لن نقبله .. وانتى اشكر الأخوة العرب ليس فقط لمساندتهم المالية ولكن أيضاً لمواقفهم السياسية وهى اقوى فى الحقيقة من مسألة التعويض المادى. من جانبه قال الوزير البحرينى ان الجامعة العربية كانت موجودة فى كل القضايا فمثلا فى موضوع العراق اجتمع كل الرموز العراقية هنا بمقر الجامعة العربية فى مصر فى بيت العرب .. وايضا فى الموضوع السورى تم ارسال مبعوث من الجامعة العربية كما ان مجلس التعاون الخليجى قام بدور فى الازمة اليمنية .. والدور العربى موجود فى كل القضايا .. والبيان الذى صدر عن الجامعة العربية امس محاولة لتاكيد الموقف العربى وحقن دماء الشعب السورى .. وهل سنكون قادرين على ذلك ؟ فسوف ننتظر الاحداث . - وردا على سؤال حول الاستثمارات المصرية البحرينية المستقبلية قال الشيخ خالد وزير خارجية البحرين أن هناك لجنة مشتركة سوف تعقد بين البلدين خلال الشهور المقبلة فضلا عن مجلس رجال أعمال للبلدين لينسق العمل المشترك المصري البحريني. وردا على سؤال حول إذا ما كانت التهديدات المشتركة التي تواجه مصر ودول الخليج تستدعي تاسيس إطار عربي مصغر لمواجهتها قال وزير الخارجية نبيل فهمي أننا نريد ان ننظر للعالم العربي من منظور أوسع ونريد البناء على التوافق الموجود ونوسع إطار التعاون التوافقي فليس بالضروري ان يكون هناك تطابق عربي في كل شيء .. ولابد أن يكون للبعض أولويات معينة سواء اجتماعية او اقتصادية أو سياسية والبعض الآخر لديه مشاكل أخرى انما التوافق فيما بيننا والمصالح الاستراتيجية يجب أن تكون مشتركة أو على الأقل في نفس الاتجاه . واوضح أنه لايميل للتجمعات الأضيق فالأضيق بحيث يكون في النهاية أن نحدث أنفسنا فقط .. وبالعكس نحن امام تحدي للهوية العربية وأمامنا مسئولية تجاه الشعوب العربية .. فأكثر من نصف الشعب العربي من الشباب أقل من عشرين عاما .. فنحن نحدد مستقبل هذا الوطن وهذا الشعب الذكي. من جانبه قال الوزير البحريني أنه حينما نشكل محورا مصغرا فماذا عن الجامعة العربية والمحور العربي .. ستكون هناك إساءة أو إضعاف واضح لموقفنا العربي فالمسألة هي هويتنا العربية موضحا أنه لا توجد مجموعة في العالم فيها تطابق كامل في وجهات النظر فالاختلاف شيء مفيد و الخلاف في الرأى لا يفسد للود قضية. وأضاف الشيخ خالد أن أهم شيء أن نحمي هذا العالم العربي وأن يكون هذا هو القالب الصحيح لتحركنا ولا نستثني احدا أو نوجه رسالة خطأ لأحد. وعما إذا كان الأمر يتطلب المزيد من المصارحة العربية داخل أروقة الجامعة وتعليقه على التدخل القطري في الشأن المصري قال الشيخ خالد أن الاجتماعات المغلقة بالجامعة تشهد مصارحة كبيرة ومواجهة في كل القضايا أما عن الموقف القطري فقال أن الوقت ليس مناسبا للحديث عن خلافاتنا ونحن كمملكة البحرين ليس لدينا اي خلاف مع دولة قطر لكن أن نتبنى وجهات النظر "فنعم "وعلينا أن نحل القضايا العالقة فدورنا الإطفاء وليس صب الزيت على النار. وردا على سؤال حول غياب دور الاممالمتحدة قال نبيل فهمى ان الاممالمتحدة يعمل بها سكرتارية وأعضاء ولكن القضايا الكبرى يتم بحثها من خلال مجلس الامن .. وقد تم عقد اجتماع غير رسمى لمجلس الامن ولكنه لم يصل الى اتفاق حول سوريا .. وهذا امر يرتبط بالترتيبات وبآلية وقواعد العمل الموضوعة منذ زمن .. وقال فهمى اننا ذكرنا من قبل ان هناك حاجة للعمل لاعادة تكوين مجلس الامن والنظر فى آلياته .. وهذا موضوع سيطول ولا يمكن ان يتم حله بشكل سريع. وحول ما اذا كان هناك حاجة لتشريع دولى لمنع تدخل الدول فى الشئون الداخلية قال فهمى ان التشريع يصدر فى شكل اتفاقية دولية .. والاهم هو ميثاق الاممالمتحدة وقواعد القانون الدولى الذى وافقت عليه الدول حتى الان وهناك نص صريح فى الميثاق يدعو لعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول .. والموضوع ان النظام الدولى المعاصر فى اطار ثورة الاتصالات عرف التدخل بشكل مختلف واصبح هناك أحاديث كثيرة حول ما يسمى بالتدخل الانسانى .. وهذه قضايا تحتاج لوقت ليحدث حولها توافق .. ومسألة تعديل ميثاق الاممالمتحدة سيأخذ وقتا طويلا لتعديله. وعقب الوزير البحرينى قائلا ان لجنة المفتشين التابعة للامم المتحدة ذهبت لسوريا وحاولت الوصول لمكان استخدام الاسلحة الكيماوية وتم منعها ثم استطاعت بعد ايام زيارة عدد من المواقع وحصلوا على بعض المعلومات مضيفا ان هناك أحاديث عن وساطة او تدخل من امين عام الاممالمتحدة ولكن قد لا نكون قد وصلنا الى هذه النقطة بعد .. وقد تحدث بعد ذلك . واشار الى ان دول المنطقة لديها رؤيتها حول ما يحدث .. ونحن نرفض التدخل الاجنبى ولكن اذا كان هناك حالات قتل فان هذه مسئولية انسانية على الجميع . وحول وجود دور ايران فى تأجيج المشاكل بالمنطقة وإثارة الصراع الطائفى قال وزير خارجية البحرين ان ايران جارة بلد مسلم بيننا وبينهم مائتا كيلو متر وحدود بحرية ولكن راينا منهم مواقف خاصة خلال السنوات الاخيرة لا تحترم حسن الجوار مع العمليات الارهابية واتصالات وإرهابيين تم القبض عليهم فى البحرين .. وهناك مواقف ايرانية تتزايد مع التطورات بالمنطقة لإشاعة عدم الاستقرار فى اغلب الدول العربية خاصة فى البحرين وهذا شيىء واضح .. وقال اننا نتطلع لان تراجع ايران مواقفها فى هذا الشأن ولا تسيء لجيرانها فى المقام الاول . من جانبه وفيما يخص ايران قال نبيل فهمى اننا كان لنا فى الماضى الكثير من التحفظات تجاه التصرفات الايرانية ونأمل الا نشهد تواصلا فى نفس السياسات الايرانية فى المرحلة القادمة وسوف نتابع بترقب لان ما يتم من ايران فى الخليج العربى يؤثر على الامن القومى المصرى مباشرة .. وتعاملنا مع الأخوة العرب فى الخليج مسالة دفاع عن هوية مشتركة لا تردد فيها وسوف نتواصل فيها فى المرحلة القادمة .. واضاف انه اذا ما حدث تغير فى الموقف الايرانى فاعتقد انه سينعكس مباشرة وأولا فى الخليج العربى وسيكون لذلك ايضا مردود ايجابى فى الخليج ومصر .. ونحن منفتحون فى مصر لموقف جديد ونأمل ذلك ونريد ان نتابع المواقف الحقيقية وليس مجرد تصريحات .