وجهت روسيا اتهامات إلى الولاياتالمتحدة بمحاولة التملص من التزاماتها الواردة في الاتفاق الروسي – الأمريكي حول سوريا. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشنكوف أن "المعارضة المعتدلة" التي تقودها الولاياتالمتحدة تزيد من عدد الهجمات على الأحياء السكنية، وعلاوة على ذلك، يبدو أن الهدف من "الستائر اللفظية" التي تطلقها الولاياتالمتحدة في اتجاه روسيا، هو أن واشنطن عازمة على إخفاء عدم الامتثال بالجانب الذي يخصها من الالتزامات أولًا وقبل كل شيء، بشأن فصل القوات "المعارضة المعتدلة" والإرهابيين. وأكد "كوناشنكوف" أن روسيا بدأت بتنفيذ تعهداتها تجاه الاتفاق الروسي - الأمريكي بشأن سوريا منذ اللحظات الأولى، مشددًا على أن قوات الحكومة السورية فقط تلتزم بنظام الهدنة. وقال: إن "روسيا منذ الدقائق الأولى تنفذ التزاماتها في ضمان وقف الأعمال العدائية على الأراضي السورية، في الوقت نفسه، تدعو للحيرة تصريحات ممثلين مختلفين من وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون حول آفاق تنفيذ روسيا للاتفاقات التي تم التوصل إليها حول سوريا". وأضاف المتحدث باسم الدفاع الروسية، أنه بحلول نهاية اليوم الثالث، فإن الجيش السوري فقط يلتزم بنظام الهدنة، كما أعلن استعداد الحكومة السورية سحب قواتها بالتزامن مع المعارضة من طريق "الكاستيلو" لتمرير المساعدات الأممية إلى حلب. وأوضح كوناشينكوف أن "روسيا تنفذ التزاماتها عمليًا منذ الدقائق الأولى عن طريق نشر نقاط العبور، مضيفًا أن المركز الروسي للمصالحة يجري رقابة على مدار 24 ساعة على الأوضاع في كافة المناطق السورية المشمولة بالاتفاق، وأخيرًا، الحكومة السورية مستعدة تمامًا لسحب قواتها بالتزامن مع المعارضة من طريق الكاستيلو، لتأمين مرور القوافل الإنسانية الأممية". وأشار إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:"أين تلك المعارضة المعتدلة"، المستعدة للالتزام بوقف الأعمال العدائية، والتي تحدث عنها كثيرًا شركاؤنا الأمريكيون؟" على صعيد آخر، أعربت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن تفاؤل بلادها بشأن آفاق إقامة مركز التنسيق الروسي الأميركي المشترك، لتنسيق الضربات ضد الإرهابيين في سوريا. وقالت زاخاروفا، ردًا على سؤال حول آفاق إنشاء مركز التنسيق الروسي - الأمريكي المشترك "بالطبع، (نحن ننظر ليس بمجرد التفاؤل فقط، بل ننظر إلى وثائق محددة، تطلع إليها الوفد الروسي على مدى أشهر عدة، وأدخل فيها التعديلات المناسبة، والآن أصبحنا ننظر فيها كونها الوثائق وليس الإعلانات السياسية، وليس بيانات حسن النية، بل الوثائق التي وقعتها موسكووواشنطن. بالنسبة لنا، وتنفيذ هذه الوثائق - واجب المباشر). وأوضحت "زاخاروفا" أنه بالإضافة إلى ذلك، فجميع التوضيحات تم تقديمها فورًا بعد الحصول على التوصل إلى الاتفاقات، لذلك ينبغي علينا ألا ننظر بالتفاؤل فقط، بل يجب علينا أن ننظر إليها كونها الوثيقة التي يجب تنفيذها في أقرب وقت ممكن، ما دام بُذل الكثير من الجهد وتم التوصل إلى حلول وسط". تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق "الروسي – الأمريكي" حول سوريا سيعقبه بعد ذلك، بدء أعمال مركز مشترك "روسي - أمريكي" لتنسيق العمليات العسكرية، ضد تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين، وغيرهما من المناطق المحددة المتفق عليها، والتي سيتم تعليق عمليات الطيران السوري فوقها.