الأهالي: الدولة سابت المعدومين.. وصرفت فلوسها على القرى المتطورة نائب: إهدار للمال العام بقيمة 190 ألف جنيه تسيطر حالة من الغضب، على أهالي قرى محافظة المنيا، بسبب اختيار قرى مسقط رأس نواب المحافظة، لتطويرها وتجميلها، ضمن مبادرة "حلوة يا بلدي"، فيما تركت القرى الفقيرة والمُعدمة من حالة التطوير. قال أحد الأهالي، إن عمليات التطوير تمركزت في قرى نواب المحافظة: في مركز دير مواس، جنوبالمنيا، تم اختيار قرية التل الكبير، مسقط رأس النائب أحمد البرديسي، وفي مركز أبو قرقاص، قرية أبيوها، مسقط رأس النائب أحمد شوقي، وفي مركز المنيا، قريتي تلة والبرجاية، مسقط رأس النائبين حسن العمدة والعمدة عثمان، وفي مركز مغاغة، قرية ميانة، مسقط رأس النائب أحمد إمبابي، وفي مركز سمالوط، تم اختيار حي غرب، مسقط رأس النائب مجدي ملك، وفي مدينة المنيا، تم اختيار حي غرب، مسقط رأس النائب شادي أبو العلا. وأضاف أن ختيار قرى نواب المحافظة، ضمن مبادرة "حلوة يا بلدي"، أثار غضب أهالي قرى المنيا، خاصة التي تحتاج التطوير، وأبرزها قريتي الإسماعيلية وزهرة، بمركز المنيا، السنبلاوين بمركز أبوقر قاص، الشيخ تلادة بمركز سمالوط، وبني روح بمركز ملوي. "سابوا أفقر قرية في الصعيد واختاروا قرى النواب بالمحسوبية".. بهذه الكلمات، بدأ عاطف محمود، 40 سنة، مدرس، أحد أهالي قرية بني روح، التابعة لمركز ملوي، حديثه ل"التحرير". "بني روح" من أفقر قرى صعيد مصر، سبق وأن تم اختيارها ضمن مشروع ال100 قرية فقيرة، في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. وذكر "محمود": "رغم افتقار القرية لأبسط أنواع الخدمات الآدمية، إلا أن المسؤولون بالمحافظة ومبادرة "حلوة يا بلدي"، تركوها وغيرها من القرى التي تحتاج للخدمات، واختارت قرى النواب". وفي قرية السنبلاوين، التابعة لمركز أبو قرقاص، جنوبالمنيا، أوضح سلامة عبد الرازق وفضل شعبان، من الأهالي: "القرية تفتقر للخدمات، ولا يوجد بها إلا مخبز واحد فقط، وحصته من الدقيق 5 أجولة فقط، مما لا يلبي احتياجات أهالي القرية، كما لا يوجد بها أي مدارس"، متابعين: "قريتنا أولى بالتطوير من قرى النواب". "السنبلاوين" تم اختيارها من قبل كسادس أفقر قرية في صعيد مصر. "القرية فيها كل الخدمات ومن أغنى قرى المحافظة، وفي الآخر صرفوا عليها فلوس الغلابة للتطوير".. هكذا أوضح أحمد عبد الغني، أحد شباب قرية زهرة، التابعة لمركز المنيا، معتبرًا أن اختيار القرى جاء بالمجاملة البحتة". وأكد عبد الغني: "اختيار قرية البرجاية جاء لكونها مسقط رأس عضو النواب العمدة عثمان، في حين أن القرية يوجد بها جميع الخدمات، حتى الصرف الصحي، الذي لم يصل إلى سوى 5% من قرى المحافظة"، مضيفًا: "المبادرة تركت القرى الفقيرة التي لا تتمتع ب25% من الخدمات التي حصلت عليها قرية البرجاية". وقال هيثم عبد الله، أحد أهالي قرية الإسماعيلية، مركز المنيا: "رغم حالة الفقر التي تعاني منها القرية، وافتقارها لكافة الخدمات، نجد أنهم اختاروا أغنى قرى المحافظة وأكثرها تقدمًا، وهي قرة تلة، لتطويرها، بسبب أنها مسقط رأس نائب الدائرة حسن العمدة". وأعرب أهالي قرية الشيخ تلادة، مركز سمالوط، شمال المنيا، عن غضبهم بسبب عدم اختيار قريتهم ضمن مبادرة "حلوة يا بلدي". ذكر الحاج علي محمود، شيخ القرية: "لا توجد لدينا أي منشأة حكومية أو مدرسة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الأمية في القرية، وكنت انتظر اختيارها من أجل التطوير بدلًا من اختيار الحي الذي ينتمي له نائب الدائرة مجدي ملك". "فساد المبادرة لا يقف عند حد المحسوبية والمجاملة في اختيار القرى، بل أنه شمل فساد مالي أيضًا"، هذا ما أكده شريف نادي، عضو مجلس النواب عن دائرة بندر ملوي، في بيان عاجل له قدمه إلى د. علي عبد العال، رئيس المجلس، أكد فيه إهدار مبلغ 150 ألف جنيه، ضمن عمل المبادرة بمدينة ملوي. من جانبه، قال اللواء طارق نصر، محافظ المنيا، إن المبادرة جاءت بمشاركة القوات المسلحة وبدعم من صندوق تحيا مصر، على مستوى جميع مراكز المحافظة، وذلك في إطار الحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري داخل المحافظة، واختيار المواقع التي عملت بها المبادرة، بناءً على خطة أعدها رؤساء المدن، بترشيح المواقع للعمل بها، من خلال ترشيح حي بصفة أصلية وآخر بصفة احتياطية وترشيح قرية بصفة أصلية وقرية بصفة احتياطية".