دقت دراسة طبية ناقوس الخطر من المخاطر التى تشكلها بعض العقاقير المعالجة لحالات الذهان مثل «سيروكويل» و«أبيليفى» و «ريسبردال» تضاعف بمعدل الثلاثة أضعاف مخاطر إصابة الاطفال مرضى الذهان بمرض السكر النوع الثانى فى غضون العام الاول الاستخدام. ووفقا لعدد من الابحاث الطبية السابقة، فان العقاقير الطبية المعالجة لحالات الذهان عادة مايتم الاستعانة بها لعلاج حالات «الفصام» إلا أنه حاليا يتم إستخدامها أيضا فى علاج الاضطراب ثنائى القطب ونقص الانتباه وفرط النشاط بالاضافة إلى إضطرابات المزاج المصحوبة بنوبات اكتئاب. وأوضح «واينى راى» رئيس وحدة العلوم الدوائية بجامعة «فاندربلت» بولاية «تينيسى» الامريكية أن هذة النوعية من العقاقير المعالجة للذهان تجعل الاطفال الاكثر عرضة للاصابة بمرض السكر النوع الثانى بالمقارنة بالعقاقير الطبية المعالجة للانواع أخرى من الامراض النفسية. وأضاف «راى» بأنه لوحظ أن الاطفال الذين ينتظمون فى تناول العقاقير الطبية المعالجة للذهان ترتفع بينهم بمعدل ثلاثة أضعاف فرص الاصابة بمرض السكر النوع الثانى لتصبح المرة الاولى التى يكشف النقاب عن العلاقة بين هذة النوعية من العقاقيرالطبية وبين دورها فى الاصابة بالسكر بين الاطفال فى الوقت الذى كان معلوما فيه هذا الدور فيما يتعلق بمرضى الذهان من البالغين وكبار السن. وأوضحت الابحاث أن القفزة الهائلة فى معدلات إستهلاك العقاقير الطبية المعالجة لعدد من الحالات النفسية والذهان خاصة بين الاطفال سجلت سبعة أضعاف فى السنوات القليلة الماضية بالمقارنة بنحو خمسة أضعاف بين المرضى من المراهقين خاصة فى المرحلة العمرية مابين 14 إلى 20 عاما وذلك وفقا لاحدث التقارير الطبية الصادرة مؤخرا عن جامعة «كولومبيا» الامريكية. وأجريت الابحاث الطبية الحالية على قرابة 29 ألف طفل تراوحت أعمارهم مابين 6 إلى 24 عاما ممن تناولوا عقاقير معالجة لحالات الذهان وأمراض مشابهة عند بدء الدراسة ليتم مقارنتهم بنحو 14 ألف طفل ممن يتناولون عقاقير لعلاج عدد من الاضطرابات النفسية مثل مثبتات المزاج كعقار «ليثيوم» أو مضادات الاكتئاب مثل «ريتالين» و«أديرال» وعقاقير مضادة للقلق مثل عقار «بنزودايزبين». وأشارت المتابعة إلى أنه فى غضون عام من بدء الدراسة ساهمت العقاقير المعالجة للذهان بمعدل الثلاثة أضعاف فى مضاعفة مخاطر الاصابة بمرض السكر النوع الثانى بالمقارنة بأنواع العقاقير الاخرى المعالجة للامراض نفسية مختلفة. وشدد الباحثون على إستمرار إرتفاع المخاطر لتصبح تراكمية مع مواصلة إستخدام هذة النوعية من العقاقير لتظل على إرتفاعها لمدة عام كامل حتى فى حال التوقف عن تناولها.