على مدار ٣ أيام - يعيش المواطنين أزمة طاحنة، وبدون سابق إنذار بسبب اختفاء أسطوانات البوتاجاز عن عدة مناطق بالجمهورية، على الرغم من قلة الاستهلاك خلال فصل الصيف، لتضعنا أمام تساؤلات عديدة عن أسباب اندلاع الأزمة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. ورصت "التحرير" استياء وغضب بعدة مستودعات رئيسية وأخرى فرعية أبرزها مستودع منطقة منشية ناصر التابع لشركة "بتروجاس" الذي اصطف المواطنين أمامه من الساعات الأولى من صباح اليوم وحتى الأن أملًا في الحصول على أسطوانة بوتاجاز لتساعدهم في أعمال الطهي وغيرها. وامتدت الأزمة لتشمل أيضًا مستودع (عين الصيرة) الذي تجمهر أمامه المئات من المواطنين للحصول على أسطوانة بوتاجاز بعد نفاذ ما يملكونه من اسطوانات قاربت على ٤ أيام متتالية، دون الوصول لحل، في ظل غياب مسئولي وزارتي البترول والتموين عن المشهد، وتجاهلهم استغاثات ونداءات المئات ممن يبحثون عن اسطوانة بوتاجاز لتساعدهم في إعداد الطعام لأطفالهم وعائلتهم. ٤٠ جنيهًا سعر أسطوانة البوتاجاز مع "السرِيحة" استغل "سريحة" أسطوانات البوتاجاز النقص الشديد وندرة الأسطوانات في زيادة أسعارها التي بلغ سعرها ٤٠ جنيهًا، بل بدأ بعضهم في إعطائها لأصحاب المقاهي والكافيتريات مقابل الحصول على ٥٠ جنيهًا. غياب الوزارة ومسئوليها انتهجت وزارة البترول المثل القائل "ودن من طين والتانية من عجين" في الوقت الذي لم تكلف الوزارة نفسها بإصدار بيان توضح حقيقة الأزمة، لتكتفي بإطلاق شعارات وعبارات رنانة من خلال رؤساء شركات تعبئة وتوزيع أسطوانات البوتاجاز، قائلين: "كله تمام ومفيش أزمات والمخزون يكفي "وهي في مجملها لا تغني ولا تسمن من جوع". نقص السيولة المالية بالهيئة المخصصة لشحنات "البوتاجاز" من أولى الأسباب وفقًا لمصدر مسئول فضَّل عدم ذكر اسمه، فإن هيئة البترول تعاني من أزمة مالية طاحنة، خاصة خلال الفترة الحالية التي لم تمكنها من تسديد مقابل شحنات غاز البوتاجاز المستورد من الخارج بعد تراكم المستحقات عليها، الأمر الذي ترتب عليه تأخر وصول الشحنات لموانئ العين السخنة والأسكندرية. خواء الصهاريج من غاز "البوتاجاز" كشفت الأزمة الحالية في اسطوانات البوتاجاز عن كذب تصريحات مسئولي البترول حول وجود مخزون استراتيجي احتياطي من غاز البوتاجاز مع الانتهاء من تشغيل صهاريج تخزين بوتاجاز جديدة والبالغ عددها ٧ صهاريج بمنطقة وادى القمر بالأسكندرية للرجوع إليها أثناء الأزمات و لتأمين احتياجات المواطنين في فترات الاستهلاك المتزايد، وبذلك تكون وعود البترول في الانتهاء من تشغيلها بدايات العام الحالي "مجرد حبر على ورق" بحسب ما أكدته مصادر بالبترول. نقص الغاز في مصانع التعبئة لم يتخذ المهندس عادل الشويخ رئيس شركة بتروجاس وهيئة البترول، أية إجراءات عاجلة لمواجهة النقص في الطاقة الإنتاجية والذي وصل إلى ٢٠٪ في مصانع التعبئة بسبب نقص الغاز الصب المستورد من الخارج، ومن ثم غير قادرة على ضخ كميات إضافية لمستودعات التوزيع. مستودعات التوزيع تراوحت كميات البوتاجاز الموزعة على ١٧٢ مستودعًا تابعًا لشركة بوتاجاسكو، أحد شركات قطاع البترول من ١٦٠ إلى ١٨٠ ألف اسطوانة يوميًا لم تكن كافية لوحدها لتلبية احتياجات المواطنين في ظل نقص الحصص الموردة من البوتاجاز لمستودعات القطاع الخاص والتي تستحوذ على أكبر نسبة توزيع، حيث يصل عددها ٣٠٠٠ مستودعًا على مستوى الجمهورية. تقارير الاستهلاك وتشير تقارير صادرة من هيئة البترول إلى أن الاستهلاك الشهري من البوتاجاز وصل 323 ألف طن بوتاجاز، يتم إنتاج 180 ألف طن منها محليًا، والفرق يتم استيراده من الخارج، حيث نستقبل شهريًا من ميناء السويس من 120 إلى 130 ألف طن بوتاجاز و80 ألف طن من ميناء الأسكندرية. هيئة البترول في تصريحات خاصة ل"التحرير" أكد المهندس طارق الحديدي رئيس الهيئة، أنه لا توجد أزمة في غاز البوتاجاز حاليًا، موضحًا أنه يتم ضخ ١٢ ألف طن غاز بوتاجاز يوميًا عبر الشركات التي تقوم بتعبئتها وتوزيعها على المستودعات المختلفة.