بدأت الدولة المصرية فى بسط سيطرتها على أراضيها ومد مظلة الحماية فوق رؤوس مواطنيها، وبث الثقة فى نفوس شعبها، بدأت الدولة المصرية تستردّ قدراتها وتسترجع عافيتها، عادت قوات الشرطة المصرية لتعمل بتناغم كامل مع الجيش ومن خلفهما شعب أبىّ. عادت الدولة المصرية من جديد ومع عودتها بدأ الشعب المصرى فى التعافى من حالة الخوف التى تملكته منذ اختطفت الجماعةُ الدولةَ. مارست عناصر الإرهاب الأسود أعمال القتل والإرهاب بحق مصر الدولة والشعب، وقاموا باستهداف أقسام البوليس، وحرقوا الكنائس والمحاكم، وأشعلوا النيران فى كثير من رموز الدولة ومؤسساتها، وعاثوا خرابا فى أرض مصر، ولم يتوقفوا أمام حُرمة كنائس أو مساجد، ومارسوا عمليات القتل بحق رجال بوليس، ولم يتوقفوا أمام هيبة الموت ولا حُرمة الجثمان، ومثَّلوا بالجثث من كرداسة إلى مطاى. وبثّوا العرب والفزع فى نفوس المصريين. هناك من لم يكن رجل دولة مكتمل النمو، فارتعشت الأيدى واهتزت الركب وقرر الخروج مبكرا من السباق، وهكذا دور المحن والأزمات عادةً ما تفرز الرجال وتظهر معادنهم. توارى كثير ممن كانوا ملء السمع والبصر فى وسائل الإعلام وحرصوا على تصدر المشهد فى الندوات والمؤتمرات، منهم من قرر الرحيل ومنهم من توارى خلف شعارات براقة شكلا، أما جوهرها فهو الجبن والخوف أو حسابات الروابط والعلاقات. عموما تقدَّم رجال الدولة لاسترداد مصر من جماعات العنف والإرهاب، تصدروا المشهد وقدموا حياتهم فداء للبلد كى يعود ويسترد من جديد. صدَّر عدد من المثقفين ورجال الأحزاب والفكر، الخوف والفزع للمصريين، فاضطرب عدد من المصريين، وترافق ذلك مع تصاعد العمليات الإرهابية بحق مصر والمصريين، وصعّدت الجماعة من موجة العنف فى محاولة لكسر الشرطة المصرية مرة ثانية، فقد كان الانسكار الأول للشرطة فى الثامن والعشرين من يناير 2011 مدخلهم لاختطاف الدولة بعد بث الرعب والفزع فى نفوس المصريين، استخدموا نفس الأساليب ولجؤوا إلى نفس الأدوات وكرروا نفس الوقائع ظنًّا منهم أنهم بذلك يكررون سيناريو 28 يناير 2011، لكن فاتهم أن الظروف تغيرت كثيرا، فالشرطة فى 2011 كانت فى حالة عداء مع الشعب ولم تكن العلاقات مع الجيش على ما يرام، أما اليوم فالعلاقة بين الشرطة والجيش فى أفضل حالاتها والتنسيق بينهما يجرى فى كل المجالات، وخلفهما يقف الشعب المصرى داعما ومساندا. كرروا نفس المشاهد واستخدموا نفس الأدوات ولم يحققوا نفس النتائج التى سبق لهم تحقيقها فى يناير 2011، فهم يفتقرون إلى الخيال والإبداع، ولم يروا التغيرات التى جرت فى مصر على مدار العام الماضى والتى جعلت من الشعب والجيش والشرطة يدا واحدة. عادت الدولة المصرية لتعمل بقوة وعندما تعود الدولة المصرية للعمل تفشل كل خطط الأعداء ومؤامراتهم الإقليمية والدولية.. استعانوا بأصدقاء من الإقليم، واستعانوا بأموال قطر وضجيج حماس وعربدات الأتراك، فلم يجْنوا سوى السراب، وحصلوا على دعم أمريكى مفتوح جرى من خلاله توظيف الأدوات الأوروبية حيث سار الاتحاد الأوروبى -كعادته- كالقطيع خلف السياسة الأمريكية، مرددا نفس الكلمات بنفس اللغة ولغات أخرى، ولكن الدولة المصرية وبعد أن استعادت قدرا من قوتها على العمل أبطلت مفعول المؤامرات ونجحت فى إصابة أكبر مشروع أمريكى فى المنطقة بالعطب الشديد على نحو دفعه إلى حافة الانهيار. كلمة الفريق أول عبد الفتاح السيسى للمصريين فى الثامن عشر من أغسطس 2013 جاءت فى توقيتها فقد كانت رسالة طمأنينة من الدولة المصرية لمواطنيها أن اطمئنوا فقد عادت دولتكم للعمل من جديد، صحيح أنها تتعرض لضربات من بقاىا أطراف المؤامرة، لكنها وبمعاونة الأشقاء العرب وتحديدا من السعودية والإمارات والكويت، والأردن والبحرين تحديدا، سوف تتغلب على بقابا المؤامرة وتستكمل بناء قوتها وقدرتها، كانت كلمات السيسى رسالة إلى كل من يهمة الأمر بأن الدولة المصرية قد عادت للعمل من جديد وعندما تعود الدولة للعمل فلا مكان لأنصاف الرجال ولا المرتعشة أيديهم أو المهتزة أرجلهم، فالمكان هو لرجال الدولة الذين يتقدمون الصفوف من أجل الدفاع عن الوطن فى مواجهة مؤامرات الأعداء، اطمئنوا يا مصريين فقد عادت دولتكم للعمل بعد أن جرى استردادها بعد فترة من الاختطاف.